أكد عدد من خبراء ومسئولى شركات السيارات أن شريحة الطرازات الاقتصادية باتت تشهد منافسة شرسة بين مختلف الوكلاء مع سعى البعض منهم للتوجه نحو التجميع المحلى بهدف الاستفادة من الحوافز التى تمنحها الدولة للمصنعين والتى تتمثل فى التخفيضات الجمركية والضريبية على مكونات الإنتاج المستوردة، بجانب الامتيازات التى تقدمها الحكومة للكيانات المشاركة فى البرنامج الوطنى للصناعة «AIDP».
وأوضحوا أن تجميع «بروتون ساجا» سيعزز من تنافسيتها فى شريحة السيارات الاقتصادية خاصة مع تأكيد بعض المسئولين فى تحالف «عز العرب – السويدي» تقديم السيارة بأسعار مخفضة عن منافسيها من العلامات التجارية الأخرى.
فيما يرى آخرون أن حجم الكميات المنتجة والمطروحة من السيارة سيكون العامل الحاسم فى تعزيز فرص تنافسيتها محليا خاصة مع توافر العديد من الطرازات المنتمية لنفس الفئة.
وأعلنت شركة «عز العرب – السويدي» للاستثمار الصناعي، الثلاثاء الماضى، عن افتتاح مجمع إنتاج سيارات «بروتون» فى مدينة 6 أكتوبر باستثمارات 50 مليون دولار، على مساحة 70 ألف متر مربع، بقدرة 40 ألف مركبة سنويًا، على أن تبدأ تشغيله خلال ديسمبر المقبل بطراز «بروتون ساجا» كمرحلة أولى.
وتعتبر شركة «عز العرب – السويدي» للاستثمار الصناعى تحالفا ثلاثيا يضم كلا من مجموعة «عز العرب»، و«السويدى إلكتريتك» و«المكاوى للسيارات M.AUTO» لتجميع طرازات «بروتون» محليًا.
وقال السيد المكاوي، أحد أعضاء التحالف، إنه من المرتقب إنتاج أول دفعة من طرازات «بروتون ساجا» خلال الشهر المقبل على أن يتم البدء فى تسويقها وبيعها داخل السوق المحلية خلال يناير المقبل.
وأضاف «المكاوي» لـ«المال» أنه من المستهدف إنتاج فئتين من سيارات «بروتون ساجا» المدعومة بأنظمة تشغيل الوقود التقليدى «مانيوال» و«أوتوماتيك» فى ضوء التوسع فى طرح الطرازات المختلفة التى تتناسب مع متطلبات جميع العملاء.
وأشار إلى أنه تم اختيار «بروتون ساجا» كأول طراز يتم إنتاجه من طرازات العلامة الماليزية فى مصر لزيادة الفرص التسويقية والتنافسية للسيارة خاصة مع تقديمها بأسعار تنافسية داخل السوق.
وأوضح أن الشركة تستهدف إنتاج كميات كبيرة من السيارة لطرحها داخل السوق تزامنا مع تزايد معدل إقبال المستهلكين على شراء الطرازات الاقتصادية لاسيما مع زيادة فرص تسويقها وبيعها فى ظل نقص الكميات المعروضة من طرازات العلامات التجارية الأخرى.
وتابع أنه من المخطط أيضًا المشاركة فى البرنامج الوطنى لصناعة المركبات «AIDP» عبر طراز «بروتون ساجا» المنتج محليا خلال العام المقبل؛ وذلك فى ضوء الاستفادة من الحوافز التى تمنحها الدولة لمصنعى السيارات ضمن البرنامج والتى تتمثل فى التخفيضات الجمركية والضريبية على المشروع.
وحددت الحكومة شروطًا لمنح حوافز المنتجين ضمن البرنامج الوطنى لصناعة السيارات، وهى إنتاج 5 آلاف وحدة من الطراز الواحد، و10 آلاف للمصنع، بحد أدنى للسيارات التقليدية.
وتحصل المصانع على حافز التزام بيئى بنسبة %0.5 من القيمة المضافة للطرازات المصنفة بشريحة “يورو 3”، و%1.5 للفئات “يورو 4 و5”، و4 الموديلات “الهايبرد”، كما يمنح منتجو السيارات الكهربائية حافزًا بنسبة %20 من القيمة المضافة فى حالة الوصول لإنتاج 2500 مركبة سنويًا من الموديل الواحد، و5 آلاف للمصنع.
من جانبه، أكد شريف محمود، الرئيس التنفيذى لشركة «CDCM» الموزع المعتمد لـ«سوزوك» أنها تسعى للتفاوض مع تحالف «عز العرب – السويدي» للاستثمار الصناعى للحصول على حقوق توزيع وبيع سيارات «بروتون ساجا» فى السوق المحلية خلال الفترة المقبلة.
وأوضح أن هذه الخطوة تأتى ضمن مساعى الشركة للتوسع فى مجال تسويق وبيع السيارات الاقتصادية وتحديدًا من الطرازات المجمعة محليا التى تشهد نموا كبيرا فى المبيعات خلال الفترة الحالية.
