أحدثت تقنية بلوكتشين “Blockchain” تحولا كبيرا في العديد من الصناعات، ولا تُستثنى صناعة إعادة التأمين من هذا التحول، إذ تمتلك هذه التقنية القدرة على تحويل عمليات إعادة التأمين من خلال تحسين الكفاءة وتقليل التكاليف ومنع الاحتيال وتعزيز الشفافية.
وتعني تقنية “بلوكتشين” أو “سلسلة الكتل” نظام إلكتروني مشفر غير مركزي لمعالجة المعاملات المالية والعقود والأصول المادية ومعلومات سلاسل التوريد، وما إلى ذلك.
ولكن كيف تعتمد إعادة التأمين على تلك التقنية؟
أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للتحكيم الدولي، قالت إن عقود إعادة التأمين التقليدية تكون بين أطراف متعددين، مثل الوسطاء والإداريين الخارجيين، وغالبا ما تكون تلك المعاملات بطيئة، بينما تقدم العقود الذكية في تقنية بلوكتشين حلا عن طريق تنفيذ شروط العقد تلقائيا عند استيفاء بنود معينة، مثل تفعيل العقود الذكية لإطلاق أموال إعادة التأمين فور استلام البيانات المعتمدة من أحد محطات الطقس أو الأجهزة المتصلة بالإنترنت حال وقوع كارثة طبيعية.
وأضافت لـ”المال” أن صناعة إعادة التأمين إنما تقوم على عقود طويلة الأجل تشمل أطرافا متعددة حول العالم، وغالبا ما تتسبب مشكلات التواصل وغياب الشفافية في تباطؤ العمليات، بينما توفر تقنية بلوكتشين سجلا لامركزيا يمكّن جميع الأطراف في سلسلة إعادة التأمين الوصول إليه في الوقت الفعلي، ما يضمن تحديثات فورية واتساق البيانات.
وذكرت أن إعادة التأمين تتعامل مع المخاطر الكارثية الكبرى، مثل الأعاصير والزلازل والأوبئة، بينما تبقى أحد التحديات الأساسية مسألة التنبؤ الدقيق بالمطالبات ومنع الاحتيال، في حين توفر تضمن “بلوكتشين” بيانات آمنة وسجلات غير قابلة للتلاعب، وتوفر أدوات قوية لمكافحة الاحتيال.
والجراف التالي يبين توقعات أكثر المجالات تضررا من الذكاء الاصطناعي، وفق بيانات “ستاتيستا” العالمية:
وبينت “الماحي” أن إعادة التأمين هي أعمال عالمية، حيث يتم توزيع المخاطر عبر العديد من البلدان والقارات، بينما تعمل “بلوكتشين” على تسهيل المعاملات عبر الحدود من خلال توفير منصة لامركزية واحدة يمكن لجميع المشاركين الوصول إليها بغض النظر عن الموقع أو الاختصاص القانوني، ومن خلال أتمتة تلك المهام، تساعد تقنية “بلوكتشين” في تقليل التكاليف الإدارية وزيادة الربحية.
وأفادت بأن إمكانات “بلوكتشين” تواجهها العديد من التحديات التي تعوق تكاملها الكامل في صناعة إعادة التأمين، وتشمل تلك التحديات عدم اليقين التنظيمي والافتقار إلى البنية التحتية التكنولوجية إلى جانب المقاومة الصناعية لتبني التكنولوجيا الجديدة.
ختاما، فعلى المدى الطويل، تتمتع “بلوكتشين” بإمكانية إعادة تشكيل صناعة إعادة التأمين بأكملها، ما يجعلها أكثر شفافية وكفاءة ومرونة، وتمثل وعدا كبيرا لصناعة إعادة التأمين من خلال تحسين الكفاءة والشفافية ومنع الاحتيال مع تقليل التكاليف وتبسيط العمليات عبر الحدود، ومع ذلك، يعتمد انتشارها الواسع على تجاوز العقبات التنظيمية والتكنولوجية والثقافية.