حذر العديد من خبراء التكنولوجيا من أن انتشار المعلومات المغلوطة قد يزداد على نطاق واسع فى ماراثون الانتخابات الرئاسية المقبلة فى الولايات المتحدة الأمريكية، عبر استعمال أدوات الذكاء الاصطناعى، ما يجعل مسألة التأثير المحتمل على نتائج الانتخابات أو حتى توجيهها أرخص وأسهل بكثير من أى وقت مضى، وفق ما نشرته صحيفة كريستيان إنديكس الأمريكية.
قال خبير الذكاء الاصطناعى والأستاذ الفخرى فى جامعة واشنطن أورين إيتزيونى: “أتوقع حدوث (تسونامي) من المعلومات الخاطئة المضللة”.
وأضاف “إيتزيوني” إننى أتمنى بالطبع أن يثبت خطأ توقعاتى، غير أن المعطيات كلها موجودة، وتشير إلى ما أقول، وأنا بالفعل أشعر بالخوف الشديد”.
ولا تُعد الصور ومقاطع الفيديو التى يتم التلاعب بها والمتعلقة بالانتخابات أمرًا جديدًا، لكن العام الجديد سيكون أول انتخابات رئاسية أمريكية تشهد استخدام أدوات الذكاء الاصطناعى المتطورة جدًا، والتى بمقدورها إنتاج صور مزيفة مقنعة خلال ثوانٍ معدودة فقط.
وبدأت الصور ومقاطع الفيديو والمقاطع الصوتية المزيفة المعروفة باسم Deepfakes تظهر فى إعلانات الحملة الرئاسية التجريبية.
وفى هذا الصدد، قال “إيتزيوني” إن المزيد من الإصدارات “الخبيئة” يمكن أن تنتشر بسهولة دون مسميات وتخدع الناس قبل أيام من الانتخابات، مضيفا: “يمكنك أن ترى مرشحًا يقول أشياء لم يقلها على الإطلاق”.
من جهتها، قالت عالمة المعلومات المضللة كاثلين هول جاميسون، والتى تشغل منصب مدير مركز أنينبرج للسياسة العامة فى جامعة بنسلفانيا الأمريكية: “فى مواجهة المحتوى الذى تم تصميمه ليبدو كأنه حقيقى، كل ما تمت برمجتنا على القيام به من خلال التطور سوف يلعب دوره لجعلنا نؤمن بالتلفيق بدلاً من الواقع الفعلي”.
وتستكشف لجنة الانتخابات الفيدرالية والجمهوريون والديمقراطيون فى الكونجرس الخطوات اللازمة لوضع أطر تنظيمة لتقنية الذكاء الاصطناعى، لكنهم لم يضعوا اللمسات النهائية على أى قواعد أو تشريعات فعلية على الأرض.
وقامت بعض شركات وسائل التواصل الاجتماعى، بما فى ذلك “يوتيوب” و”ميتا” التى تمتلك منصتى فيسبوك وإنستجرام، بإدخال سياسات تصنيف الذكاء الاصطناعى.
وفى شهر يوليو الماضى، أعلن البيت الأبيض أن 7 شركات رائدة فى مجال الذكاء الاصطناعى التزمت بمجموعة من الإجراءات التى تستهدف إدارة المخاطر التى تشكلها هذه التكنولوجيا الحديثة، وتشتمل تلك الإجراءات على اختبار أمان الذكاء الاصطناعى، وإعلان نتائج تلك الاختبارات على الملأ.
كما انضم ممثلون عن شركات عملاقة أمثال أمازون، وأنثروبيك، وجوجل، إنفليكشن، وميتا (الشركة الأم لـ فيسبوك)، وميكروسوفت، ومنظمة “أوبن إيه أي” غير الربحية لأبحاث الذكاء الاصطناعى إلى الرئيس الأمريكى جو بايدن للإعلان عن الخطوة.
وجاءت تلك الخطوة فى أعقاب إطلاق عدد من التحذيرات حول مخاطر وإمكانيات تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى، كما أثارت وتيرة تطوير الشركات لأدواتها مخاوف بشأن انتشار المعلومات المضللة، لا سيما فى الفترة التى تسبق الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2024.
وفى هذا الصدد، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن فى تصريحات سابقة: يجب أن نكون واضحين ويقظين بشأن التهديدات المرتبطة بالتقنيات الناشئة، التى يمكن أن تشكل –لكن ليس ضروريا– (خطرا) على ديمقراطيتنا وقيمنا”.
وأعلن البيت الأبيض أنه سيعمل أيضا مع الحلفاء من أجل إنشاء إطار دولى، لتنظيم تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعى.
وتشمل التحذيرات المتعلقة بهذه التقنية أنه يمكن استخدامها لتوليد معلومات مضللة وزعزعة استقرار المجتمع، مضيفين أنها قد تشكل خطرا وجوديا على البشرية، على الرغم من أن بعض علماء التكنولوجيا الرائدين قالوا إن التحذيرات المروعة مبالغ فيها.
إعداد- محمد عبد السند