خبراء يفسرون سر حمى عروض الشراء المفاجئة بالبورصة المصرية

على أسهم شركات فى قطاعات مختلفة منها الأدوية والخدمات المالية

خبراء يفسرون سر حمى عروض الشراء المفاجئة بالبورصة المصرية
منى عبدالباري

منى عبدالباري

7:12 ص, الثلاثاء, 16 فبراير 21

حالة من الرواج تشهدها عروض الشراء بالبورصة المصرية مؤخرا فسرها محللون وخبراء استثمار بوجود فرص استثمارية قوية داخل السوق، نتيجة انخفاض تقييمات الأسهم، كما توقعوا مزيدا من طلبات الاستحواذ الفترة المقبلة، وبشكل خاص فى قطاعات الأدوية، والمدفوعات الإلكترونية.

وخلال الأسبوع الماضى أعلنت شركة «سى آى كابيتال» للاستثمارات المالية تقدم بنك مصر بعرض شراء رسمى لهيئة الرقابة المالية للاستحواذ على 90 % من أسهمها، بسعر 4.70 جنيه للسهم، ويتركز نشاط «سى آى كابيتال» فى مجالات، التأجيرالتمويلى، التمويل متناهى الصغر، وخدمات بنوك الاستثمار.

كان البنك نفذ خلال ثلاثة أشهر متصلة ( يونيو، ويوليو، أغسطس 2020) عدة عمليات شراء استهدفت رفع حصته فى سى آى كابيتال حتى أصبح المساهم الأكبر بنسبة (24.7 %) من الأسهم.

وخلال يناير المنقضى تلقت شركة «جلاكسو سميثكلاين» للأدوية 3 عروض شراء لحصة المساهم الرئيسى فيها (جلاكسو جروب ليمتد) بنسبة 91.2 % من شركات حكمة فارما سيوتيكلز بى.ال.سى، والشركة العربية للصناعات الدوائية، والمستلزمات الطبية (أكديما مصر)، وشركة العاشر من رمضان للصناعات الدوائية «راميدا».

وأعلنت جلاكسو فيما بعد اعتذارها عن عروض الاستحواذ المقدمة من راميدا، وأكديما، والتركيز على عرض الشراء المقدم من شركة الحكمة.

وتلقت شركة الإسكندرية للاستثمارات المالية، تابعة لمصرف أبو ظبى الإسلامى، 3 عروض استحواذ كان آخرها فى شهر فبراير الجارى من «زيتا» للاستثمار الإماراتية، لشراء نسبة لا تزيد عن %90 من رأس المال.

وفى يناير تلقت الشركة عرض استحواذ من «زالدى كابيتال» ومستثمرين آخرين لشراء %90 من أسهمها، على أن يكون العرض المقدم بسعر 5.50 جنيه للسهم الواحد.

وفى نهاية ديسمبر الماضى، أعلنت الإسكندرية، تلقيها عرضاً من مجموعة مستثمرين يمثلهم أحمد فاروق لشراء نسبة 84.99 بالمائة من رأسمال الشركة بسعر 5.32 جنيه.

والعام الماضى تقدمت شركة «سيكا مصر» بعرض شراء إجبارى لـ %100 من أسهم الحديثة للمواد العازلة- مودرن بيتومود، وبالفعل تمت الصفقة بقيمة 460 مليون جنيه.

ومؤخرا أيضا تقدمت شركة «أودن» للاستثمارات المالية، ومجموعة مرتبطة بها بعرض استحواذ على %90 من أسهم شركة النصر للأعمال المدنية بقيمة 11 جنيها للسهم، إلا أن الصفقة لم تكتمل.

وشهد العام الماضى أيضا استحواذ شركة ايميكس انترناشيونال على شركة النيل لحليج الأقطان، بقيمة إجمالية للصفقة 2.48 مليار جنيه.

واستحوذت شركة «كايرو ثرى إيه» الدولية للصناعات العام الماضى على شركة المصرية لصناعة النشا والجلوكوز فى صفقة قيمتها 420 مليون جنيه.

