استعرض الدكتور خالد عبد الغفار ، رؤية تطوير التعليم العالي طبقًا لاستراتيحية التنمية 2030، وذلك خلال لقاؤه -أمس- مع وفد رفيع المستوى من الجامعات الأمريكية العالمية.
وبحث الجانبان آليات التعاون، وإمكانية إنشاء أفرع للجامعات الأمريكية فى مصر، وذلك بحضور دورثى شيا القائم بأعمال وشاهيناز أحمد المدير التنفيذى للإيميدست فى مصر، والدكتور محمد الشناوى مستشار الوزير للعلاقات والاتفاقيات الدولية، وذلك فى إطار الزيارة التى يقوم بها الوفد الأمريكى لمصر خلال الفترة من 14-19 أبريل الجارى.
12 ممثلًا لوفد الجامعات الأمريكية
وضم الوفد 12 من ممثلى الجامعات الأمريكية، وهم: الدكتور آلان إيرهارت مدير البرامج والشراكات الدولية، وعزيزة زمراني أستاذ مشارك من جامعة تكساس ريو جراند فالى، والدكتور كارل ف. ستاينر نائب رئيس الجامعة للبحوث، وعضو اللجنة التنفيذية بمجلس علوم الكمبيوتر والهندسة الكهربائية بجامعة ماريلاند بمقاطعة بالتيمور، ود.مارشيلو فانتوني وكيل مساعد بمكتب التعليم العالمي بجامعة كنت ستيت، والدكتور تشارلز فلين رئيس الجامعة.
وضم الوفد، الدكتور عابد الكشك نائب الرئيس التنفيذي والمدير المالي بجامعة ماونت سانت فنسنت، والدكتور جين جيت وود نائب وكيل جامعة روشستر للمشاركة العالمية، ود.بول ويتني نائب الرئيس المساعد للبرامج الدولية بجامعة ولاية واشنطن، ود. جون مارك هيرشون نائب الرئيس الأول بمجلس المراجعة المؤسسية بكلية الطب جامعة ماريلاند، ود. ماثيو أ. تار نائب رئيس جامعة نيو أورليانز للبحوث والتنمية الاقتصادية، ود. جينفير موراى مديرة بجامعة بارد ومعهد التعليم اليبرالى الدولى.
التعاون المصري الأمريكي في المجال
وتطرق الوزير إلى أوجه التعاون الحالية مع الولايات المتحدة في مجال التعليم العالي، ومنها إيفاد الطلاب المصريين للدراسة بالجامعات الأمريكية، فضلاً عن التعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID فى العديد من المبادرات، ومبادرة دعم تنمية قدرات مؤسسات العلوم والتكنولوجيا المصرية، من خلال إنشاء ثلاثة مراكز للتميز بالشراكة بين الوزارة والوكالة، وهى مركز التميز بجامعة عين شمس بشراكة مع معهد ماساتشوستس التقنى فى مجال علوم الطاقة، ومركز التميز بجامعة القاهرة بشراكة مع جامعة كورنيل بمدينة نيويورك فى مجال العلوم الزراعية، ومركز التميز بجامعة الإسكندرية بشراكة مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة فى مجال علوم المياه.
وقال الوزير إن رؤية تطوير التعليم العالى طبقاً لاستراتيجية 2030 تقوم على إصلاح المنظومة التعليمية استناداً لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة فى مجال التعليم، وتتضمن إعداد وتأهيل الطلاب المصريين بما يتواكب مع متطلبات الثورة الصناعية الرابعة.
وضع التعليم العالي
وأشار الوزير الي أنه يوجد في مصر 26 جامعة حكومية، و 24 جامعة خاصة، و200 معهد خاص، بالإضافة إلى 8 جامعات أهلية لا تهدف إلى الربح، منها: الجلالة والعلمين والمنصورة، فضلاً عن مراكز بحثية فى مجالات الإلكترونيات، والاستشعار عن بعد، والفضاء، مؤكداً على إعادة تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب مع احتياجات سوق العمل المستقبلية سواء على المستوى المحلية أو الإقليمية أو العالمية.
وبحث الوزير مع الوفد الجامعات إمكانية إنشاء أفرع للجامعات الأمريكية فى مصر، مستعرضاً قانون إنشاء أفرع للجامعات الأجنبية داخل مصر، الذي يهدف إلى تطوير منظومة التعليم العالى والبحث العلمى، وتوفير فرص التعليم العالى العالمية داخل الدولة، مع الحفاظ على الهوية الوطنية للطلاب المصريين بها.
مزايا قانون إنشاء الجامعات الدولية
وأشار الوزير إلى التسهيلات والمزايا التى يمنحها القانون للفرع لمزاولة نشاطه، وتشجيع الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة على التعاقد مع الفرع لتسهيل مهامه، وكذلك تسهيل الإجراءات اللازمة لمعادلة الدرجات العلمية التى يمنحها الفرع، ومنح فروع الجامعات الأجنبية الدرجة العلمية من الجامعة الأم، وخضوع قواعد قبول الطلاب لذات القواعد المطبقة فى الجامعة الأم، وتطابق المناهج التى تدرس مع المناهج التى تدرس بهذه الجامعة.
من جانبها، أكدت القائم بأعمال السفارة الأمريكية حرص بلادها على دعم الحكومة المصرية فى شتى المجالات وخاصة فى مجال التعليم العالى والبحث العلمى، استنادًا إلى عمق العلاقات التاريخية التى تربط بين البلدين والتى ترجع إلى 70 عامًا، باعتبارها شريكاً إستراتيجياً ومحورياً على مستوى العالم.
