خبراء:«البورصة» القبلة البعيدة عن اهتمامات مستثمرى «بلاد النور»

خبراء:«البورصة» القبلة البعيدة عن اهتمامات مستثمرى «بلاد النور»

خبراء:«البورصة» القبلة البعيدة عن اهتمامات مستثمرى «بلاد النور»
جريدة المال

المال - خاص

3:11 م, الأثنين, 18 أبريل 16


شريف عمر ـ أحمد على:

اتفق خبراء الاستثمار وشركات الأوراق المالية على أن البورصة المصرية كانت بعيدة عن اهتمامات المستثمرين الفرنسيين خلال الفترة الماضية، لعدة أسباب فى مقدمتها عدم الترويج الجيد لها أمام المؤسسات الاستثمارية والمالية الفرنسية، بالإضافة لاهتمام الاستثمارات الفرنسية بأسواق شمال أفريقيا وجنوب القارة الأفريقية، علاوة على التقلبات الحادة فى أسعار صرف العملات الأجنبية فى مصر، والمخاوف السياسية والأمنية.

وبدأت أمس زيارة رسمية للرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، يرافقه 60 رجل أعمال فرنسى، وسيلقى هولاند برفقة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى كلمة خلال منتدى الأعمال المصرى الفرنسى اليوم، بحضور نحو 400 رجل أعمال مصرى.

ومن المنتظر أن تشهد زيارة أولاند توقيع 20 مذكرة تفاهم واتفاقية استثمارية لتنفيذ مشروعات مع شركات وجهات حكومية مصرية، فى مجالات الطاقة المتجددة والنقل والتدريب والبنية التحتية ومشروعات محور قناة السويس ومعالجة مياه الشرب والصرف الصحى.

ووفقًا لآخر إحصائيات مجلس الأعمال المصرى الفرنسي، فإن الاستثمارات الفرنسية «أو ما يطلق عليها بلاد النور» فى مصر تبلغ 3.2 مليار يورو لنحو 150 شركة حتى نهاية 2014.

يشار إلى أن الهيئة العامة للاستثمار قد أعلنت أن الاستثمارات الفرنسية فى مصر بلغت 1.3 مليار دولار، فى الفترة من 1970 حتى 29 فبراير 2016، واستحوذ قطاع الصناعة على النصيب الأكبر من الاستثمارات الفرنسية بقيمة 889 مليون دولار، وجاء قطاع التمويل فى المرتبة الثانية بنحو 201 مليون دولار.

وعن حجم التبادل التجارى بين مصر وفرنسا، فقد بلغ 2.583 مليار يورو فى 2015، مقابل 2.61 مليار يورو خلال 2014.

وعن قطاع الاستثمار المباشر، رأى الخبراء أن الاستثمارات الفرنسية فى مصر والتى تمت مؤخرًا ما هى إلا محاولات من شركات فرنسية موجودة بالأساس فى السوق المصرية منذ فترة، وترغب فى زيادة استثماراتها من خلال الاستحواذ على كيانات محلية منافسة.

وفى مارس 2015، نجحت شركة بايونيرز المالية القابضة فى الاستحواذ على شركة العربية لمنتجات الألبان «أراب ديرى» بعد منافسة شرسة، بدأت بإعلان كل من «أرلا» الدنماركية، و»بى فى فودز» الهولندية، و»السهم» السعودية و»لاكتاليس» الفرنسية، عن رغبتها فى شراء كامل أسهم الشركة لكن أغلبية تلك الشركات انسحبت لتظل شركتا «بايونيرز» و»لاكتاليس» ضمن المنافسة، وتقدمت «بايونيرز» فى 7 نوفمبر 2014 بسعر بلغ 53 جنيهًا وصولًا إلى 64.30 جنيه، أعقبتها «لاكتاليس» برفع السعر إلى 56 جنيهًا.

ثم تكررت المزايدة بين الطرفين وصولا لآخر سعر تقدمت به «لاكتاليس» بقيمة 65.75 جنيه، ومن ثم أعلنت بايونيرز استمرارها فى المنافسة، بشكل أجبر هيئة الرقابة المالية على الدعوة لعقد المزايدة بين الطرفين انتهت بحسمها من بايونيرز بعد أن عرضت سعر 71.11 جنيه مقابل 71 جنيهًا للاكتاليس.

وفى فبراير الماضى نجحت شركة دانون الفرنسية الرائدة فى صناعة الألبان، فى الاستحواذ على 100% من أسهم شركة حلايب لمنتجات الألبان والعصائر «حلايب».

بداية، قال محمد ماهر، نائب رئيس مجلس إدارة شركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، إن فرنسا من الدول التى تتمتع بخلفية استثمارية جيدة فى مصر خلال الفترة الماضية.

وأضاف أنه على المستوى العام فإن فرنسا شاركت فى مشروعات عديدة متعلقة بمحطات الكهرباء وتطوير مستشفيات الحكومية وتحديدًا مستشفى «عين شمس» و»القصر العينى» بالإضافة إلى قطاع الأنفاق والنقل الخفيف.

