حل لغز تحطيم واختفاء أنوف التماثيل الفرعونية

يرى إدوارد بليبيرج، أمين متحف بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية، أن تحطيم واختفاء أنوف العديد من تلك المنحوتات والتماثيل الفرعونية، ومنها تمثال أبو الهول يرجع إلى عامل تخريبى، وليس نتيجة عوامل طبيعية.

حل لغز تحطيم واختفاء أنوف التماثيل الفرعونية
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

7:17 م, الخميس, 21 مارس 19

يرى إدوارد بليبيرج، أمين متحف بروكلين بولاية نيويورك الأمريكية، أن حل لغز تحطيم واختفاء أنوف العديد من تلك المنحوتات والتماثيل الفرعونية، ومنها تمثال أبو الهول يرجع إلى عامل تخريبى، وليس نتيجة عوامل طبيعية.

ويؤكد إدوارد بليبيرج خبير الآثار المصرية، أن هناك عاملا تخريبيا لحل لغز تحطيم واختفاء أنوف العديد من تلك المنحوتات والتماثيل الفرعونية؛ لأن هناك فرقا بين الكسر الطبيعي غير المتعمد الذي قد يقع لأسباب متعددة، وذلك الذي يتم عن قصد.

وأضاف إدوارد بليبيرج حل لغز تحطيم واختفاء أنوف العديد من تلك المنحوتات والتماثيل الفرعونية، بسبب أن الأنف يمثل الحلقة الأضعف في التمثال، لأنه يمثل عضوا بارزا سهل الكسر من جانب المخربين.

كما أن فترات الاستقرار التي سادت بمصر تخللتها غزوات خارجية وصراعات داخلية بين أفراد الأسر الحاكمة، واضطرابات أخرى ساعدت على ظهور لغز اختفاء وتحطيم هذه الأنوف.

وشغلت الآثار المصرية اهتمامات العلماء والباحثين على مر سنوات طويلة، بفضل دقة نحتها والألغاز والرسائل التي تحملها، والتي لا تزال حتى يومنا هذا مثار بحوث تحاول إيحاد إجابات مقنعة لأسئلة عادة لا تزال تبحث عن إجابات.

وذكرت شبكة سكاى نيوز أن العلماء يحاولون حل لغز تحطيم واختفاء أنوف العديد من تلك المنحوتات والتماثيل الفرعونية، التى كانت سمة مشتركة بينها فى العديد من التحف المصرية الفرعونية مما أثار حيرة علماء الآثار الذين يحاولون الإجابة على الأسئلة الغامضة مثل لماذا يحدث ذلك للأنوف فقط.

واعتقد العلماء أنه أمر يبدو منطقيا للوهلة الأولى نظرا لعمر هذه الآثار وتعرضها لعوامل جوية قاسية جعلت الأنوف تختفى وتنكسر إلا أن ذلك لم يقنع إدوارد بليبيرج بحل لغز هذه الأنوف.

الاعتقاد الديني في حل لغز

وأوضح إدوارد بليبيرج خبير الآثار المصرية أن الاعتقاد الديني الذي كان سائدا في الحضارة الفرعونية كان الإيمان بأن الفرعون يسكن الصورة التي تمثله، وبالتالي سيكون إلحاق الأذى بالصورة يمثل اعتداء على الفرعون نفسه.

و فسر إدوارد بليبيرج اختفاء الأنف بأن وظيفة الأنف الرئيسية هي توفير الأوكسجين للجسم، ولذلك فإن تحطيمه يحمل رمزية تشير إلى قتل روح صاحب التمثال.

وبما أن الفرعون كان يتولى رعاية مصر، فمن شأن تدمير صورته أو هيكل يمثل إحدى صفاته، تحطيما لهذه الدائرة المغلقة التي تربط بين قدرات الفرعون الخارقة والعالم الذي يحكمه، وجعل الفرعون عاجزا عن أداء مهمته.

خوف اللصوص من انتقام الموتى لحل لغز

ومع انتشار ظاهرة سرقة المقابر الفرعونية، بات اللصوص يخافون من “انتقام الموتى” في العالم الآخر، وهو ما جعلهم يحطمون أجزاء من تماثيلهم، لإيمانهم بأن ذلك من شأنه إضعاف قوة تلك الشخصيات التي انتهكوا حرمتها، وبالتالي يكونحل اللغز من خلال تحطيم الأنف بالذات يؤدي المهمة.

كما سيلجأ المخربون إلى تكسير الأذن مثلا لجعل الفرعون عاجزا عن سماع الصلوات والدعوات، وقطع اليد اليمنى كدلالة على حجب القرابين.

وتطرق بليبيرغ أيضا لاحتمال أن يكون التخريب نابعا من الصراع على السلطة، إذ أن تشويه تمثال يقدم معلومات تاريخية هامة عن الفترة التي ينتمي إليها، وسيساعد من يقوم بذلك على إعادة كتابة التاريخ، وفقا للرؤية التي تناسب مصالحه.

واستمرت أعمال التخريب لاستعمال تلك الآثار في أعمال البناء والتشييد في العصر الحديث، وبعد زوال الاعتقادات التي كانت مهيمنة على العقول لفترة طويلة كلعنة الفراعنة أو التماثيل، إذ كان ينظر لتلك التحف الحجرية العملاقة باعتبارها محاجر يمكن إعادة استخدام حجارتها فى أعمال البناء.