يعد العقد النفسي أبرز أوجه العلاقات بين شركات التأمين وموظفيها، رغم كونه غير مكتوب، إلا أنه من أكثر العوامل المؤثرة على الأداء، بينما للحفاظ عليه أو فسخه العديد من المظاهر والآثار في الحياة العملية.
قال إيهاب خضر، خبير الإدارة الإستراتيجية، إن عنصر الإدارة بشركات التأمين تعد من أصحاب المصلحة الرئيسيين، بينما يمكن أن تؤثر بعض الممارسات السلبية التي تنتهك العقد النفسي على العاملين وتؤدي إلى فسخه
وأوضح لـ”المال” أن العقد النفسي (Psychological Contract) مفهوم يشير إلى التفاهمات والتوقعات غير الرسمية وغير المكتوبة التي تنشأ بين المنظمة وموظفيها، ويتم بناء على العوامل النفسية والاجتماعية والثقافية التي تؤثر في علاقة الموظف بالمنظمة، ويمكن أن يشمل مجموعة من العناصر، مثل التوقعات المتبادلة والالتزام والعدالة العضوية والتعويضات غير المادية وفرص التطوير والمرونة في ساعات العمل وبيئته الصحية والآمنة.
وتابع أن عدم توفير فرص التطوير المهني وعدم تلقي الموظفين الفرص الكافية للنمو والتطور في مهاراتهم ومسارهم المهني، إنما يشعرهم بعدم الرضا، ويفكرون في فسخ العقد النفسي.
وذكر أن عدم الاحتفاظ بالتوازن بين العمل والحياة الشخصية بالاهتمام المفرط بالعمل وعدم توفير التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية قد يشعر الموظفين بالإرهاق وعدم الرضا، وبالتالي تفكيرهم في إنهاء العقد النفسي.
وكشف أن عدم العدالة العضوية، إذا لم يشعر بها الموظفون في المعاملة وتوزيع المكافآت والفرص، فقد يتعرض العقد النفسي للانتهاك وقد يفكرون في فسخه.
وبيّن أن العقد النفسي ليس وثيقة رسمية ولا يُحدد بشكل صريح، بل يعتمد على توقعات واستنتاجات الموظف والمنظمة من سلوك الطرف الآخر، كما أن بناءه يتم على أساس التواصل غير الرسمي بين المنظمة والموظفين، مثل الإشارات غير اللفظية والتواصل غير المباشر.
وذهب إلى أن سلوك وممارسات الموظفين قد تؤدي إلى فسخ العقد النفسي، مثل عدم الالتزام بالتعهدات والتوقعات المتفق عليها، ويتخللها انتهاكات متكررة، فقد يقوضون العقد النفسي ويدفعون المنظمة إلى فسخه.
وفصل أن سوء أداء الموظفين وعدم تحقيق الأهداف يقوض العقد النفسي، فإذا لم يحقق الموظفون مستوى الأداء المتوقع منهم ولا يلبون الأهداف المحددة، فقد يفقدون الثقة ويتضاءل العقد النفسي.
ولفت إلى أن الثقافة السلبية وعدم التعاون في المنظمة يؤدي إلى نقص في التعاون والتواصل بين الموظفين، وقد يؤثر ذلك سلبًا على العقد النفسي ويدفع بعض الموظفين للتفكير في فسخه.
وأوضح أن العقد النفسي مبني على توقعات الموظفين والمنظمة من بعضهما البعض، وتتضمن تلك التوقعات الالتزامات والتفضيلات الشخصية والمهنية كما يتطلب العقد النفسي التوازن في التفاهمات والتوقعات بين الموظف والمنظمة، حيث التبادل للمنافع والتضحيات.
وشدد على أن تلك الممارسات ليست قواعد صارمة، ويمكن أن تختلف حسب كل شركة وظروفها الخاصة، بينما يتطلب الحفاظ على العقد النفسي التوازن والتواصل الجيد بين المنظمة وموظفيها، وتلبية التوقعات المتبادلة والاحترام المتبادل والعدالة في المعاملة وتوفير بيئة عمل إيجابية تشجع على الالتزام والأداء المتميز.