قالت أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للتحكيم الدولي، ينبغي تحقيق التوازن بين نمو إعادة التأمين وإدارة المخاطر، مع التركيز على الابتكارات الحديثة ودورها الحيوي.
ويكمن التحدي الدائم في عالم إعادة التأمين في تحقيق توازن دقيق بين النمو وإدارة المخاطر، بينما يتطلب النجاح في هذا المجال نهجًا حذرًا ومبتكرًا يمكن من خلاله تحقيق الربحية المستدامة.
وأوضحت أماني الماحي أن التقييم الشامل للمخاطر يكون عبر تنويع المحفظة، بتجنب التركيز على خط أعمال واحد أو منطقة جغرافية معينة، إذ يتيح التنويع نشر المخاطر ويعزز الاستقرار المالي، إضافة إلى استخدام النماذج الإكتوارية المتقدمة لتقدير الخسائر المحتملة وتأثيرها على المحفظة، ما يوفر رؤى دقيقة لاتخاذ القرارات، مع إجراء اختبارات التحمل لفهم كيفية تأثير الأحداث القصوى على الصحة المالية للشركات، ما يساهم في إعداد إستراتيجيات الطوارئ.
وأشارت إلى أهمية الانضباط في الاكتتاب، عبر اختيار المخاطر بعناية والتركيز على الجودة، بدلاً من الكمية، ما يضمن عدم التعرض للمخاطر غير الضرورية، مع التأكد من تغطية الأقساط المدفوعة للخسائر المتوقعة والنفقات وتوفير هامش ربح معقول.
وأفادت بأهمية حماية إعادة التأمين، عبر استخدام اتفاقيات إعادة التأمين، لنقل جزء من المخاطر إلى معيدي التأمين الآخرين، لضمان حماية الميزانية العمومية، وتخصيص رأس المال بكفاءة لدعم أنشطة الاكتتاب دون تمديد الموارد المالية بشكل مفرط.
ابتكارات في اكتتاب إعادة التأمين
وأوضحت أماني الماحي أن استخدام تحليلات البيانات، إنما يتم للتنبؤ باتجاهات الخسارة وتحسين دقة الاكتتاب، كما أن تنفيذ خوارزميات الذكاء الاصطناعي يستخدم لتقييم المخاطر وتحديد الأنماط التي قد يغفلها المكتتبون، كما أن استخدام البلوكشين يُنشئ عقودا ذكية تنفذ شروط اتفاقيات إعادة التأمين تلقائيًا، لتقليل التكاليف الإدارية وتحسين الشفافية، مع ضرورة تعزيز أمان البيانات ونزاهتها.
وبيّنت أن إنترنت الأشياء (IoT) يحقق جمع البيانات في الوقت الفعلي عن الأصول المؤمن عليها، لتقييم المخاطر بشكل أفضل، كما أن استخدام بيانات إنترنت الأشياء يحقق تنفيذا لإستراتيجيات التخفيف من المخاطر، مثل الصيانة التنبؤية للعقارات المؤمن عليها.
وأضافت أن تطوير منتجات التأمين البارامتري (المعياري) تفعّل المدفوعات بناءً على أحداث محددة مسبقًا، ما يسرع من عمليات المطالبات ويقلل الأعباء الإدارية على شركات إعادة التأمين.
والجراف التالي يوضح أكثر المجالات تضررًا من الذكاء الاصطناعي، بينما لا يندرج فيها مجال التأمين، وفقً لبيانات شركة ستاتيستا العالمية:
الشراكات الإستراتيجية والتعاون
وذهبت أماني الماحي إلى ضرورة التعاون مع شركات التكنولوجيا التأمينية، لدمج التقنيات المتقدمة في عمليات الاكتتاب، وإنشاء مختبرات الابتكار لتعزيز الأفكار والحلول الجديدة، والانضمام إلى اتحادات الصناعة لمشاركة البيانات والرؤى، والمشاركة في المشاريع التعاونية لتطوير نماذج وتقنيات اكتتاب جديدة.
وبيّنت أهمية مواكبة التغيرات التنظيمية في الأسواق المختلفة لضمان الامتثال وتكييف ممارسات الاكتتاب، والانخراط مع المختبرات التنظيمية لاختبار المنتجات والخدمات المبتكرة في بيئة خاضعة للرقابة، ودمج معايير الحوكمة البيئية والاجتماعية في قرارات الاكتتاب، وتطوير إستراتيجيات لإدارة مخاطر المناخ استجابة للضغوط التنظيمية والسوقية.
وتابعت أن الاستثمار في برامج التعليم والتدريب المستمر للمكتتبين إنما يجعل الموظفين على اطلاع دائم بأحدث اتجاهات الصناعة والتقنيات، مع ضرورة تشجيع تطوير المهارات متعددة التخصصات، لتمكين المكتتبين من التكيف مع الأدوات والمنهجيات الجديدة.
ولفتت إلى أهمية تعزيز ثقافة الابتكار، حيث تشجيع الموظفين على تجربة الأفكار والمناهج الجديدة، وتنفيذ دوائر التغذية الراجعة للتعلم من تجارب الاكتتاب وتحسين العمليات باستمرار.