خبراء صينيون: العزل في المستشفيات حتى للمصابين بأعراض خفيفة من كورونا (جراف)

تزايد الإصابات يرجع إلى العزل المنزلي للمصابين بأعراض خفيفة

خبراء صينيون: العزل في المستشفيات حتى للمصابين بأعراض خفيفة من كورونا (جراف)
أيمن عزام

أيمن عزام

4:19 م, السبت, 4 أبريل 20

أوصى خبراء صينيون بضرورة العزل في المستشفيات للمصابين بفيروس كورونا الذين تظهر عليهم أعراض خفيفة بدلا من عزلهم في المنزل. 

وبحسب دكتور ليانج زونج، رئيس قسم الأمراض التنفسية في مستشفى غرب الصين، فقد ارتكب الأطباء في مدينة ووهان الصينية هذا الخطأ خلال المراحل الأولى من تفشي العدوى هناك. 

وعندما تزايدت أعداد الحالات الحادة التي بدأت ترد إلى المستشفيات في ذلك الوقت، أوصى الأطباء بالعزل لأصحاب حالات الإصابة الطفيفة.. وذلك بهدف تخفيف الضغط على نظام الرعاية الصحية. 

وخلال ذلك الوقت، لم يكن الأطباء الصينيين يعلمون شيئا عن حقيقة أن الفيروس يظل قادرا على العدوى برغم عدم ظهور الأعراض على المصابين.

العزل في المستشفيات يمنع نقل العدوى

الباحثون أصبحوا يعلمون الآن أن الأشخاص من أصحاب الأعراض الطفيفة الذي طلب منهم المكوث في المنزل تسببوا في نقل العدوى إلى أفراد العائلة وإلى غيرهم من أفراد المجتمع. 

وقالت صحيفة “كورير ديلا سيرا” الإيطالية اليومية إن مطاردة الأشخاص الذين انتهكوا قواعد الحظر، أسفرت عن القبض على 50 حالة مؤكدة لأشخاص كانوا يسيرون في الشوارع بدلا من الجلوس في المنزل. 

وبدأت مدينة ووهان الصينية في عزل الحالات التي تظهر عليها أعراض طفيفة في مستشفيات مؤقتة في مطلع فبراير، وذلك عبر استغلال المكاتب والاستادات والصالات الرياضية.

وأدت هذه الخطوة إلى إبطاء وتيرة انتشار الفيروس بشكل دراماتيكي.

ونجحت المدينة التي شهدت أولى حالات الإصابة بالفيروس في العالم في احتواء العدوى.

وأشارت بيانات رسمية إلى تراجع حالات الإصابة مقابل تسارعها في أماكن  أخرى من العالم. 

وأظهرت دراسة صينية أن نسبة 80% من حالات الإصابة في إحدى المقاطعات صدرت عن أشخاص طلب منهم البقاء في منازلهم. 

الأسر الإيطالية تعيش في شقق واسعة

وتعيش الأسر الإيطالية في شقق واسعة يسكن فيها عدد كبير من الأشخاص خلافا لما هو سائد في مقاطعة ووهان الصينية، حسب دكتور ليانج. 

ووردت أدلة على إصابة أسر بكاملها جراء الاختلاط بشخص واحد برغم محاولات عزل هذا الشخص في حجرات منعزلة. 

وبدأت مدينة ميلان الإيطالية في احتجاز المرضى أصحاب الأعراض الطفيفة في الفنادق.

ومن المقرر تجهيز أحد الفنادق المزودة بـ 306 حجرة خلال الأسبوع الجاري وسيتم تخصيصه لعزل المرضى عن أسرهم خلال فترة الحجر الصحي. 

وارتفعت حالات الوفيات في إيطاليا بنهاية الأسبوع الماضي إلى 10 آلاف حالة.

وتعد هذه أعلى مستويات الوفيات في العالم. 

وتخطت بنحو الضعف الوفيات في إيطاليا تلك المسجلة في الصين التي شهدت أول حالات الإصابة بالفيروس في ديسمبر الماضي. 

كبار السن لم يطلبوا الرعاية الصحية

وقال ليانج إن ارتفاع أعداد الوفيات في إيطاليا يرجع أساسا إلى تزايد أعداد كبار السن هناك.

وبجانب هذا، لم يحاول الكثير منهم طلب الرعاية الصحية بعد تأكد إصابتهم بالفيروس وتوفوا في منازلهم. 

ولم يتم تسجيل العديد من حالات الوفاة في الصين لأن اكتظاظ المستشفيات في منطق هوبي بالمرضى جعلها غير قادرة على اختبار أو حتى استقبال المرضى الذين ظهرت عليهم الأعراض. 

وأثنى ليانج على نظام الرعاية الصحية في إيطاليا قائلا إن المستشفيات هناك قدمت رعاية فائقة للمرضى لكنها تعاني من نقص معدات الوقاية من الفيروس. 

وأشار ليانج إلى أن نزول قوات الجيش للإشراف على تنفيذ قرارات عزل المدن بداية من يوم 22 مارس شكل نقطة تحول مهمة. 

وأضاف أن إيطاليا ربما تكون بلغت ذروة انتشار الفيروس بالفعل بعد اتخاذها تدابير صارمة لفرض العزل وتقييد حركة الناس. 

وتابع: إذا تسنى استمرار هذه التدابير ستهبط حالات الإصابة الجديدة بشكل ملموس، ينبغي عزل الناس ماديا عن بعضهم البعض. ويعني هذا منع التجمعات نهائيا. 

وبدأت البلدان الغربية بداية من الولايات المتحدة حتى أسبانيا في معايشة المشاكل التي واجهتها مدينة ووهان مركز تفشي الفيروس.

وشملت المتاعب عدم توفر أجهزة الاختبار والنقص الحاد في المستلزمات الطبية و اكتظاظ المستشفيات بالمرضى. 

ويوضح الجراف التالي ترتيب دول العالم من حيث عدد أسرة وحدات الرعاية المركزة لكل 100 ألف شخص:

وبسبب الإجهاد، لحقت إصابات بالأطباء في إيطاليا أثناء علاج المرضى.

وفي إسبانيا، أصبح يتعين على الأطباء اختيار المرضى الذين سيتم حرمانهم من أجهزة التنفس الصناعي بسبب النقص الحاد في هذه الأجهزة. 

وأصيب أكثر 720 ألف شخص بفيروس كورونا في العالم وتسبب الفيروس في مقتل 34 ألف شخص.

وقررت العديد من الدول فرض العزل بمنع التنقل بين وداخل المدن.

وقرر بعضها فرض قيود على السفر لمنع دخول الإصابات الجديدة إلى البلاد.