وأكد نائب رئيس مجلس إدارة شركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، أن المستثمر الفرنسى يفضل الدخول فى قطاعات الاتصالات والإنشاءات والسيارات والصناعات الغذائية وتحديدًا صناعات الألبان والجبن.

وأوضح ماهر، أن زيارة الرئيس الفرنسى أولاند إلى القاهرة يجب استغلالها بشكل جيد، وذلك لأن فرنسا تعتبر من الشركاء الرئيسيين لمصر فى ضخ الاستثمارات بمجال البنية الأساسية.

وأشار إلى أن الدولة المصرية فى حاجة إلى ضخ استثمارات مباشرة خلال الفترة الراهنة، وذلك فى ظل ارتفاع عجز الموازنة، وعدم قدرة الدولة على تنفيذ مشروعات البنية الأساسية بمفردها.

وشدد نائب رئيس مجلس إدارة شركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، على ضرورة قيام الحكومة بتجهيز ملفات مشروعات وفرص استثمارية وطرحها على وفد المستثمرين المرافقين للرئيس الفرنسى، متمنيًا خروج مصر من الزيارة الفرنسية بأكبر قدر من الاتفاقيات الخاصة بمشروعات جديدة.

ولفت ماهر، إلى أن زيارة الرئيس الفرنسى جاءت فى توقيت مثالى لمنح مصر الفرصة لتحسين علاقتها مع الاتحاد الأوروبى، وذلك عقب التوتر الشديد الذى ضرب العلاقات المصرية الإيطالية بعد مقتل الطالب الإيطالى جوليو ريجينى.

ورجح نائب رئيس مجلس إدارة شركة برايم القابضة للاستثمارات المالية، دخول عدد من المستثمرين الفرنسيين فى مشروعات متعلقة بتنمية محور قناة السويس، ومحطات الكهرباء والعاصمة الإدارية الجديدة.

ومن جانبه، وصف خالد عبدالرحمن العضو المنتدب لشركة التجارى الدولى للسمسرة فى الأوراق المالية استثمارات الفرنسيين فى البورصة المصرية خلال السنوات الماضية بالقليلة جدًا، كما أن تعاملاتهم فى البورصة المصرية تتم عبر وسطاء وسماسرة دوليين.

وأوضح عبدالرحمن أن فرنسا بها قاعدة لا يستهان بها من صناديق الاستثمار التى تستثمر أموال المعاشات، ورجال الأعمال الفرنسيين، كما أن شركات الأوراق المالية المصرية أخطأت خلال السنوات الماضية بالتركيز على جذب الاستثمارات من إنجلترا والولايات المتحدة فقط، والاعتماد على عقد لقاءات ترويجية بداخل هاتين البلدين على أمل جذب الاستثمارات الأوروبية والأمريكية.

ونوه إلى أن شركة التجارى الدولى للاستثمار حاولت تلافى هذه الأخطاء، وعملت على عقد لقاءات ترويجية بمختلف الأسواق الأوروبية، بالإضافة لسوق جنوب أفريقيا.

وأشار إلى أن شركته اهتمت بالترويج للسوق المصرية داخل الأراضى الفرنسية خلال الأسبوعين الماضيين، من خلال عقد لقاءات مباشرة من مسئولى صناديق الاستثمار العاملة بداخل فرنسا، لاستعراض الفرص الاستثمارية المتاحة فى البورصة المصرية.

وأكد أن أعضاء الحملة الترويجية لمسوا اهتمامًا ملحوظًا من مسئولى الصناديق الفرنسية باختراق السوق المصرية خلال المرحلة القادمة، قائلًا: موافقة المستثمرين الأجانب على حضور ندوات ولقاءات ترويجية تدلل على قوة اهتمامهم بتلك الأسواق، فهم لا يحضرون لقاءات من قبيل المجاملة، وإنما للبحث عن فرص جادة.

وتابع: هناك بعض المؤسسات المالية الفرنسية التى أبدت اهتمامًا بالفرص الاستثمارية المتاحة فى البنوك، وأخرى اهتمت بالقطاع الاستهلاكى، والصحى.

ورأى العضو المنتدب لشركة التجارى الدولى للسمسرة فى الأوراق المالية أن أزمة العملة الأجنبية وتحويلها للخارج أصبحت أقل حدة فى السوق المصرية، إلا أنه لا يمكن إنكار استمرار حدوثها، وهو ما يقلق بعض المستثمرين الأجانب من اختراق السوق المصرية، كما أن وجود سعرين للدولار ما بين السوق الرسمية والموازية، يعزز المخاوف.

واحتلت شركة التجارى الدولى للسمسرة المرتبة الثانية فى تعاملات الأجانب فى البورصة المصرية خلال الربع الأول من العام الحالى، بعد أن حصدت إيرادات من عملياتها وصلت إلى 2.692 مليار جنيه، وحصة سوقية بـ %22.36.