وأشارت المدير التنفيذى للإيميدست فى مصر، إلى أن التعاون في مجال التعليم العالى بدأ منذ عام 1956م.
وأوضحت أن الهدف من زيارة الوفد الأمريكى تفعيل تدويل التعليم العالي، وبحث إنشاء أفرع للجامعات الأمريكية فى مصر، فضلاً عن إتاحة الفرصة لتعريف الجامعات الأمريكية على الجامعات الحكومية والخاصة والجامعات الجديدة بما يسهم فى زيادة الفرص التعليمية.
حوار مفتوح حول استفسارات الوفد
ودار حوار مفتوح بين الوزير والوفد الأمريكى أجاب خلاله على استفساراتهم حول آليات التعاون المتبادل بين الجانبين، وتطوير اللوائح التعليمية، والتحديات التى تواجه العملية التعليمية فى مصر، والتعاون فى مجال ريادة الأعمال، وتوفير البرامج التدريبية المشتركة، وتعزيز الحوار بين الثقافات، وتدويل التعليم، وتعليم اللغة الإنجليزية.
وأكد الوزير أن مصر تعد بوابة هامة ومحورية للتعليم فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، لما تتمتع به من الأمن والأمان، فضلاً عن موقعها الجغرافى الإستراتيجى، مشيراً إلى أهمية تحقيق التبادل الثقافى والحوار بين الثقافات بما يعزز التعاون والشراكة بين الجانبين.
تحديات التعليم العالي
وعن التحديات التى تواجه التعليم العالى، أشار الدكتور عبد الغفار إلى أن هناك 3 ملايين طالب يدرسون بمؤسسات التعليم العالى، وأن هذا العدد سيصل إلى 4.2 مليون طالب بحلول 2030، وبالتالى تمثل زيادة الأعداد تحديا كبيرا أمام منظومة التعليم فى مصر خاصة مع تحقيق الجودة، فضلاً عن ضرورة توفير الميزانية اللازمة مما يستلزم تشجيع الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص.
وفى مجال ريادة الأعمال، أشار الوزير إلى أنه يوجد بالجامعات المصرية مراكز لريادة الأعمال لتشجيع الطلاب على القيام بإعداد مشروعاتهم وخلق فرص عمل لأنفسهم، لافتاً إلى التعاون مع وزارتى التخطيط والاستثمار والتعاون الدولى فى دعم برامج ريادة الأعمال من خلال مبادرات تقوم بها الوزارات لتشجيع الطلاب وتأهيلهم فى هذا المجال.
وأكد عبد الغفار على أهمية التعاون مع الجانب الأمريكى فى مجال ريادة الأعمال وتأهيل الطلاب وإعدادهم لاحتياجات سوق العمل المستقبلية.
خطة التطوير
ولفت إلى أنه جار تطوير المناهج التعليمية بما يتناسب واحتياجات الثورة الصناعية الرابعة، خاصة فى المجالات الجديدة، ومنها العلوم الاجتماعية والذكاء الاصطناعى وتكنولوجيا المعلومات.
وأضاف الوزير أنه جار تطوير منظومة التعليم فى مصر سواء فى مرحلة التعليم ما قبل الجامعى والتعليم الجامعى، وتوفير التدريب اللازم سواء للطلاب أو لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات المصرية، وإرسال بعثات علمية لمختلف الجامعات العالمية المرموقة؛ بهدف تحقيق بناء القدرات، مؤكداً أهمية تبادل الخبرات والزيارات بين الباحثين المصريين والأمريكيين، وإجراء مشروعات بحثية مشتركة فى المجالات ذات الأولوية،وفى مجال تدويل التعليم.
وأوضح أن الأسر المصرية تستثمر فى تعليم أبنائها، فهناك ما يقرب من 27 ألف طالب مصرى يدرسون بالخارج، مؤكدا أنه جار توفير المناخ الجذاب لإعادة هؤلاء الطلاب لمصر من خلال تدويل التعليم بما يساعد على تحقيق التنافسية العالمية خاصة أن التعليم العالى أصبح على الخريطة الدولية.
وأضاف عبد الغفار أن حرية التعبير مكفولة لأعضاء هيئة التدريس والطلاب بالجامعات، وذلك من خلال الاتحادات الطلابية بالجامعات المصرية، وممارستهم للأنشطة الطلابية المختلفة سواء الرياضية أو الثقافية أو الفنية والتى تأتى فى إطار إحياء الحياة الطلابية بمؤسسات التعليم العالى المصرية إلى جانب الحياة التعليمية.
حضر اللقاء، الدكتور عمرو عدلى نائب الوزير لشئون الجامعات، والدكتور ياسر رفعت نائب الوزير لشئون البحث العلمى، والدكتورة كاميليا صبحى القائم بعمل رئيس قطاع الشئون الثقافية والبعثات، والدكتور رشا كمال القائم بعمل رئيس الإدارة المركزية لشئون الطلاب الوافدين.
زيارات ميدانية للجامعات المصرية
ومن المنتظر أن يزور وفد الجامعات الأمريكية/ المجلس الأعلى للجامعات، وجامعتى القاهرة وعين شمس كنماذج للجامعات الحكومية، وجامعتى المستقبل ونيو جيزة كنماذج للجامعات الخاصة، فضلاً عن زيارة الجامعة الكندية بالعاصمة الإدارية الجديدة للتعرف على تجربتها كنموذج لأفرع الجامعات الدولية فى مصر، وزيارة مدينة زويل، والنيل كنماذج للجامعات.