تُعد الطاقة الشمسية من أهم مصادر الطاقة المتجددة التي تشهد نموا ملحوظا في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إلا أن الظروف المناخية القاسية، خاصة ارتفاع درجات الحرارة، تشكل تحديا كبيرا لكفاءة الألواح الشمسية في هذه المنطقة، وتُظهر الدراسات أن كفاءة الألواح الشمسية يمكن أن تنخفض بنسبة تصل إلى 1.5% لكل ارتفاع بدرجات الحرارة قدره 5 درجات مئوية.
“المال” تواصلت مع أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للقانون الدولي وتسوية المنازعات، لإبداء رأيها في تحديات التأمين على الألواح الشمسية.
وقالت أماني الماحي، إن الاقتصاد العالمي يشهد تحولات جذرية نتيجة الابتكارات التكنولوجية التي تعيد تشكيل القطاعات التقليدية وتعزز من كفاءتها واستقرارها، ومن بين هذه القطاعات، يبرز النظام المالي المبني على البترودولار والتأمين وإعادة التأمين كأمثلة رئيسة على كيفية استفادة الأنظمة الاقتصادية من التكنولوجيا الحديثة.
وبيّنت أن شركات التأمين توفر الحماية ضد المخاطر المالية المرتبطة بتقلبات أسعار النفط والعوامل الاقتصادية الأخرى، ويشمل التأمين في هذا السياق تأمين الشركات المنتجة للنفط والمستثمرين في هذا القطاع، ما يوفر لهم حماية ضد الخسائر الكبيرة.
وأشارت إلى أن إعادة التأمين نظام يمكن لشركات التأمين من خلاله نقل جزء من مخاطرها إلى شركات إعادة التأمين، بينما يساعد هذا النظام في توزيع المخاطر على نطاق أوسع، ما يعزز من استقرار شركات التأمين وقدرتها على التعامل مع المطالبات الكبيرة.
وذكرت أن الابتكارات التكنولوجية تعد جزءا أساسيا من تعزيز التكامل بين البترودولار والتأمين وإعادة التأمين في الاقتصاد العالمي، من خلال تحسين الكفاءة وزيادة الشفافية وتقليل المخاطر، بينما تساهم هذه الابتكارات في استقرار الأسواق وتعزيز النمو الاقتصادي المستدام، وسيظل التكامل بين هذه العناصر مستمرا بفضل التقدم التكنولوجي الذي يفتح آفاقا جديدة للتطور والابتكار في القطاعين المالي والتأميني.
والجراف التالي يبين تطور إنتاج الغاز المصري الطبيعي منذ 2007 وحتى 2019، وفق بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء:
التقنيات البيئية والطاقة المتجددة كبديل للبترودولار
وأوضحت أماني الماحي أن الطاقة المتجددة تواجه تحديات من منظومة البترودولار، مع تزايد الضغوط البيئية والدعوات للانتقال إلى مصادر طاقة أكثر استدامة، بينما تكمن الطاقة المتجددة كبديل محتمل للبترودولار في الأنظمة الاقتصادية العالمية، وتشير الابتكارات التكنولوجية في هذا المجال إلى إمكانية تطوير نظم طاقة متجددة تستخدم تكنولوجيا، مثل الطاقة الشمسية، والرياح، والطاقة الحرارية الأرضية، لتلبية الاحتياجات الطاقوية العالمية بشكل أكثر فعالية وباستدامة أكبر.
وأوضحت أن الاستثمارات في بنية الطاقة المتجددة تتطلب رؤوس أموال كبيرة، بينما تحتاج شبكات الطاقة المتجددة إلى تحديثات هيكلية لتكييف الانتقال إلى الطاقة المتجددة بشكل فعال، حيث يمكن أن يؤثر الانتقال إلى الطاقة المتجددة على الدول التي تعتمد اقتصاداتها بشكل كبير على النفط والطاقة التقليدية.
هل تكون الطاقة المتجددة بديلا للبترودولار؟
وبيّنت أماني الماحي أن الطاقة المتجددة تعد بديلا محتملا للبترودولار في المستقبل، إلا أنه من غير المحتمل أن تحل محله بشكل كامل في الوقت القريب، إذ يعتمد مدى استبدالها بالبترودولار على عدة عوامل، بما في ذلك التطورات التكنولوجية، والسياسات الحكومية، وتغيرات الطلب العالمي على الطاقة، وبالتالي، يمكن أن تكون الطاقة المتجددة جزءا من مزيج الطاقة العالمي المتنوع، وتسهم في تقليل التبعية على البترودولار وتعزيز استدامة الأنظمة الاقتصادية العالمية.
وأشارت إلى أن التركيز على الطاقة المتجددة كبديل محتمل للبترودولار أكدت أن التكنولوجيا والابتكارات الحديثة تلعب دورا حاسما في تحسين الاستقرار الاقتصادي وتعزيز التكامل بين البترودولار والتأمين وإعادة التأمين في العالم المعاصر، بما أن التقنيات البيئية تسهم في تقليل المخاطر البيئية والاقتصادية المرتبطة بالطاقة التقليدية، فإنها تمهد الطريق لنظام اقتصادي أكثر استدامة ومرونة في المستقبل.