«حى القاهرة الدولى للفنون» يستضيف «الذكاء الاصطناعى AI» لأول مرة وقصصا مؤثرة (صور)

" إله الجعران " هو إله هذا العام من النسخة الرابعة من حى القاهرة الدولى للفنون

«حى القاهرة الدولى للفنون» يستضيف «الذكاء الاصطناعى AI» لأول مرة وقصصا مؤثرة (صور)
رحاب صبحي

رحاب صبحي

11:00 م, الثلاثاء, 15 أكتوبر 24

شهد معرض حى القاهرة الدولى للفنون، الذي انطلق فى حى وسط البلد بشارع طلعت حرب، تفاعل الفن المعاصر مع السرديات التاريخية، بحضور الذكاء الاصطناعي لأول مرة، وقصص وفنون مؤثرة.

المعرض تنظمه مؤسسة “كلتشرفيتور- آرت دي إيجيبت” في الفترة من 10 إلى 30 أكتوبر الجاري وذلك في ثلاثة مواقع رئيسية وهي سينما راديو، والمصنع، وآكسس آرت سبيس، وذلك بحضور إيما ماروود الملحقة الثقافية بالسفارة الأمريكية بالقاهرة، وأكتسوهي كاتاهاشي أخصائي برنامج الثقافة للمكتب الإقليمي لليونسكو.

مشاركة 100 فنان

وقالت نادين عبد الغفار، مؤسسة “كلتشرفيتور- آرت دي إيجيبت لـ«المال» إن هذا العام الرابع لمعرض حى القاهرة للفنون ويشارك في هذا العام أكثر من 100 فنان معظمهم مصريين.

وأعربت عبد الغفار عن سعادتها بتواجد معرض حى القاهرة للفنون فى منطقة وسط البلد الرائعة، متمنية دائما أن تصبح المنطقة فى تطور دائما.

وأضافت عبد الغفار أن الجديد هذا العام هو مشاركة فنانين بأعمال بالذكاء الاصطناعي، لأول مرة فى العالم وهما: الفنان المصري الأمريكي، حسن رجب، والفنان سعودى خالد زاهد ، مع إضافة جديدة من خلال شركة الكحال للسجاد بمشاركة أربعة فنانين اثنان من مصر واثنان أجانب، لإظهار جميع أنواع الفنون من خلال السجاد.

وأوضحت أن الفن ليس من خلال لوحة فقط، مؤكدة أن المعرض يقدم جميع أنواع الفنون، مثل الفن التكيعبى وفيديو ارت لكى نظهر كل أنواع الفن المعاصر الجديد، لافتة إلى أن هناك مشاركة جديدة من مصممين لنجادا وهى ملابس من الفيوم وجميعها منتجات مصرية بجانب قطع من الفرش المنزلي ولكن بطريقة فنية.

الجعران في خيال فناني المعرض

وصرحت عبد الغفار بأن “الجعران” هو إله هذا العام مثل ما اعتادنا كل عام ورسمه وصممه أكثر من 50 فنانا حسب خيالهم ورؤيتهم.

وقالت عبد الغفار إنه للعام الثانى تشارك فنانات سودانيات يروون قصصهم عن معاناتهم فى الحرب بالسودان من خلال الفن .

وأكدت عبد الغفار، أنه لا يوجد شك في أن الفن هو مرآة المجتمع، ومنطقة وسط القاهرة بما تمثله من ماضٍ عريق وحاضر نابض بالحياة تعتبر مكانا مثاليا لعرض حكايات المجتمع وفنونه.

وأشارت إلى أن معرض “حي القاهرة الدولي للفنون”- الذي يعد معرضًا موازياً للنسخة الرابعة من معرض “الأبد هو الآن” المقرر إقامته في منطقة أهرامات الجيزة في الفترة من 24 أكتوبر إلى 16 نوفمبر المقبل- يتيح للفنانين المعاصرين- المحليين والدوليين- تصور إرث هذه المنطقة التاريخية من خلال أعمالهم المعبرة عن قلب المدينة النابض بالحياة.

وأضافت “عبد الغفار” أنه وللمرة الأولى، كجزء من فعاليات “حي القاهرة الدولي للفنون”، تنطلق مبادرة “دائرة المصممين” وهي مبادرة رائدة تهدف إلى تعزيز التعاون بين الفنانين والمصممين والمهندسين المعماريين، وتشجع التبادل بين التخصصات المختلفة، ما يسمح للمبدعين من مختلف المجالات بالاجتماع معًا لإطلاق العنان لإمكاناتهم، وإنشاء مساحات منسقة وجذابة بصريًا.