الألفى: مؤشر على وجود فرص استثمارية بسبب انخفاض التقييمات

عمرو الألفى، رئيس قسم البحوث فى بنك استثمار برايم

وقال عمرو الألفى، رئيس قسم البحوث فى بنك استثمار برايم إن ارتفاع عدد عروض الشراء بالبورصة المصرية مؤخرا يرجع إلى انخفاض التقييمات داخل السوق، ما يشير لوجود فرص استثمارية.

ولفت إلى أن عمليات الاستحواذ تمثل أمرا إيجابيا للشركات المشترية، حيث أن شراء شركة قائمة بالفعل، أقل تكلفة من تدشين نشاط منذ البداية، كما أن عمليات الاندماج أيضا تخفض التكاليف وتدعم الأرباح.

وتابع، أن ارتفاع عدد عمليات الاستحواذ يعد أيضا أحد تبعات كورونا، ويشير إلى أنه تم إعادة دراسة كل قطاع.

ولفت الألفى أيضا إلى أن عمليات الاستحواذ التى تمت فى القطاع البنكى فى الفترة الأخيرة تعكس قوة القطاع فى السوق المحلية، ما يعد شهادة ثقة فى الاقتصاد المحلى.

وشهدت السوق المصرية مؤخرا عدة عمليات استحواذ على بنوك، خارج أروقة البورصة المصرية، تمثلت فى استحواذ البنك الأهلى المتحد- البحرينى على حصة من أسهم وحدة البنك فى مصر والتى تم بالفعل تنفيذها ، واستحواذ بنك المؤسسة العربية المصرفية البحرين على بنك بلوم مصر، واستحواذ بنك أبوظبى الأول على بنك عوده مصر.

وأشار الألفى إلى أن أهم القطاعات الجاذبة للاستثمار حاليا هى الرعاية الصحية بشقيها (مقدمى الخدمات، والأدوية)، والخدمات المالية غير المصرفية.

وتوقع الألفى أن يشهد قطاع الخدمات المالية غير المصرفية عمليات اندماجات واستحواذات جديدة خلال الفترة المقبلة، مرجعا ذلك إلى أن ارتفاع عدد الشركات المنضمة للقطاع سيؤدى إلى عملية فلترة الفترة القادمة، كما رجح أن يشهد القطاع الاستهلاكى دخول شركاء جدد.

وأكد الألفى أن القطاعات الجاذبة للمستثمرين الأجانب بالسوق المحلية هى القطاع الاستهلاكى، والرعاية الصحية، والتعليم.

المصرى: تراقبوا المزيد بقطاع الأدوية الفترة المقبلة

وقال ياسر المصرى، العضو المنتدب لشركة العربى الإفريقى لتداول الأوراق المالية إن أسعار الشركات بالسوق المصرية جاذبة بقوة للمستثمرين الأجانب، نتيجة تدنى أسعارها.

وتوقع المصرى مزيدا من عروض الشراء، وصفقات الاستحواذ على شركات فى قطاع الأدوية بالسوق المصرية الفترة المقبلة.

وحول استحواذ البنوك على شركات للخدمات المالية غير المصرفية ، قال المصرى إن هناك توجها من البنوك نحو شركات هذا القطاع لإنشاء كيانات يتم الاعتماد عليها.

رشاد: تغيرات جذرية بالخريطة الاستثمارية

وقال إيهاب رشاد، نائب رئيس مجلس إدارة شركة مباشر كابيتال هولنج للاستثمارات المالية، إن رواج عروض الشراء مؤشرا على أن الأسعار متدنية داخل السوق ما يخلق له جاذبية، فضلا عن استحواذ قطاعات بعينها على تفضيل المستثمرين أبرزها قطاع الأدوية، ما يؤكده صفقة الاستحواذ على جلاكسوسميثكلاين.

ويؤكد رشاد أن الخريطة الاستثمارية تشهد حالياً تغيرا جذريا، لتتصدر الأدوية، والتكنولوجيا المالية، المدفوعات الإليكترونية، القطاعات الجاذبة للمستثمرين.

وتوقع رشاد عروض شراء جديدة فى القطاعات التى أشار إليها فى ظل أزمة فيروس كورونا المستجد، واحتمالية استمرارها.

