خالد عبد الحافظ يكتب:التفاصيل الكاملة لتأمين العـلاج الطـبي«1-6»

إن الخدمة الطبية لاتقل في ترتيبها في سلم الأولويات للأفراد عن الطعام والشراب والمسكن ، بل تزيد أهميتها في بعض الدول المتقدمة

خالد عبد الحافظ يكتب:التفاصيل الكاملة لتأمين العـلاج الطـبي«1-6»
ماهر أبو الفضل

ماهر أبو الفضل

2:10 م, الأحد, 10 نوفمبر 19

عزيزي القارئ، إسمح لي بأن أطل عليك، عبر جريدة “المال” –الصحيفة الإقتصادية الأوسع إنتشارًا والأكثر تخصصًا ومهنية- للحديث عن ملف مهم للغاية، ألا وهو الطبي أو تأمين العلاج الطبي، سنشرح فيه كافة التفاصيل التي تشغل بالك ونجيب خلاله عن التساؤلات التي تطرحها بين الحين والأخر.

أهمية الخدمة الطبية وكيفية تمويلها

إن الخدمة الطبية لاتقل في ترتيبها في سلم الأولويات للأفراد عن الطعام والشراب والمسكن ، بل تزيد أهميتها في بعض الدول المتقدمة ، مثل أمريكا وأغلب الدول الأوروبية، كما إنها تعتبر من أهم مهام معظم الحكومات تجاة شعوبهم ، ويتضح هذا جليا في الميزانية أو في العامة لبعض الدول ، حيث تحتل هذة الخدمة النصيب الأكبر في جانب المصروفات.

ويرجع هذا الي زيادة درجة الوعي الصحي وإيضا إرتفاع متوسط الدخول للأفراد وكذلك ارتفاع الدخل القومي لتلك الدول .

وفي الآونه الأخيرة زادت أهمية للمواطنيين خاصة في الدول العربية كوسيلة هامة لإرضاء الشعب وإرساء الحكم ، فظهر الإهتمام بالصحة العامة وعلاج المواطنيين كافة وهذا نموذج واضح في معظم دول الخليج وكذلك جمهورية مصر العربية.

لماذا تهتم الحكومات بتوفير خدمة الرعاية الطبية والصحة العامة ؟

الأسباب متعددة مثل:-

1- الأهتمام بخلق جيل صحيح بدنيا وذهنيا والذي بدوره يؤدي الي إفراز كوادر قادرة علي خدمة مجتمعها.

2- تدعيم الموقف السياسي للحكومات أمام شعوبها ، فكلما إرتفع مستوي المقدمة من الحكومات الي عامة الشعب ، كلما زادت ثقة الشعب وتدعيمة لتلك الحكومات.

3- تدعيم موقف الحكومات أمام المنظمات الدولية.

4- الحصول علي الدعم المالي المقدم من المنظمات الدولية لرفع مستوي تلك الخدمات.
و العكس صحيح

إذا قل الإهتمام بتلك الخدمة وتدهورمستواها سوف يتفشى المرض والجهل حيث يصبح معظم أفراد الشعب في مستوي صحي متدهور سواء ذهنيا أو بدنيا ، والذي يؤدي الي الإنخفاض فى الفرد وبالتالى الانخفاض الواضح لمتوسط دخله وكذلك المستوى الإجتماعي.

ومن الممكن أن تسود الفوضى نتيجة التذمر من الحكومات لعدم قدرتها على توفير الإحتياجات الرئيسية من الخدمات المطلوبة من أفراد الشعب.

من المسئول عن تمويل تكاليف خدمة الرعاية الطبية والصحة العامة ؟

منذ زمن ليس بالقصير والمسئولية في توفير تلك الخدمات كانت تقع علي عاتق الحكومات ، لما لها من قدرات مالية وإدارية عالية ، وكان يأتي بعدها في الترتيب قليل من الهيئات والمنشآت ثم قلة قليلة من الأفراد.

ولكن بمرور الوقت بدأ يتقلص دورالحكومات لبعض الدول في دعم توفير تلك الخدمات وبدأ الإعتماد علي الهيئات ، المنشآت ،المصانع وكذلك الأفراد في الدعم المالي لتكاليف تلك الخدمات ، ويرجع هذا الي الأسباب التالية :-

اسباب تقلص دور حكومات بعض الدول في دعم تكاليف الخدمات الطبية

1- زيادة عدد السكان ، زيادة الوعي الصحي ، زيادة معدل التضخم في تكلفة تلك الخدمات ، كل هذا أدي الي إرتفاع تكلفة تلك الخدمات بشكل يفوق القدرات المالية للحكومات في بعض الدول إذ ما تم مقارنتة بمستوي الناتج القومي لتلك البلاد، وأيضا في ظل تقديم تلك الخدمات بأسعار رمزية.

2- تدهور المستوي الإنشائي والخدمي لجهات ومنشآت توفير الخدمة الطبية والمملوكة للدولة الي الحد الذي يصعب معه توفير تلك الخدمة بشكل آدمي.

3- الأزمات المالية المحلية والعالمية ونتائجها السلبية علي مستوي الدخل القومي.

4- زيادة المسجلين من المرضي بقوائم الإنتظار نتيجة الأسباب السابقة.

الأسباب السابقة أجبرت بعض الدول الي الإتجاة الي تقليل دورها في تدعيم تلك الخدمات. وشجعتها علي ذلك العوامل التالية :-

عوامل تقليص دعم بعض الحكومات للخدمات الطبية

1- ارتفاع عدد ومستوي المنشآت الخاصة والتي تقوم بتوفير الخدمة الطبية بشكل ومستوي يضاهي المعايير الدولية المطلوبة.

2- ارتفاع القدرات المالية للمنشآت الخاصة والتي تمكنهم من تطوير وتحديث مستوي منشآتهم والأجهزة الطبية الخاصة بهم ، ويرجع ذلك لما تحققة تلك المنشآت من أرباح كبيرة نتيجة تقديم تلك الخدمات.

3- ارتفاع مستوي الدخول الي شريحة كبيرة من أفراد الشعب.

4- تدعيم مالي لتلك الخدمات بواسطة الهيئات والمنشآت كميزة عينية لموظفيها.

ولكن لهذا الإتجاه عيوب و أضرار بالغة علي أفراد بعض الشعوب نتيجة لعدم القدرة علي توفير تلك الخدمة عن طريق القطاع الخاص مع تدهور البنية الأساسية لهذا القطاع ، أو عدم القدرة المالية لبعض أفراد الشعب لشراء تلك الخدمة من القطاع الخاص في حالة توفرها بمستوي جيد.

لذا نري أن هذا الإتجاه مقبول للدول الذي يتوفر فيها العوامل المساعدة والمذكورة عاليه،لذا بدأ يتعاظم مرة أخرى دور الدولة في توفير تلك الخدمات وإن إختلف إسلوب التمويل عن العهود السابقة بحيث بدأ يظهر التكاتف مابين الأفراد والمنشآت والدولة في توفير الإستدامة المالية لتلك الخدمات، ويجب على جميع الهيئات والمؤسسات وكذلك المواطنيين التضافر والتكاتف مع الحكومة لإنجاح هذا المشروع القومي العظيم

في الحلقة المقبلة سنتطرق الي تعريف الصحة العامة والرعاية الطبية (الخدمات الطبية )
إلي لقاء

مستشار تأميني