ومن خلال “دائرة المصممين”، سيتخطى المشاركون حدود التصميم المعتادة، ويلهمون بعضهم الأفكار الإبداعية والتعرض إلى تجارب فنية مختلفة، وتعكس المبادرة التزام مؤسسة “كلتشرفيتور- آرت دي إيجيبت” المستمر برعاية المواهب الإبداعية وتوسيع آفاق التصميم المعاصر، وفق عبد الغفار.

أعمال فنية تدب فيها الحياة

بدورها تحدثت الفنانة نهى ناجى التى شاركت بثلاثة أعمال فنية فى المعرض، قائلة إن التجربة بدأت فى 2018 من خلال ورشة عمل بعنوان ” الخبيئة ” من خلال كتاب بعنوان ” نساء يركضن مع الذئاب ” – لكلاريسا بنكولا ” و كل فنانة أخذت جزءا من الكتاب وبنيت عليه الفكرة البصرية لديها ، وكانت فكرتها عن الأم كوسيط بين الطفل والمجتمع والبيئة وليست الأم المثالية ولا الأم المقدسة بل هى أم محايدة تماما، تنقل للطفل المجتمع الذي قد يكون شائكا ومتوحشا طيبا وشريرا.

وأضافت ناجى أنها كانت تريد فى بداية تنفيذ الأعمال أن تعمل على خامات مختلفة تعطى تأثيرات مختلفة بها أشياء حادة مثل الزجاج والدبابيس بحيث أن الأم قادرة أن تنقل مشاعر سيئة مثل ماهى أيضا تنقل مشاعر بها حب.

واستطردت: “هذه هى التجربة التى كانت تعمل عليها وقتها ، ولكن لسبب أو لآخر العمل لم يخرج بهذه القسوة بعد مجموعة من التجارب بالخامات المختلفة وهذة التجربة الوحيدة التى شعرت أنها تعبر عنها مما جعل الفكرة قادرة أن تنقل صورة متعددة مكونة من مشاعر قاسية من أشياء مختلفة وتكونت هى نفسها طبقات تحمل كل أنواع البشرة هى نفسها الأم ذات البشرة البيضاء والسمراء الآسيوية والإفريقية وإلخ عبر هذا العمل المكون من طبقات شرابات وقطن”.

وأوضحت أن الإنسان مثل تلك الأم التي تكونت من طبقات والخارج منها خبراتها الشخصية التى شكلت شكلا قد يبدو عنيفا مما أعطى من تجربتها وتجارب الآخرين حاملة طفليها فى بطنها ، ومن هنا الفكرة بدأت تتبلور وكانت بداية ولادة الفكرة وهى: الأم الحامل” .

وأشارت ناجى إلى أنها اتخذت هذا التكنيك فى أعمال معينة لم تشعر بها من خلال الرسم ولكن شعرت بها أكثر وهى مجمعة مجسمة باعتبارها أقرب طريقة للإحساس بالفكرة.

فكرة الذاكرة

أما العمل الآخر قالت ناجى، إنه عن فكرة الذاكرة وحالة الخروج من الألم والارتباط بها والتشبث به والتردد والخروج منه ، موضحة أنها حالة مؤلمة فى الذاكرة ومع ذلك لن تستطيع أن تحسم قرار أن تنسى الذاكرة المؤلمة أو الارتباط بها والخوف من الخروج من الحيز الذى تعرفه حتى لوكان مؤلما وخوفا من المجهول والإحساس بالحيرة، مضيفة: “وهذا قد نشعر به أحيانا فى حياتنا الاجتماعية وهى إلفة الأشخاص الذى قد من الممكن نتألم من وجودهم فى حياتنا ، لكن متشبثين بهم والتردد فى تركهم ومواجهة المجهول الذى لا نعرف عنه شئ” .

وأكدت ناجى أنها تريد فى أعمالها المقدمة فى هذا المعرض أن تعبر عن مشاعر المرأة الداخلية التى تشعر بها من خلال أعمالها دائما بالتعبير عن المرأة ومشاعرها الحزينة والداخلية وحالتها تجاه ما تمر به فى حياتها.

لا انتماء

أما العمل الثالث لناجي أطلقت عليه ” لا انتماء ” وهى فكرة انتقال الإنسان من مكان إلى مكان أخر وتم نسبها إلى. فلسطين، وقالت عنها: ” فى الحقيقة هى كانت غير مقصودة فكرة الانتقال عموما هى فكرة قديمة وهى الاشخاص الذين يغيرون أماكنهم بشكل دائما ، وبالتالى لاتنتمى الى مكان محدد وليس فقط تغيير الأرض قد تكون المشاعر المجتمع الظروف الطبقة ، الحالة المادية وهى فكرة المراة التى تعانق وتحمل أطفالها وتنتقل من مكان إلى مكان آخر وتنتمى إلى أولادها فقط فى أى مكان وزمان ، باختصار هى فكرة التغيير طوال الوقت والشعور بلا انتماء”.