النمر: البنوك والصحة أبرز المجالات الجاذبة

إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية

وقال إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفنى بشركة النعيم لتداول الأوراق المالية إن حمى عروض الشراء التى شهدتها السوق، ترجع بشكل أساسى إلى تدنى الأسعار، ما يمثل فرصا مغرية للاستثمار، والاستحواذ.

لكن النمر أشار فى الوقت نفسه إلى أن عروض الشراء التى شهدها السوق مؤخرا اختلفت الأهداف منها وفقا لهدف الشركة نفسها، موضحا على سبيل المثال أن عرض جلاكسو سميثكلاين كان الهدف منه هو خروج المساهم الرئيسى من السوق المحلية.

ويؤكد النمر أن عدداً كبيرا من الشركات داخل البورصة المصرية تمثل فرصا استثمارية قوية، إلا أنها بحاجة للترويج لها بشكل جيد، واحترافى، من خلال الاهتمام بالسوق نفسها، عبر تشريعات محفزة ، وطرح شركات قوية ماليا وتشغيليا.

ويرى النمر أن القطاعات الجاذبة للاستثمار داخل البورصة حاليا تشمل البنوك، والإسكان، والصناعة، والصحة، بينما على صعيد الاستثمار المباشر تأتى قطاعات الطاقة، والتعليم، والصحة.

عبدالقادر: الاستحواذ على كيان مدرج ميزة للمشترى

وقال عامر عبدالقادر، رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية إن البورصة المصرية سوقا جاذبة تتضمن شركات ذات أصول قوية.

وأشار إلى أن ظاهرة ازدهار عروض الشراء تشير إلى أن السوق أصبح مغريا فى ظل تدنى الأسعار لأسهم كثيرة، كما أن الاستحواذ على شركة مُدرجة منذ البداية يمثل أمرا إيجابيا للطرف المشترى.

وحول اتجاه البنوك نحو الاستحواذ على شركات خدمات مالية غير مصرفية، أشار عبدالقادر إلى أنه يتوقع أن يمثل هذا اتجاها من البنوك لخلق أذرع استثمارية فى قطاع الخدمات المالية.

جدير بالذكر أن ان آى كابيتال ذراع الاستثمارات لبنك الاستثمار القومى، استحوذت مؤخرا على عربية أون لاين» لتداول الأوراق المالية، كما استحوذ البنك الأهلى المصرى نهاية العام الماضى على %24 من شركة أمان للمدفوعات الإليكترونية –التابعة لشركة راية القابضة-.

وأكد عبدالقادر أن هناك حالة من التفاؤل تسود البورصة حاليا، مع توقعات ازدهار الاستثمار داخلها بدعم تراجعات الفائدة.

وقال عبدالقادر إن قطاع الخدمات المالية غير المصرفية هو الأكثر جاذبية للمستثمرين الفترة الراهنة، بدعم من النمو القوى الذى حققه الفترة الماضية.

وأشار عبدالقادر إلى أن هناك آفاقا تفاؤلية، ومستقبلا قويا للأسواق الناشئة بعد كورونا، بدعم تمتع الأسهم بأصول قوية.

وتقول ريهان حمزة، محلل مالى بشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية إن هناك عدداً كبيراً من الشركات المُدرجة بالبورصة المصرية أدنى من تقييماتها الحقيقية، ما يجعلها فرص جاذبة للاستحواذ، إلا أنها لفتت فى الوقت نفسه إلى أن هناك عروض شراء ترتبط بحالات خاصة، تخص الشركة محل الشراء أو المشترية.

وأضافت حمزة أن هناك إتجاهاً قوياً نحو عمليات الاستحواذ على شركات مدرجة بالبورصة المصرية ويرجع ذلك إلى تمتع الشركة بحصة سوقية.

جدير بالذكر أن هيئة الرقابة المالية قامت بإدراج تعديلات على ضوابط عروض الشراء الإجبارى العام الماضى، فى إطار تعديلات اللائحة التنفيذية لقانون سوق المال التى اعتمدها مجلس الوزراء.

