خبراء يستبعدون انتقال عدوى عبور خط «CMA» الفرنسى من رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس

على خلفية انخفاض النفط عالميا

خبراء يستبعدون انتقال عدوى عبور خط «CMA» الفرنسى من رأس الرجاء الصالح بدلا من قناة السويس
المال - خاص

المال - خاص

10:29 ص, الثلاثاء, 21 أبريل 20

أكد عدد من خبراء النقل البحرى أن تحول بعض الخطوط للعمل بين أوروبا وآسيا عبر طريق رأس الرجاء الصالح، كبديل لطريق وممر قناة السويس كان بسبب التراجع الحاد فى أسعار البترول، وأن الخطوط الملاحية الأخرى لن تتخذ نفس الإجراء.

بداية، قال اللواء محفوظ طه الخبير البحرى، والنائب السابق لرئيس الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، إن الخط الفرنسى «CMA –CGM» كان أول من اتخذ تلك الخطوة وسلك طريق رأس الرجاء الصالح كبديل لقناة السويس، لافتا إلى أن الخط لم يحول كل خدماته عبر هذا الطريق بل كانت بعض السفن فقط.

وتوقع طه صعوبة استمرار هذا الإجراء خلال الفترة المقبلة، أو اتخاذ جميع الخطوط نفس القرار، خاصة أن تراجع أسعار البترول كان العامل الأهم، ومع ارتفاع أسعاره المرتقب سيعدل الخط الفرنسى عن قراره.

محفوظ طه: لا داعى للضغط على إدارة القناة لتخفيض رسومها مرة أخرى

وأضاف أنه لا داعى للضغط على قناة السويس لاتخاذ مزيد من التخفيضات، خاصة أنها أصدرت تخفيضات مطلع أبريل الجارى بخصوص سفن الحاويات والغاز الطبيعى.

وأشار إلى أن أهم عملاء لهيئة قناة السويس هى الخطوط العاملة بين أوروبا وأسيا، التى من المتوقع أن تشهد انخفاضا من الأساس نتيجة تعطل كثير من الخدمات أو دمجها أو إلغائها نظرا لظروف فيروس كورونا المستجد، بل إن أى ارتفاع فى أسعار البترول سيعمل على إعادة الخدمات التى هربت للطرق البديلة إلى قناة السوبس مرة أخرى.

مصدر بـ «CMA- CGM»: تراجع سعر البترول السبب الرئيسى

من جانبه، قال مصدر مسؤول بخط «CMA- CGM» الفرنسى إن التراجع الشديد فى سعر برميل البترول هو السبب الرئيسى وراء قرار الخط بتحويل مسار إحدى سفنه بعيدا عن قناة السويس.

وأضاف المصدر تراجع سعر الوقود عادة لأقل من 54 دولارا للبرميل، يدفع الخط وبقية الخطوط الملاحية إلى التفكير فى اختيار رأس الرجاء الصالح، الأقل تكلفة من عبور القناة، حتى وإن زادت مدة الرحلة إلى خمسة أيام.

وأوضح أن تراجع البترول والظروف الراهنة أدى إلى تباطؤ التجارة الدولية، وبالتالى تراجع الطلب على النقل والصناعة، مما يتطلب مزيدا من الحوافز من هيئة قناه السويس.

وكان خط «CMA- CGM» الفرنسى، أعلن عن تحويل خط سير إحدى السفن التابعة له لطريق رأس الرجاء الصالح، بدلا من قناة السويس أواخر مارس الماضى.

وأكد شريف صلاح، مدير مبيعات شركة ميرسك إيجيبت أن هيئة قناة السويس عدلت من تعريفتها ومنحت مزيدا من التخفيضات المناسبة للخطوط الملاحية فى ظل الظروف الراهنة.

وقال إن قرار سفينة الـ«CMA- CGM» بالإبحار بعيدا عن القناة كان قبيل الاطلاع على الحوافز الجديدة، متوقعا أن تتجه بقية سفن الخط خلال الفترة المقبلة إلى عبور القناة لتتمتع بالحوافز الجديدة.

شريف صلاح: «ميرسك» لن يتخذ قرارا مماثلا لأنه مرتبط باستثماراته فى مصر

وأضاف صلاح أن «ميرسك» يعد الخط الملاحى الأول عالميا فى نقل الحاويات، ومن الصعب أن يسلك طرقا بديلة لقناة السويس فى نقل التجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا والشرق الأقصى، لعدة أسباب منها أن الخط مرتبط بالاقتصاد المصرى، خاصة أن لديه استثمار فى محطة تداول الحاويات بشرق بورسعيد.

ويرى إسلام الجزار، خبير النقل البحرى، أن السفينة «CMA» غيرت مسارها قبل إصدار التخفيضات الجديدة، موضحا أن انخفاض سعر الوقود عالمياً يعد بنداً واحداً من مصاريف تشغيل السفن التى تشمل (تكاليف الصيانة وقطع الغيار، زيوت التشحيم الخاصة بالماكينات LUB OIL، إيجار السفينة، مصاريف إعاشة الطاقم وغيرها)، والتى ترتفع كلما زادت مدة رحلة السفينة.

وقال إن قناة السويس تساهم بشكل كبير فى خفض المدة الزمنية لرحلة السفينة إذا ما قورنت برحلتها خلال رأس الرجاء الصالح أو عن طريق قناة بنما، وعلى سيبل المثال المسافة التى تقطعها السفينة بين مينائى جدة السعودى وبيريوس اليونانى إذا ما عبرت قناة السويس تستغرق حوالى 5 أيام ولكن من خلال رأس الرجاء الصالح تقطع السفينة ما يقرب من 43 يوم إبحار بلا توقف.