النساء يروين حكاياهن

من جانبها، قالت الفنانة السودانية ريان جمال من الخرطوم إنها جاءت بسبب الحرب على السودان وأنها شاركت هى مجموعة فتيات من السودان من خلال أعمال فنية بعنوان ” النساء يروين حكاياهن ” والتعبير عن معانتهم فى الحرب من خلال الفن وهى الرسم على الحقائب التى تحمل رسائل تعبر عن الحرب والحقائب التى حملوها عند مغادرتهم من السودان بسبب الحرب.

و أضافت أن كل حقيبة عبارة عن رسالة تمثلها لكل الفنانات المشاركين بالمعرض ، عبارة عن ثلاث مراحل شنطة عن الماضى والحاضر والمستقبل والتعبير عن المعاناة التى تعرضت لها المرأة السودانية من اغتصاب وإهانات فى الحرب وبيتها الخاص وحياتها ، وأيضا قدموا معاناتهم من خلال لوحات إلى جانب الحقائب وزى المرأة السودانية.

حضور الذكاء الاصطناعي

بدوره قال حسن رجب مهندس معمارى من الإسكندرية ويعيش فى أمريكا، إنه يشارك بثلاثة أعمال من بالذكاء الاصطناعى فى المعرض لاول مرة فى “ارت دى ايجيبت ” وكل عمل يعبر عن موقف معين من خلال الأهرامات والوجوه المصرية ، مؤكدا أنه لا يرغب فرض رؤيته على الجمهور بل يريد ان كل من يرى لوحاته يراها برؤيته الشخصية .

وأضاف رجب أنه استخدم صور الذكاء الاصطناعى الذى يحول الكلام إلى صور وفوتوشوب وأن كل لوحة تعبر عن موقف مختلف فهناك لوحة تعبر عن المقاومة والتحمل قبل الانهيار ، والأخرى عن فكرة الإنكار.

وعن تواجد معارض ذكاء الاصطناعى فى مصر مثل مايحدث باقى أنحاء العالم ، قال رجب إنه من الممكن نرى معارض ولايجب أن نفصل الذكاء الاصطناعى من الفن لأن الكثير من الفنانين فى مصر يستخدمون التكنولوجيا وهى الديجيتال ارت .

وعن تنفيذ الفكرة من خلال الذكاء الاصطناعى الذى يصف رجب على أنه شريك فى العمل الفنى مثل الفرشاه التى تجعلك ترسم شئ لم يخطر على البال و الذكاء الاصطناعى هو أيضا يفعل ذلك لكن بشكل واضح وصريح ويجب التعامل معه بطريقة حذرة حتى يكون له رأى فى العملية الإنتاجية.

.واستخدم رجب فى خلال التنفيذ من خلال برنامج medjourney” المخصص للصور فى اكتشاف الفكرة وإضافات بعض التغيرات على اللوحات ، واستخدم فى لوحاته صورا من الذكاء الاصطناعي مع وسائل تقنية من الفوتوشوب .

وأضاف رجب أنه لأول مرة يشارك فى حى القاهرة للفنون معرباً عن سعادته بهذه المشاركة ووجود فنانين عالمين لهم أهمية كبيرة، مؤكدا أنه سيعرض فى معرض forever is now الذى يبدأ خلال أيام ، ومعرض ” قصة مدينتين ” بمدينة الاسكندرية الذى بدت اليوم .

فنون وإبداع

من جانبها، قالت بثينة الكحال ابنة الفنانة رغدة والمديرة الفنية لمؤسسة والدها عبد الله الكحال وعن مشاركتها كمديرة فنية للشركة والتصميم من خلال السجاد ، إنها سعيدة بالتجربة والاعمال الفنية التى صنعها كل فنان من خلال السجاد والرسم بالخيط من خلال تقديم 6 سجاجيد عبر تصميم لفنانين مصريين شاركوا فى العام الماضى .

ويقول كريم الشافعي، أحد الداعمين الدائمين لحي القاهرة الدولي للفنون: “يمكن وصف منطقة وسط البلد بأنها مختلفة عن أي مكان في العالم، وهي تجمع كل فئات المجتمع فهي مرآة تعكس كل أطياف الشعب الذي يعيش داخل أو خارج المدينة أو حتى خارج البلد، مشيرا إلى أن وجود الفن المعاصر في وسط البلد يعنى الكثير من الأشياء منها أننا في منطقة تاريخية كل من يأتي إليها يريد رؤية تاريخها، ويجدون أنفسهم في مكان يعكس الشخصية المصرية المعاصرة بكل تفاصيلها، وذلك يمثل هوية وسط البلد والفن ويبرز جمالها بأشكاله المختلفة.