جاءت أبرز التعديلات فى المادة 337 من اللائحة التنفيذية التى أتاحت للهيئة رفض مشروع عرض الشراء أو طلب تعديله، حال كان سعر الشراء النقدى المقترح أقل من متوسط سعر الإقفال فى البورصة خلال 3 أشهر من إعلان مقدم العرض عن نيته فى تقديم العرض، أو 6 أشهر السابقة على إيداع مشروع العرض ذاته، وكل ذلك ما لم يكن السعر محددًا وفق دراسة القيمة العادلة التى حددها مستشار مالى مستقل من المقيدين بسجلات الهيئة.

ونصت المادة 353 على الحالات التى يتعين فيها تقديم عروض شراء إجبارية لشراء الأوراق المالية للشركة المستهدفة بالعرض، أولها عند رغبة شخص او مجموعة مرتبطة فى الاستحواذ بشكل مباشر او غير مباشر على ثُلث أو أكثر من حقوق التصويت، وفى حالة قيام شخص أو مجموعة مرتبطة تستحوذ على أكثر من ثلث رأس المال بزيادة حصتهم بنسبة تزيد عن %5 خلال 12 شهر متتاليا، أو إذا بلغت حصتهم نصف رأس المال فى أى وقت، وكذلك فى حالة قيام شخص او مجموعة مرتبطة يمتلكون نصف رأس المال أو حقوق التصويت بزيادة حصتهم إلى ثلاثة أرباع رأس المال أو حقوق التصويت.

واتاحت المادة نفسها، للهيئة السماح للمتجاوز بالتخلص من النسبة المتجاوزة خلال الأجل الذى تحدده واتخاذ كل أو بعض التدابير اللازمة من تجميد الأسهم محل التجاوز، ووقف حقوق التصويت وتوزيعات الأرباح الخاصة بالنسبة المتجاوزة لحين التصرف فيها أو لحين الالتزام بتقديم عرض الشراء متى كان ذلك ممكنًا.

ومن ضمن عمليات الاستحواذ الهامة التى تتم فى السوق المحلية أيضا خارج البورصة المصرية، عملية الشراء المحتملة من جانب المجموعة المالية هيرميس والصندوق السيادى المصرى لبنك الاستثمار العربى.

كانت هيرميس وصندوق مصر السيادى، قالا فى بيان مشترك فى يونيو الماضى، إنهما حصلا على موافقة البنك المركزى لبدء عملية الفحص النافى للجهالة لبنك الاستثمار العربى، وذلك بغرض الاستحواذ على %76 من رأسمال البنك معظمها عن طريق الاكتتاب فى زيادة رأس المال المصدر والمدفوع.

وأشارا إلى أن الصفقة قد تتضمن احتمال شراء عدد محدود من الأسهم المملوكة للمساهم الرئيسى الحالى بنك الاستثمار القومى، وفى حال إتمام الصفقة ستصبح المجموعة المالية هيرميس القابضة مالكة لنسبة لا تقل عن 51 %، وسيصبح صندوق مصر السيادى مالكا لنسبة لا تقل عن %25 من رأسمال البنك، بينما يحتفظ بنك الاستثمار القومى واتحاد الجمهوريات العربية بالنسبة المتبقية، بحسب البيان.

وأعلن بنكا أبو ظبى الأوّل وعوده خلال شهر يناير الماضى عن توقيع الاتّفاقية النهائيّة لعمليّة استحواذ بنك أبو ظبى الأوّل على %100 من رأسمال بنك عوده مصر.

ومن جانب آخر أعلنت مجموعة «سى دى سى» الانجليزية قبل ايام عن صفقة استحواذها على حصة أقلية بمجموعة «ألفا الطبية»، ضمن تحالف ضم «Africa platform capital» مقابل 100 مليون دولار .

يذكر أن المجموعة تقع تحت مظلتها 3 شركات مساهمة، هي: ألفا سكان، ومعامل ألفا، ومستشفى الصفا، كما أن لديها خطة توسعية ضخمة تتمثل فى إنشاء مدينة طبية على مساحة 60 ألف متر بمنطقة الشيخ زايد – غرب القاهرة، بقدرة استيعابية مستهدفة 1000 سرير خلال 5 سنوات.