وفى نفس السياق، قال شريف عبدالعال، رئيس قطاع بنوك الاستثمار بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية، إن الاستثمارات الفرنسية تسجل معدلات مقبولة فى السوق المحلية.

وأضاف أن شركته تعاملت مع شركة «دانون» الفرنسية خلال الفترة الماضية، وذلك كمستشار لصفقة استحواذها على شركة «حلايب» لمنتجات الألبان، مشيرًا إلى ان الرغبة فى الدخول للسوق المحلية موجودة لدى المستثمرين الفرنسيين.

وأوضح رئيس قطاع بنوك الاستثمار بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية، أن دعم العلاقات بين الحكومة المصرية ونظيرتها الفرنسية، سيسهم فى زيادة الاستثمارات الفرنسية فى مصر.

وتابع: المستثمرون الفرنسيون يفضلون القطاعات المرتبطة بالصناعات الاستهلاكية وتحديدًا مجالات الجبنة والألبان والتى تتميز بفرص نمو مرتفعة فى ظل العدد السكانى الكبير بمصر .

وأشار عبدالعال، إلى أن زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند إلى القاهرة ستسهم فى زيادة ثقة المستثمرين الفرنسيين فى الاقتصاد المصري، الأمر الذى قد يتتبعه ضخ استثمارات فرنسية فى السوق المحلية الذى مازال متعطشًا للسيولة.

وشدد رئيس قطاع بنوك الاستثمار بشركة فاروس القابضة للاستثمارات المالية، على سير الدولة فى طريق تسهيل إجراءات دخول وخروج المستثمرين من وإلى السوق المحلية، مع القضاء على الإجراءات الروتينية.

وفى سياق موازٍ، قال أيمن أبوهند، رئيس قطاع الاستثمار بشركة كارتل كابيتال للاستثمار المباشر، إن نسبة وجود المستثمر الفرنسى بالسوق المحلية، لم تصل إلى النسبة المؤثرة فى الاقتصاد المحلى.

وأضاف أن الاستثمارات الفرنسية بالسوق المحلية هى عبارة عن وجود قديم وتحديدًا ما قبل ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى عدم دخول استثمارات فرنسية جديدة بالشكل الكبيير خلال الـ 5 سنوات الماضية.

وتابع مؤكدًا: أن أسباب غياب الاستثمارات الفرنسية هى ذاتها أسباب غياب المستثمر الأجنبى بشكل عام، وذلك فى ظل عدم استقرار الأوضاع السياسية والأمنية الداخلية، وتذبذب سوق الصرف الأجنبى.

وأوضح رئيس قطاع الاستثمار بشركة كارتل كابيتال للاستثمار المباشر، أن القطاعات الاستهلاكية وتحديدًا صناعة الألبان، ومجالات الإنشاءات بجانب الاتصالات هى الأكثر تفضيلًا للمستثمر الأجنبى، مدللًا على ذلك بوجود شركة «لافارج» بقطاع صناعة الأسمنت وشركة «أورانج» بشبكات المحمول.

ولخص أبوهند، النتائج الإيجابية المترتبة على زيارة الرئيس الفرنسى للقاهرة، فى أنها ستسوق لمصر خارجيا وتحسين مستوى العلاقات مع فرنسا.

وشدد على أن استفادة الاقتصاد من زيارات الرؤساء تتوقف على مدى جودة الفرص الاستثمارية المتاحة أمام المستثمر مع الأجواء المحيطة بتلك الفرص والتسهيلات والحوافز ودرجة المخاطرة الموجودة بتلك الدولة.

وقال هيثم وجيه خبير الاستثمار المباشر وأسواق المال، إن سوق الأوراق المالية ما زالت بعيدة عن اهتمامات المستثمرين الفرنسيين المهتمين باختراق السوق المصرية.

وأضاف: مجال الاستثمار المباشر لم يشهد أى حركة من جانب المؤسسات أو الشركات الفرنسية، وهو ما يدلل على ضعف رغبة المؤسسات فى دخول السوق المصرية، كما أن هناك شركات كدانون للألبان نجحت بالاستحواذ على شركة حلايب للألبان فى محاولة لتوسيع استثماراتها فى مصر.

وأشار وجيه إلى أن أسواق الشمال الأفريقى كتونس والجزائر والمغرب، هى القبلة المهمة للاستثمارات الفرنسية، مستفيدة فى ذلك على أقرب بلادهم الثقافى والجغرافى من فرنسا.

ورأى أن زيارة أولاند لمصر ستركز على الأهداف السياسية أكثر من نظيرتها الاقتنصادية، وهو ما يقلص من فرص الاستفادة الاقتصادية للمشروعات المصرية.

جريدة المال

المال - خاص

3:11 م, الأثنين, 18 أبريل 16