حدد عدد من خبراء الشحن والتوكيلات الملاحية، الاستفادة من زيادة رسوم قناة السويس الأخيرة، بعدة أمور منها، استمرار ارتفاع أسعار البترول ونوالين الشحن، ونمو حجم التجارة العالمية فى العام المقبل.
وفى نفس الوقت، أشار الخبراء إلى أن تراجع نوالين الشحن لمستويات قياسية مع زيادة المعروض من سفن الحاويات العام المقبل، سيقلل من فرص الاستفادة من زيادة رسوم العبور.
يشار إلى أن الزيادة التى أعلنت عنها الهيئة، ستطبق بنسبة %10 على سفن الصب الجاف، وهى الحاملة للحبوب بكل أنواعها، والناقلات السياحية، و%15 لجميع أنواع السفن العابرة للقناة، على أن تطبق مطلع عام 2023.
فى البداية، قال أسامة عدلي، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بغرفة ملاحة الإسكندرية، إن رسوم قناة السويس مرتبطة بأسعار البترول، والذى تخطى سعره حاليًا 90 دولارًا، متابعًا أنه حال حدوث تراجع فى السعر ستكون نسب الزيادة المعلنة مرتفعة على السوق الملاحية، ومن ثم فإن الهيئة ليس أمامها سوى التراجع عنها أو خفضها.
وأضاف أن الهيئة، أبدت مرونة فى تغير تلك النسب، لتتناسب مع أحوال التجارة الدولية خاصة مع استمرار الحرب «الروسية – الأوكرانية» التى لا يمكن التنبؤ بموعد انتهائها، فضلًا عن أن الطلب على النقل البحرى خلال العامين السابقين، أدى إلى ارتفاع شديد فى أسعار نوالين الشحن، والتى تشهد حاليًا تراجعًا بنسب متفاوتة.
وتتسم عملية تغيير قيمة رسوم العبور فى القناة بالزيادة أو النقصان، من فترة لأخرى لعدة اعتبارات، ترتبط بدراسات عالمية حول خطوط الملاحة وعوامل أخرى.
كما تقوم الهيئة من حين لآخر بمنح بعض الحوافز لسفن محددة، بهدف تشجيعها للعبور بشكل أكبر على المجرى الملاحى المصري.
وأشار «عدلي» إلى أن انتعاش الطلب على التجارة مرتبط بعامل أساسى وهو دولة الصين، لا سيما أنها تمتلك حصة كبيرة من السوق العالمية، وتعد عاملا مؤثرا فى رفع الطلب، خاصة على المواد الأولية، ومنها الحديد والحبوب والبترول.
واتفق القبطان محمد أبو العنين، مدير التوكيل الملاحى golden line group ، مع سابقة فى أن نسب الزيادة مرتفعة لحد ما، لا سيما أن هناك حالة تراجع فى حجم التجارة العالمية، والذى انعكس بدوره على انخفاض كبير فى نوالين الشحن فى الفترة الماضية.
يذكر أن المجرى الملاحى المصرى هو أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وتعد رسوم العبور من القناة أحد المصادر الرئيسية للعملة الصعبة، إذ تم جمع إيرادات بقيمة 7 مليارات دولار فى العام المالى الماضى، وهو ما يمثل أعلى قيمة على الإطلاق، بنسبة ارتفاع تصل إلى %20 مقارنة 2021-2020، حين بلغت 5.8 مليار.
وأكد أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس فى بيان أصدره فى وقت سابق، أن تحديد رسوم عبور السفن عبر قناة السويس يتوقف على عدة عوامل، أبرزها متوسط قيمة نوالين الشحن، وأسعار الشحن البحرى التى سجلت زيادات كبيرة ومتتالية خلال الآونة الأخيرة، لاسيما نوالين الحاويات، مقارنة مع ما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
وأضاف أن التوقعات تشير إلى تحقيق الخطوط الملاحية أرباحت تشغيلية مرتفعة خلال 2023، فى ظل استمرار تأثير أزمة اضطراب سلاسل الإمداد، وتكدس الموانئ العالمية، وتأمين الخطوط الملاحية لعقود شحن طويلة الأجل عند مستويات مرتفعة.
فى سياق متصل، قال مصدر بإحدى الغرف الملاحية -فضل عدم ذكر اسمه- أن السوق الملاحية حاليا تشهد تذبذبًا فى الأسعار، سواء فى الشحن أو الخدمات المقدمة، بسبب الحرب الأوكرانية وتداعياتها.
وذكر أن الفترة الأخيرة تراجعت أسعار نوالين الشحن، ومن ثم كان الأفضل وضع سيناريو زيادة الرسوم بشكل احتياطي، ليتم الإعلان عن تفاصيله قبل حلول العام بفترة مناسبة، بدلا من الكشف التطبيق بـ3 أشهر، فى ظل تجارة عالمية، مبهمة وغير واضحة الملامح.
ويرى مجدى مصطفي، مدير توكيل الخليج السويس والبحر الأحمر، أن زيادة الرسوم قناة السويس جاءت متماشية مع انتعاش حركة التجارة العابرة بقناة السويس، وارتفاع أعداد المتوسط اليومى من 47 إلى أكثر من 60 سفينة، موضحًا أن قناة السويس تعتمد على دراسات مستفيضة للسوق الملاحية وكفاءات بإدارة التخطيط والبحوث.
وتوقع المهندس وائل قدور، عضو سابق بمجلس إدارة هيئة قناة السويس وخبير النقل البحري، أن ترتفع إيرادات قناة السويس بنهاية العام الحالى إلى 7.7 مليار دولار، لكن 2023 يتوقع أن تنخفض خلاله بسبب تراجع نوالين الشحن، بجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ وأمريكا.
وأوضح أن نوالين الشحن بين أوروبا وجنوب شرق آسيا أخذت منحدر الانخفاض، بدءا من يوليو الماضي، بينما ارتفعت نوالين الشحن لناقلات البترول والغاز، بسبب اقتراب الشتاء وارتفاع الطلب على الطاقة، خاصة البترول الروسي، مفضلًا تحصيل تلك الزيادة خلال الربع الأخير من العام الحالي، بدلًا من العام المقبل.
وقال مصطفى كامل، خبير النقل البحري، أن السوق الملاحية تشهد هبوطًا فى النشاط الاقتصادى؛ حيث إن أسعار نوالين سفن الحاويات انخفضت تدريجيا بسبب بدء حالة التضخم السائدة حاليا بغالبية الدول.
وأوضح أن قناة السويس اعتمدت فى قرارها على قيمة إيجارات سفن الصب الجاف التى ارتفعت نظرًا للإقبال الشديد على نقل حبوب أوكرانيا، وناقلات البترول ترتفع إيجاراتها، نظرًا لحاجة الدول الملحة للتخزين لموسم الشتاء.