أكدت الدكتورة آيات ربيع، خبيرة العلاقات الأسرية وتنمية المهارات التربوية، ضرورة عزل الأبناء في الأسرة العربية والمصرية، خلال هذه الفترة الحرجة، عن أي مؤثرات سلبية، التي تؤثر على نفسية الأبناء، وتسبب لهم التوتر العصبي والضغوط النفسية، خاصة وأننا نعيش هذه الأيام الفترة النهائية للعام الدراسي، التي تفصلنا أياما قليلة عن امتحانات نهاية السنة، مما ينتج عنها آثارا سلبية خطيرة تؤثر على أداء وسلوك الطلبة في هذه الفترة، حيث يتزايد التوتر لديهم كلما اقتربوا من الامتحانات.
وأشارت إلى إمكانية أن يؤدي التوتر إلى ظهور السلوك السيء مثل العدوانية والعصبية والاستياء الزائد، والنوم السيء، وبزيادة الشعور بالقلق والتوتر المستمر، تتأثر الصحة النفسية للطلاب، وهو ما يؤدي إلى الاكتئاب والقلق المستمر، الذي يؤثر على قدرة الطالب في مهارات التركيز والتذكر، وبالتالي يؤدي إلى تدهور الأداء العام للطالب خلال الامتحانات، ومن ثم ينتج عن ذلك نتائج غير مرضية للأهل والطلاب على حد سواء.
وأوضحت الدكتورة آيات أن أهم النصائح التي يمكن تقديمها لجميع الأسر خلال فترة الامتحانات ونهايات العام الدراسي هي العمل على استخدام كافة الوسائل الإيجابية لتعزيز ودعم وتشجيع الطلاب على المذاكرة والتفوق.
وفتحت آيات الباب لإدراك الأهالي لقدرات أبنائهم لتحفيز مواهبهم العقلية والإبداعية، وأوصت بضرورة عدم إضافة أي ضغوط عليهم للقيام بأكثر مما يمكنهم القيام به حتى لا يتعرضوا للإجهاد، وكذلك توفير مناخ عائلي يساعد الطالب على الشعور بالطمأنينة وتفادي أي خلافات أسرية.
كما حذرت من التعبير عن الخوف من الامتحانات وتوقعات النتائج للطلاب، حتى لا ينتقل الخوف إليهم، و الحديث دائمًا بإيجابية والابتعاد عن العبارات السلبية.
وأشارت دكتورة آيات إلى ضرورة متابعة تقدم الطالب بذكاء دون لفت الانتباه أو فرض الرأي، ولكن يمكن تقديم الاقتراحات والمدعومات للطالب حتى يشعر بالاهتمام والاحترام.
كما نصحت بتجنب المبالغة في تشجيع الطالب وتقدير قدراته حتى لا يصاب بالغرور، وفي الوقت نفسه لا ينبغي التقليل من قدراته حتى لا يزداد خوفه من الامتحانات ومن النقاط الأخرى المهمة هي عدم مقارنة الطلاب ببعضهم البعض أو مع أشخاص آخرين، وعدم فرض الآباء طموحاتهم على أبنائهم بما يفقد الأبناء الرغبة في التفوق حتى لا يصبحون نسخاً مكررة من أباءهم وإنما يجب علينا دعم مواهبهم وتشجيع وتعزيز تنمية قدراتهم لتحقيق أحلامهم التي يريدونها وليس أحلام الأباء.
كما أشارت خبيرة العلاقات الأسرية وتنمية المهارات التربوية، إلى ضرورة قيام أفراد الأسرة بتشجيع الطلاب على تنظيم أوقاتهم وتحديد أولوياتهم، بمساعدتهم في تحديد الأهداف الواضحة والمواظبة على إدارة وقتهم بشكل منتظم ،و توفير الموارد اللازمة لمساعدتهم في الاستعداد للامتحانات والمهام، عن طريق توفير الكتب والمصادر الأخرى المهمة، وتوفير الدعم النفسي والعاطفي اللازم لهم.
وأكدت على أهمية توفير مكان هادئ وخالي من الانشغالات والأصوات المزعجة للطلاب، لتحسين التركيز وزيادة الإنتاجية.
كما شددت على ضرورة ان يهتم أفراد الأسرة خلال هذه الفترة بالنقاش والحوار مع الطلاب حول موضوع الدراسة والمواد الصعبة، لتعزيز فهمهم للموضوعات وتوجيههم نحو الأفكار الصحيحة وتفريغ الضغوط النفسية والعصبية التي قد تكمن بداخلهم ويحاولون إخفاءها.
وأضافت، خبيرة العلاقات الأسرية وتنمية المهارات التربوية، أنه يجب الحث على الممارسة العملية والتدريب العملي، لتحسين مهارات الطلاب وإعدادهم للعمل في الحياة العملية، جنبًا إلى جنب مع تنمية مهارات التعلم الذاتي والاستفادة من المصادر المختلفة، مثل الإنترنت والمكتبات والمجتمعات العلمية، لتحسين مهاراتهم في التعلم.
أما بالنسبة للسلبيات التي يجب تجنبها، اوضحت آيات انه يجب تجنب الإفراط في العمل والتحدي الزائد، والتأكد من أن الطلاب يحصلون على الراحة الكافية والنوم الجيد والتغذية السليمة، وتجنب الاشياء غير الضرورية التي قد تؤثر على تركيز الطلاب. ومن الإيجابيات التي يجب العمل على تحقيقها، تشجيع الطلاب على التعلم والاستكشاف والتحدي والتفكير النقدي، وتقديم الدعم المعنوي اللازم لهم لتحقيق النجاح والتفوق في الاختبارات النهائية.