وأشار إلى أن خطوة تجميع طرازات «بروتون ساجا» ستعزز من تنافسيتها داخل السوق نظرا لحصولها على العديد من الحوافز المقدمة من الدولة والتى تسهم فى خفض التكلفة ومن ثم إمكانية طرحها بأسعار تنافسية عن مثيلاتها من العلامات التجارية الأخرى وتحديدا “المستوردة”.
وذكر أن السيارات المجمعة محليا بشكل عام لديها فرصة كبيرة لزيادة حصتها السوقية من المبيعات خلال الفترة المقبلة خاصة مع الدعم الحكومى الممنوح للمصنعين من خلال تقديم التمويلات المطلوبة لاستيراد شحنات مكونات الإنتاج المستخدمة فى عمليات التصنيع، مضيفا أن شريحة الطرازات الاقتصادية تشهد نقصا كبيرا لبعض العلامات التجارية جراء القيود المفروضة على الاستيراد.
وتابع أن العامل السعرى وحجم الكميات المنتجة والمطروحة من السيارة سيكون العامل الرئيسى فى مدى تنافسية السيارة محليا خاصة مع توافر العديد من الطرازات المنتمية لفئة الطرازات الاقتصادية.
واتفق معه محمود علام، مدير مبيعات القطاع التجارى والموزعين فى شركة “بريليانس مصر” سابقا، مؤكدًا أن العامل السعرى سيكون أحد العوامل الرئيسية فى مدى نجاح «بروتون ساجا» داخل شريحة السيارات الاقتصادية خاصة مع اشتعال المنافسة فى هذه الفئة.
ويكمل: “وفقا للحسابات التسويقية لن تتخطى أسعار طرازات “بروتون ساجا” المجمعة محليا حاجز 600 ألف جنيه لضمان فرص تسويقها محليا واقتناص حصة جيدة من مبيعات فئة السيارات الاقتصادية”.
وتوقع أن يسهم اسم تحالف «عز العرب – السويدي» للاستثمار الصناعى ودعم الحكومة الماليزية لمشروع تجميع طرازات «بروتون ساجا» فى تعزيز تنافسية السيارة محليا بجانب معايير الجودة التى يتم تنفيذها فى عمليات تصنيع السيارة؛ قائلا: “اسم الوكيل أو المصنع ومدى قدرته المالية يعدان عاملين رئيسيين فى مدى نجاح أو فشل تسويق أية سيارة”.
ولفت إلى أن دخول «بروتون ساجا» حلبة سباق السيارات الاقتصادية المجمعة محليا سيشعل من تنافسية هذه الفئة لاسيما مع احتمالية إقبال العديد من الشركات على تقديم عروض ترويجية على طرازاتها أو التوجه لإنتاج فئات جديدة حتى تحافظ على حصتها السوقية.
وتابع أنه خلال السنوات الماضية شهدت شريحة السيارات الاقتصادية نقصا فى معروض الطرازات والفئات التى يتم تقديمها بأسعار مناسبة لعملاء هذه الفئة إذ تتخطى حاجز 600 ألف جنيه.
وأضاف أن الفرص الواعدة لشركات السيارات تكمن فى توفير الطرازات الاقتصادية بأسعار لا تتخطى حاجز 500 ألف جنيه نظرا لضعف الملاءة المالية لمستهلكين هذه الفئة والتى كانت تمثل النسبة الأكبر من مبيعات السوق المحلية منذ أكثر من عامين.
فى سياق آخر، أكد أحد موزعى السيارات اليابانية أن هناك بعض المعايير الواجب توافرها عند تقديم «بروتون ساجا» حتى تتمكن من اقتناص حصة سوقية جيدة من مبيعات السيارات الاقتصادية.
وقال إن العامل السعرى للسيارة لابد أن ينخفض عن مستوى 640 ألف جنيه نظرًا لتوافر منافسين آخرين ومن أبرزهم «نيسان صني» التى يتم تقديم أول فئة منها بقيمة تبلغ 695 ألف جنيه، بجانب طرح طرازات أخرى وهى «بى واى دى F3» و«شيرى أريزو 5» اللتان تتراوح أسعارهما بين 680 إلى 750 ألفا داخل السوق.
وتطرق إلى الحديث عن نقص الكميات المنتجة والمطروحة من بعض الطرازات ومن أبرزها “نيسان سنترا” و”سوزوكى سياز” بجانب توقف عمليات تجميع “بى واى دى F3” محليا مما يسهم فى زيادة تنافسية “بروتون ساجا” واقتناص حصة من مبيعات هذه الفئة.
ولفت إلى أن عمليات تسويق وبيع «بروتون ساجا» تتطلب خطة تسويقية جيدة من خلال تكوين شبكة قوية من شركات التوزيع المعتمدة ومراكز الصيانة فى مختلف المناطق بغرض تعزيز تنافسية وانتشار السيارة داخل السوق.