قالت الدكتورة وفاء علي، أستاذ الاقتصاد وخبيرة أسواق الطاقة، إن هناك موجة جديدة من الأزمات تواجه الاتحاد الأوروبي، ويعود ملف الغاز إلى الواجه، الأمر الذي اعتمد على سياسة «من سيصرخ أولاً»، مؤكدة أن العالم مقبل على مزيد من الضغوط في أسعار النفط والغاز.
وأضافت «علي» في مداخلة هاتفية لقناة «إكسترا نيوز»، مساء اليوم، أنه سيكون هناك فرغ في أسواق الطاقة بشأن أسعار الغاز، وبعد توقف التعاقد بين روسيا وأوكرانيا لمرور خطوط الغاز، فهذا لا يعني تعديل في مسار سلاسل الإمداد وانما انهيار لرمزية عصر كامل قوامه 5 عقود إلى وسط وشرق اوروبا عن طريق أراضي أوكرانيا.
وتابعت، أنه دخول ترامب على خط الأزمة في ملف الغاز، وضع أوروبا أمام خيارين« أحلاهما مُر»، أحدها أما أن يكونا الغاز والنفط الأمريكي على رأس أولويات أوروبا، أو «يذهب الجميع إلى الجحيم».
وأوضحت أن المشهد في أوروبا يشير إلى جعبة المخاطر الجيوسياسية، واضطرابات الطاقة، ما زالت ممتلئة مع ارتفاع درجات الحرارة وتوقعات زيادة الطلب على الغاز والنفط في المرحلة القدمة بالتزامن مع مواجهة مستلزمات الصناعة.
وأكدت على أن عقوبات دول الاتحاد الأوروبي، انقلبت عليهم، وجاءت مشتريات الاتحاد للغاز عام 2024 أكثر من مشتريات عام 2023، وهذا يؤكد أن أوروبا لم تتخلص من احتياجها للغاز الروسي، ولا يوجد من يعوض أوروبا عن الغاز الروسي، حتى ولو كانت الولايات المتحدة الأمريكية، لعدة عوامل.
وأشارت خبيرة أسواق الطاقة إلى أن العامل الأول، يتمثل في حال توجه بصلة أوروبا إلى شراء الغاز والنفط من أمريكا فأمامها بعدين، البعد الجغرافي، والحاجة إلى تكتيكات بالنسبة للإجراءات اللوجستية، بجانب فرض تكلفة 120 مليار دولار فرق السعر الذي ستفرضه السياسيات الحمائية للرئيس الامريكي الجديد.
ولفتت إلى أن مصلحة أوروبا المهمة كانت مع روسيا، حتى ولو هناك خلافات، ولذلك سيظل الأمر معقدا خلال المرحلة القادمة لأن أوروبا ستعاني خلال العام المقبل مع انتهاء المخزونات، كما أن هناك هجرة صناعية عملت على تراجع مركز أوروبا في الصناعة، بينما روسيا أوجدت عملائها في الصين والهند وغيرها من الدول الحليفة معها.