لفتت مجموعة من الأسهم الصغيرة بالبورصة المصرية الأنظار خلال الأشهر الأخيرة كرد فعل طبيعى لتحقيقها قفزات سعرية، بنسب تراوحت بين %50 و%645.
وكانت أبرز الأسهم التى حلقت صعودا خلال الأشهر الأخيرة، تحديدا منذ نهايات مايو الماضى الشمس للإسكان والتعمير، وزهراء المعادى للإسكان والتعمير، ورواد للسياحة، والعقارية للبنوك، والمجموعة المصرية العقارية، وشارم دريمز للاستثمار السياحي، وكوم أمبو لاستصلاح الأراضي، والعربية للصناعات الهندسية.
وحملت «المال» تساؤلاتها حول أسباب الارتفاعات المفاجئة لهذه الأسهم والعوامل المشتركة بينها والتى أهلتها لهذه القفزة الجماعية، وما ستؤول إليه هذه الأسهم فى نهاية رحلة الصعود، وتأثير ذلك على البورصة بشكل عام، هل سيكون بالسلب أم الإيجاب؟ وطرحتها على خبراء السوق.
وأجمع الخبراء أن هذه الأسهم تشهد حركة مضاربات قوية، وأن العامل المشترك بينها أنها كانت تتمتع بمستويات جاذبة للشراء، مع بدء المضاربات عليها، وأنها جميعها ذات مستويات تداول حر منخفضة تؤهل المضاربين أصحاب السيولة المرتفعة للاستحواذ على نسبة مرتفعة من هذه الأسهم، ومن ثم تحريك أسعارها.
وأكدوا أن بعض هذه الشركات تتمتع بأصول قوية، وملاءة مالية مرتفعة وهى جميعها أمور تبرر الإقبال عليها، بينما البعض الآخر ضعيف ماليا ويفتقد إلى الأصول القوية، وهو مايؤكد أن الحركة القوية عليها مجرد مضاربات لتحقيق الربح، مصدرين فى هذا الصدد توصيات للمستثمرين الأفراد غير المخضرمين لتجنب الخسارة، وضياع محفظتهم المالية.
المصري: ضعف نسب التداول الحر العامل المشترك بينها
وقال ياسر المصرى العضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية إن هذه الأسهم جميعها بينها عامل مشترك وهو مستويات تداول حر ضعيفة، ما يمنح الفرصة لمستثمر أو أكثر فى الاستحواذ على الورقة المالية، والتحكم فى سعرها.
جمال الدين: حركة مضاربات من مجموعات مرتبطة
وقال أدهم جمال الدين رئيس قسم التحليل الفنى فى شركة كايرو كابيتال سيكيورتيز إن السبب الرئيسى للقفزات السعرية لهذه الأسهم يرجع بشكل أساسى إلى تحركات مضاربية من مجموعات مرتبطة.
وأوصى جمال الدين المستثمرين الآخرين بالتحوط فى مواجهة المخاطرة المرتفعة التى قد تترتب على التعامل فى هذه الأسهم من خلال الالتزام بمستويات وقف الخسائر المتحفظة، والتحول للأسهم صاحبة فرص الصعود، والتى تمتلك مقومات حقيقية للصعود، ومنها المصريين للإسكان، وبورتو جروب، والمجموعة المالية هيرميس، وبالم هيلز.
عبدالقادر: لن تؤدى لفقاعة وإنما إعادة تقييم
وقال عامر عبدالقادر رئيس قطاع السمسرة للتطوير بشركة بايونيرز لتداول الأوراق المالية إن هناك موجة من المضاربات مسيطرة حاليا، وذلك بعد وصول السوق لأسعار متدنية للغاية جذبت شريحة من المستثمرين إلى الأسهم الصغيرة التى تتمتع بفرص للصعود.
ويقول عبدالقادر إن السمة المشتركة بين هذه الأسهم إن لديها نسب ضعيفة من أسهم التداول الحر تمكن المستثمرين بسهولة من الاستحواذ على نسب مرتفعة فيها، وإنه رغم تمتع بعض هذه الأسهم بأصول جيدة، إلا أنها وصلت لنسب صعود مبالغ فيها.
واستبعد عبدالقادر أن تؤدى نسب الصعود القوية لهذه الأسهم إلى فقاعة بالسو ق، مؤكدا أن ما سيحدث سيكون عمليات تصحيح معتادة وطبيعية، بينما يُعاد تقييم السوق.
ويرى عبدالقادر إن السيولة التى يتم ضخها فى هذه الأسهم إيجابية للسوق، خاصة فى حالة استقباله طروحات جديدة مستقبلا، ما يُتوقع معه إعادة توجيه السيولة لأسهم هذه الطروحات.
يعقوب: على المستثمرين جنى أرباح الارتفاعات القوية
وقالت رانيا يعقوب العضو المنتدب لشركة «ثرى واي» لتداول الأوراق المالية إن حركة التداولات تميل نحو المضاربات الفترة الأخيرة، وهو ما ينعكس على أسهم المؤشر السبعيني، ويؤثر فى الوقت نفسه على السيولة المتدفقة للمؤشر الثلاثيني.