وقالت أكتسوهي كاتاهاشي أخصائي برنامج الثقافة للمكتب الإقليمي لليونسكو في مصر والسودان، إن منظمة اليونسكو ترعى “آرت دي إيجيبت” على مدار عدة سنوات. ويسرهم أن يروا مدى التطور الكبير لهذا الحدث المهم وكذلك تأثيره الإيجابي على المشهد الثقافي والفني.

وأضافت “كاتاهاشي” أن اتفاقية عام 2005 كانت من أبرز الاتفاقيات التي ترتكز على تعزيز التنوع الثقافي، وتسلط الضوء على قوة تأثير الثقافة، وخاصة في ظل الأزمات والصراعات، وهو أمر مهم للغاية. وتابعت أنه من المهم أيضًا حماية أصوات الفنانين، بغض النظر عن جنسياتهم ، كما تعتقد أن “آرت دي أيجيبت” تؤدي دورًا مهمًا في تعزيز الفن والثقافة.

وقال محمد كحال أحد المشاركين في دائرة المصممين، إن أرت دي إيجيبت شريكًا هامًا بالنسبة لهم فهم من أقرب الناس الذين يشبهونهم من ناحية التفكير،.

وأضاف أنهم يصنعون السجاد منذ أكتر من ١٥٠ سنة، ويعملون على تصدير فكرتهم للعالم كله؛ فالشركات بالخارج يصنعون السجاد في بلاد أخرى، فمثلا إيطاليا تصنع السجاد في الهند وهناك شركات تصنع السجاد في مصر، ولكنهم لا يعطون لمصر الدعاية الكافية وهو أمر غير عادل بالمرة لأننا نعمل في هذه الصناعة منذ سنين ونستخدم نفس المواد المستخدمة عالميا في الصناعة، لذلك كان أهم شيء لدى الكحال 1871 العمل مع فريق يفكر بنفس الطريقة ولديهم نفس الرؤية.

وأشار “كحال” إلى أن المختلف في معرض هذا العام في أرت دي ايجيبت هو دعم الفنانين غير المعروفين ، مؤكدا أن من المهم إلقاء الضوء على الموهبة.

حفاظ من الاندثار

وتحدثت الفنانة سيلفا نجادا أحد المشاركين في دائرة المصممين، قائلة إنهم يعرضون لأول مرة في دائرة المصممين وهو ما أسعدها لأنهم لأول مرة كشركة تصميم أزياء يعرضون خارج الفيلا الخاصة بهم.

وأكدت أن كل المجموعة المعروضة منسوجة بشكل يدوي، وهم يهدفون إلى الحفاظ على هذه الحرفة التراثية من الاندثار، وتابعت أن ما تفعله آرت دي ايجيبت مهم وشجاع للغاية، لأنهم ينظمون معرضا موازي لمعرض “الأبد هو الآن” في الأهرامات، وفكرة دعمهم للفن والوصول لكافة الفنانين من جميع الفئات سواء كانوا مشهورين أم فكرة رائعة وتدعم الفن.

وقال الفنان محمد بنوي إن حي القاهرة الدولي للفنون يتطور كل عام، وهي مبادرة هامة تبرز أعمال الفنانين المعاصرين وأفكارهم ورؤيتهم لواقعهم، كما أن عرضها في منطقة وسط البلد التاريخية تكسبها ثقلا فنيا وتعطي لها بعدا جديدا ومختلفا.

ويشارك في “حي القاهرة الدولي للفنون عدد من الفنانين من مصر والسعودية وأمريكا، بلجيكا وإيطاليا وفرنسا وسويسرا، يقدم كل منهم منظورًا فريدًا لهذا التجمع الفني العالمي من خلال أعمال تتنوع بين الفيديو، المنحوتات، اللوحات، والعروض الحية، ما يظهر تفاعل الفن المعاصر مع السرديات التاريخية والثقافية لمنطقة وسط البلد.

وخلال الافتتاح قدم الفنان الأمريكي- المصري، حسن رجب فيديو تم إنتاجه بالذكاء الاصطناعي، كما عرض الفنان السعودي خالد زاهد فيديو قصير.

رحاب صبحي

رحاب صبحي

11:00 م, الثلاثاء, 15 أكتوبر 24