إسلام الجزار خبير النقل البحرى

وأضاف الجزار أن الانخفاض الملحوظ فى مدة الرحلة يجعل قناة السويس الخيار المميز للخطوط، حتى مع انخفاض سعر الوقود عالميا، لافتا إلى أن الخط الملاحى سيقوم بتغيير سياسته الفترة المقبلة وسيتجه إلى القناة.

قناة السويس تتبع سياسات فى غاية المرونة لجذب أكبر عدد من العملاء

وأوضح أن قناة السويس تتبع سياسات فى غاية المرونة لجذب أكبر عدد من العملاء البحريين لعبور القناة بدلاً من رأس الرجاء الصالح أو قناة بنما، منها تخفيضات تصل إلى 75 % من رسوم العبور للخطوط الطويلة، إضافة للتخفيضات الخاصة بناقلات البترول والغاز الطبيعى وسفن الحاويات.

وأشار إلى أن حجم التجارة المنقولة بحراً يفوق 90 % من إجمالى حجم التجارة العالمية، وتستحوذ قناة السويس على نسبة 100 % من إجمالى التجارة المعبأة داخل حاويات والمنقولة ما بين آسيا وأوروبا، وعلى نسبة 25 % من إجمالى التجارة المعبأة داخل حاويات فى العالم، وعلى نسبة تقدر بحوالى 8.5 % من إجمالى حركة التجارة العالمية.

من ناحيته، يرى الدكتور أحمد الشامى، خبير النقل البحرى، أن طريق رأس الرجاء الصالح ليس فزاعة، ولن يمر به خلال عام كامل حمولة تزيد عن حمولة ما يوازى أسبوعين مرورا بقناة السويس.

وأكد أن مصاريف التشغيل ليست فقط حسابات وقود، وإنما حسابات الوقت وما يتربط بها من مصاريف تشغيل وعمالة وإيجار ومؤن، متسائلا: ماذا وفر الخط الملاحى «CMA» فى رحلة سفينته عندما اتجهت بعيدا عن قناه السويس؟، لافتا إلى أن القناة ممر ملاحى متميز فى الزمن وتقليل تكاليف التشغيل بلا منافس، خاصة الحمولات الكبرى، متوقعا تراجع الخط عن سياسته فى الفترة المقبلة.

رئيس غرفة ملاحة بورسعيد: الخطوط الملاحية العالمية تواجه مزيدا من الخسائر خلال الفترة الأخيرة

وقال عادل لمعى، رئيس غرفة ملاحة بورسعيد، إن الخطوط الملاحية العالمية تواجه مزيدا من الخسائر خلال الفترة الأخيرة، مما أدى إلى البحث عن أى وسيلة يتم من خلالها توفير النفقات وبالتالى تقليص الخسائر.

وأضاف أن التوفير فى الرحلة التى قامت بها السفينة التابعة للخط الملاحى «CMA – CGM» بلغ قرابة 250 ألف دولار، وهو رقم ليس بالبسيط فى الفترة الراهنة لأى خط ملاحى حتى وإن كان الثالث عالميا فى نقل الحاويات.

وأكد أسامة عدلى، المدير التجارى لشركة وكالة الخليج، ضرورة دراسة اتخاذ هذا الإجراء بالجدية من قبل الأجهزة المعنية، خاصة أن التجارة بين أوربا وآسيا هى أساس عمل قناة السويس، بل هى العميل الأكبر للقناة.

كلما زاد حجم تعامل الخط حصل على خصم أكبر

وأضاف أنه يجب ألا تكون التعريفة الخاصة بقناة السويس هى الأساس فى التعامل مع الخطوط العالمية العملاقة، بحيث يمكن تطبيقها على الخطوط ما بعد العشر الكبار، ليكون التعامل مع أول عشر خطوط عملاقة بتعريفة خاصة، بحيث كلما زاد حجم تعامل الخط حصل على خصم أكبر.

وذكر جورج صفوت، المتحدث الرسمى لهيئة قناة السويس فى تصريحات سابقة، أن سفينة واحدة فقط تابعة للخط غيرت اتجاهها لرأس الرجاء الصالح، واتخذت هذا القرار قبل إعلان الهيئة عن الحوافز الجديدة مطلع شهر أبريل الحالى.

وأوضح صفوت أن تلك السفينة أبحرت يوم 31 مارس الماضى، ومازال الوقت مبكرا للحكم على قرار الخط، لافتا إلى أن ما حدث لا يعد ظاهرة، والقناة على اتصال مباشر مع إدارات الخطوط الملاحية، للوقوف على طلباتهم وتحقيق مصالح جميع الأطراف.

وأضاف أن التخفيضات الممنوحة لسفن الحاويات القادمة من الساحل الشرقى الأمريكى والمتجهة مباشرة إلى منطقتى جنوب آسيا وجنوب شرق آسيا بنسب تتراوح من 45 إلى 65 %، ومن المقرر أن تستمر حتى نهاية يونيو 2020.

يذكر أن سفن الحاويات تمثل 26.5 % من حجم التجارة العابرة بقناة السويس، كما أن الهيئة أعلنت مطلع الشهر الجارى عن تخفيضات الرسوم والحوافز التى أقرتها خلال الفترة من مطلع أبريل وحتى نهاية يونيو 2020، لجذب الخطوط الملاحية التى تسلك طرقا أخرى، لفئات: سفن الحاويات وناقلات الغاز الطبيعى المسال والغاز البترولى.

السيد فؤاد- نادية سلام – أمانى العزازى: