أعلنت شركة CrowdStrike Holdings المتخصصة في مجال الأمن السيبراني، مؤخرا عن خسائرها المالية التي جذبت اهتماما كبيرا، وعلى الرغم من أن هذه الخسائر ضخمة، إلا أنها تعد “جسيمة يمكن إدارتها” في سياق صناعة إعادة التأمين الأوسع.
وضربت سلسلة من الأعطال التقنية خدمات الطيران والبنوك العالمية وبورصة لندن يوم الجمعة 19 من الشهر الماضي، وشكلت خللا غير معتاد امتد من الولايات المتحدة إلى آسيا بعدما أعلنت “مايكروسوفت” عن انقطاع في خدماتها عبر الإنترنت، بسبب تحديث برنامج قامت به شركة الأمن السيبراني “كراود سترايك هولدينغز” (CrowdStrike Holdings Inc).
ومن الضروري تحليل الأداء المالي على مدى عدة أرباع أو سنوات مالية، لتقييم تأثير خسائر إعادة التأمين بدقة، ما يسمح بتقييم شامل للاتجاهات والتعديلات، نظرا للطبيعة الديناميكية لسوق إعادة التأمين، المتأثرة بالعوامل العالمية وتقلبات السوق، فالمتابعة المستمرة أمر أساسي.
وفيما يتعلق باستقرار صناعة إعادة التأمين، فإنها لا تزال تحت ضغط كبير بسبب ارتفاع الأقساط وتقليص القدرة، بينما تقوم بعض الشركات بتوجيه هذه التحديات بفعالية، فالقطاع يشهد تقلبات متزايدة، على الرغم من أن الشركات الفردية قد تنفذ إستراتيجيات للتخفيف من المخاطر، إلا أن السوق الأوسع لإعادة التأمين ليست في الجانب الآمن تماما وتستمر في مواجهة شكوك كبيرة.
“المال” تواصلت مع أماني الماحي، رئيس قطاع بشركة مصر للتأمين وعضو الاتحاد الأفروأسيوي للتحكيم الدولي، وعلقت بأن البيانات المالية الأخيرة لـ”CrowdStrike” أشارت إلى خسائر كبيرة بسبب ارتفاع تكاليف إعادة التأمين، وقد زادت هذه التكاليف، حيث قامت الشركة بزيادة تغطيتها لتخفيف المخاطر المرتبطة بتوسيع عملياتها والاستثمار في حلول الأمن السيبراني المتقدمة، بينما شهدت سوق إعادة التأمين تقلبات ملحوظة، وقد ساهمت الزيادات في الأقساط وتقليص القدرة في هذا القطاع في ارتفاع تكاليف التشغيل للشركات مثل “CrowdStrike”.
وبينت “الماحي” أن سوق إعادة التأمين تتعرض لضغوط من سلسلة من الأحداث العالمية، بما في ذلك الكوارث الطبيعية والتوترات الجيوسياسية، التي أدت إلى زيادة المطالبات وارتفاع أسعار تغطيات إعادة التأمين، وقد أثرت هذه الظروف على هيكل التكلفة للشركات التي تعتمد بشكل كبير على إعادة التأمين، خاصة تلك التي لديها تعرضات كبيرة للمخاطر واستثمارات كبيرة في تقنيات جديدة.
وذكرت أن “CrowdStrike” قامت بتعديل إستراتيجيات إدارة المخاطر الخاصة بها، استجابة لارتفاع تكاليف إعادة التأمين، ويشمل ذلك تحسين محفظة التأمين الخاصة بها والتفاوض للحصول على شروط أفضل مع شركات إعادة التأمين لإدارة الأقساط والتغطية المستقبلية، بينما تستكشف الشركة أيضا حلولا بديلة لإدارة المخاطر ومنتجات تأمين مبتكرة لتتناسب بشكل أفضل مع نموها واحتياجاتها التشغيلية.
والجراف التالي يبين حجم سوق التأمين على الأمن السيبراني من 2020 إلى المتوقع في 2030، وفق “سويس ري” لإعادة التأمين:
وأوضحت “الماحي” أن إدارة “CrowdStrike” تظل متفائلة بشأن آفاق الشركة على المدى الطويل، على الرغم من التأثير المالي الفوري، فهي تعتقد أن الاستثمار في بنية الأمن السيبراني والتكنولوجيا سيحقق عوائد كبيرة مع تزايد الطلب على حلول الأمان القوية.
وألمحت إلى أن الخسائر الناجمة عن أزمة “CrowdStrike” المالية الأخيرة على قطاع التأمين بسبب تكاليف إعادة التأمين كبيرة، إلا أنها تعد قابلة للإدارة ضمن سياق أهداف الشركة الإستراتيجية وسوق إعادة التأمين المتشددة، ومن المتوقع أن تسهم استجابة الشركة الاستباقية في تعديل ممارسات إدارة المخاطر وتركيزها على النمو الطويل الأجل في استقرار أدائها المالي وتعزيز موقعها في قطاع الأمن السيبراني.