توصية جماعية بإغلاق مراكز الشراء الهامشى وتسييل جزء من المحفظة الاستثمارية لاقتناص الفرص
وأوصت يعقوب المستثمرين بالسوق بالبدء فى عمليات جنى أرباح على الأسهم الصغيرة التى حققت ارتفاعات قوية، و إغلاق مراكز الشراء الهامشي، والبدء فى تسييل المحافظ الاستثمارية لاقتناص أى فرص تلوح فى الأفق.
عبدالفتاح: مضاربات الأفراد الأشهر الماضية لم نشهد مثيلا لها
وقال عادل عبدالفتاح العضو المنتدب للشركة المصرية العربية «ثمار» لتداول الأوراق المالية، إن الأرباح القوية التى حققتها هذه الأسهم ترجع بشكل أساسى إلى عمليات مضاربة نتيجة ضعف نسب التداول الحر فيها ما يُمكِن المضاربين من اقتناص نسب مرتفعة فيها وتحريك سعر السهم.
ويؤكد عبدالفتاح أن هذه الممارسات لا يمكن اتباعها مع أسهم المؤشر الثلاثينى كالتجارى الدولي، ومجموعة طلعت مصطفى، والأسهم القوية بالسوق.
ويقول عبدالفتاح إن السوق ربما لن تتعرض لفقاعة نتيجة حركة المضاربات القوية التى شهدتها من مستثمرين أفراد خلال الأشهر الستة الماضية، ولم تشهد السوق مثيلا لها.
إلا أن عبدالفتاح أكد فى الوقت نفسه على ضرورة التزام المستثمرين بالحذر حتى حال وجود فرص مغرية للمكاسب، موصيا بضرورة الاحتفاظ بنسبة %50 من المحفظة فى صورة سيولة نقدية، وعدم الاستثمار فى أسهم جديدة سوى عند وجود دخول استثمارى من المؤسسات أو المستثمرين الأجانب.
ويرى عبدالفتاح أن هذه السيولة المتوفرة فى يد مجموعات مرتبطة بالسوق، أو مجموعة من الأفراد هى أمرًا إيجابيًا خاصة حال وجود طروحات جديدة.
ياسين:عدم الاستمرار فى شركات تجاوز صعودها %40
وقالت عصمت ياسين مدير تداول الأفراد فى شركة أسطول لتداول الأوراق المالية إن هناك حركة مضاربات قوية شهدتها أسهم السبعينى صعدت بالمؤشر إلى مستويات نحو 3400 نقطة.
استبعدت ياسين أن تؤدى هذه الحركة المضاربية إلى حدوث فقاعة بالسوق حال قوبلت باستثمار مؤسسى وضخ استثمارات من البنوك، وصناديق الاستثمار.
وأوصت ياسين المستثمرين بتقسيم المحفظة الاستثمارية إلى 3 أجزاء، جزء للاستثمار فى هذه الأسهم، والآخر يوجه للاستثمار فى الأسهم القيادية، والاحتفاظ بجزء فى صورة سيولة نقدية لاقتناص أى فرص استثمارية، مع تجنب الشراء الهامشي، مع عدم الاستثمار فى أسهم حققت بالفعل نسب ارتفاعات تجاوزت مستويات %40.
مصطفى: التحول لأوراق جديدة لديها فرص للصعود
وأرجعت منى مصطفى مدير تداول بشركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية هذه الارتفاعات القوية لهذه الأسهم إلى حركة مضاربات قوية عليها بسبب وجود فرص قوية للاستحواذ على أعلى نسبة منها نتيجة تدنى نسب التداول الحر عليها.
وأشارت مصطفى إلى أنه خلال العامين الماضيين استغلت مجموعات مرتبطة تدنى أسعار الأسهم بالسوق لتنتقى مجموعة من الأسهم، وتقوم بعمليات مضاربة عليها، لتصبح هذه الأسهم صاحبة أداء قوى، فى مقابل أداء ضعيف لأسهم المؤشر الثلاثيني.
وتؤكد مصطفى أن المضارب عادة ما يبحث عن أسهم لديها حد أدنى من الأصول يمكن إطلاق أخبار بناء عليها، ليجذب مستثمرين جدد ما يولد له أرباحا.
وأوصت مصطفى المستثمرين بعدم الاستمرار فى الأسهم صاحبة نسب الصعود الفائقة حيث أن استمرارية الصعود أصبحت ضعيفة، والتحول لأسهم جديدة لديها فرص لتحقيق مكاسب، وعدم الشراء الهامشي، وإغلاق المراكز الحالية، والتحفظ لحين تأكيد السوق اتجاهه الصاعد.
وأوصت المستثمرين أيضا بتسييل نحو ثلث المحفظة المالية، والاحتفاظ بالأموال لاقتناص أى فرص استثمارية جديدة، مؤكدة أن الأسهم التى حلقت مرتفعة بقوة الأشهر الماضية ستحول اتجاهها نحو الهبوط، أو خفض معدلات الصعود.
وأكدت مصطفى أنه يجب على المستثمرين انتظار دخول استثمارات مؤسسية للسوق، لمعرفة اتجاهه بوضوح، مشيرة إلى أن أى تراجعات تمثل فرص قوية للشراء.