رأى خبراء سياسيون، أن المنطقة العربية تشهد في الوقت الراهن شكلا من أشكال الهدوء الممزوج بروح إيجابية، وسط حلحلة بعض الأزمات في بعض الملفات.
وعلى الرغم من تعدد الأزمات في المنطقة العربية، إلا أنها شهدت خلال الفترة الماضية “انفراجات كثيرة” في بعض القضايا مثل الأزمة الليبية، والمصالحة الفلسطينية، والمصالحة الخليجية، والتطبيع العربي الإسرائيلي وغيرها.
حلحلة بعض الأزمات
وقال الخبير العسكري اللواء متقاعد سمير فرج، إن المنطقة العربية “تشهد روحا إيجابية، حيث بدأت المنطقة ترى أعمالا إيجابية تهدف إلى استقرار الأوضاع فى دولها”.
وأضاف فرج، وهو مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق بوزارة الدفاع المصرية، لوكالة أنباء (شينخوا)، أن “أولا: الليبيون اتفقوا أخيرا على الطاقم الرئاسي ورئيس الحكومة الجديدة.. وهذه فرصة كبيرة لتحقيق الاستقرار والسلام فى ليبيا”.
واختار أعضاء ملتقى الحوار السياسي الليبي، خلال تصويت جرى برعاية أممية، محمد المنفي رئيسا للمجلس الرئاسي، وموسى الكوني وعبدالله اللافي في عضوية المجلس، بينما فاز عبد الحميد دبيبة برئاسة الحكومة، وذلك بعد شهور قليلة من توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في ليبيا.
ومن المقرر أن تدير الحكومة الجديدة البلاد حتى إجراء الانتخابات العامة في ديسمبر القادم.
رفع السودان من قائمة الإرهاب
وتابع فرج، “ثانيا: تم رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، واليوم أمريكا تؤيد استقرار السودان”.
ورفعت واشنطن، أخيرا اسم السودان رسميا من قائمة الدول الراعية للإرهاب، في خطوة قالت الخرطوم إنها ستسهم في دعم الانتقال الديمقراطي وإنجاح الفترة الانتقالية في البلاد.
وأردف “ثالثا: فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية فقد اتفقت الفصائل الفلسطينية لأول مرة على إجراء الانتخابات.. كما قامت مصر بفتح معبر رفح بصورة دائمة ما سيخفف الضغط على غزة”.
وكانت الفصائل الفلسطينية قد توصلت إلى اتفاق حول كل القضايا الرئيسية لإجراء الانتخابات العامة في مايو المقبل، وذلك بعد محادثات عقدتها قبل أيام برعاية مصرية في القاهرة.
انتهاء صفقة القرن
واستطرد أنه “برحيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتهت صفقة القرن، بينما قالت إدارة الرئيس جو بايدن إنها تدعم حل الدولتين، وهذا أمر جيد، بالإضافة إلى أن بايدن لم يتصل منذ تنصيبه رئيسا لأمريكا وحتى الآن برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، وهذا مؤشر على أن واشنطن لا تؤيد إجراءات نتنياهو الاستيطانية”.
وزاد “رابعا: مصالحة الرباعي العربي مع قطر بداية جيدة.. وخطوة من أجل انفتاح الأوضاع خلال الفترة المقبلة”.
ووقع قادة وممثلو السعودية ومصر والإمارات والبحرين وقطر على “اتفاقية العلا” خلال القمة الخليجية التي عقدت أخيرا في مدينة العلا السعودية.
وأنهت هذه الاتفاقية المقاطعة السياسية والاقتصادية بين الدول الأربع وقطر، بعد أكثر من ثلاث سنوات من نشوب الأزمة.
فترة استقرار
ورأى فرج، أن المنطقة العربية “تشهد حاليا فترة استقرار.. خاصة أن الرغبة في تحقيق السلام أصبحت الهدف الأساس لمعظم دول المنطقة”، وتوقع استمرار هذه “الروح الإيجابية الجديدة” خلال الفترة المقبلة.
وأرجع هذه المتغيرات الإيجابية إلى المصلحة المشتركة، حيث يريد كل الأطراف تحقيق الهدوء والسلام، بعد أن أدركوا أن الحروب لم تأت بنتيجة.
من جانبه، قال الدكتور مختار غباشي نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية إن المنطقة “تشهد شكلا من أشكال الهدوء”.
وأوضح غباشي لـ “شينخوا”، أن “هذا الهدوء واضح في الساحة الليبية سياسيا وعسكريا، وبين الفصائل الفلسطينية، فضلا عن المصالحة الخليجية التي حققت تهدئة كبيرة بين الدول المعنية”.
هدوء ليس مصطنعا
وأضاف أن “هناك انفراجات كثيرة في قضايا المنطقة، وهذا الهدوء فى المنطقة ليس مصطنعا، ويرجع إلى أن كل الأطراف وصلت إلى قناعة بضرورة التهدئة، وقدوم بايدن ساهم إلى حد كبير جدا في هذا الأمر”.
وأشار إلى أن “الإدارة الأمريكية الجديدة جاءت بواقع جديد يختلف عن سياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، لأنها مع الحلول السياسية.. كما أن مصر لعبت دورا محوريا بالنسبة للأزمة الليبية والقضية الفلسطينية”.
بينما قال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة إن “هناك زخما كبيرا فى المنطقة العربية مرتبط بالعديد من الاجراءات”.
وتمثل هذا الزخم في توقيع “اتفاقات سلام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية”، و”إعلان الفلسطينيين إجراء الانتخابات فى مايو المقبل”، حسبما أوضح فهمي لـ “شينخوا”.
التطبيع مع إسرائيل
وكانت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان قد وقعت على اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وأشار الخبير السياسي، إلى أن “وصول إدارة بايدن للحكم سوف يرتب متغيرات كثيرة فى إطار علاقاتها بمنطقة الشرق الأوسط.. التي ستشهد انخراطا أمريكيا كبيرا فى المشهد، خاصة أن الإدارة الأمريكية تتحدث عن مقاربات جديدة فى الإقليم”.
وتابع أن “هذه المتغيرات سوف تؤثر على العالم العربي، وهناك توقعات بتغيرات حقيقية فى الإقليم فى الفترة المقبلة”.
إلا أنه عاد واصفا ما يحدث من حلحلة في بعض أزمات المنطقة مثل الأزمة الليبية بأنه “تسويات جزئية”.
يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.