كان الفنان القدير سمير غانم دائما سباقا ومتنوعا فى تقديم ألوان مختلفة من الكوميديا وكان قادرا على رسم الضحكة وبث البهجة على مشاهديه بتلقائيته فى الأداء ودون أى افتعال وكان أول مشاركته بمسلسل تليفزيونى عام 1965 «تركة جدو» لتتوالى الأعمال من وقتها وتسير جنبا إلى جنب مع أعماله فى السينما والمسرح، وكان له العديد من المحطات المهمة فى الدراما التليفزيونية والتى أصبحت علامات مؤثرة فى أجيال بأكملها وتكتسب كل يوم جماهير جددا مع عرضها مرة أخرى.
ومنها مسلسل «حكاية ميزو» ومسلسل «كابتن جودة» والذى ظلت شخصيته الكابتن الذى يبحث عن المواهب بطريقته الكوميدية ثم شارك فى مسلسل «بكيزة وزغلول» وتوالت المسلسلات منها «يوميات زكى الناصح» و«ألف ليلة وليلة» و«قط وفار فايف ستار» ومعكم على الهواء هايم عبد الدايم «وأبو ضحكة جنان» مع أشرف عبد الباقى، ثم بدأ مرحلة جديدة فى أعماله الدرامية عندما شارك فى أعمال كوميدية من بطولة ابنتيه دنيا وإيمى وكانت أسمائهما تسبق اسمه على الأفيشات والتيترات.
كما شارك فى مسلسل «الكبير أوى» بأجزائه مع أحمد مكى وابنته دنيا وشارك أيضا بمسلسل «لهفة» وقدم شخصية «الحلواني» و«فى اللالا لاند» و«نيللى وشريهان» لدنيا وإيمى وساند إيمى فى بطولتها الأولى بمسلسل «سوبر ميرو» و«عزمى وأشجان» مع زوجها حسن الرداد وكانت آخرأعماله فى التليفزيون بمسلسل «بدل الحدوتة تلاتة» مع دنيا الذى عرض منذ عامين تقريبا.
وشارك أيضا بدور الجار والطبيب النفسى وزوج الراحلة رجاء الجداوى فى مسلسل «يوميات زوجة مفروسة» بأجزائه الأربعة، ولكن يظل وقوفه كضيف شرف أمام الزعيم عادل إمام بمسلسل «عوالم خفية» أحد الأعمال المهمة التى جمعت الثنائى بعد سنوات طويلة والتى أحبها الجمهور وأشاد بها، كما أنه قدم دورا تراجيديا أبكى من خلاله الجمهور مثلما أضحكهم بمسلسل «شربات لوز» مع يسرا.
أما المسلسلات الإذاعية فشارك فى 12 مسلسلا إذاعيا بدأها بمسلسل «رعد السماء» وقدم سلسلة مسلسلات تحمل اسم الشخصية الأشهر فى تاريخه فطوطة فقدم «فطوطة والعظماء» و«فطوطة بوت» و«فطوطة بوند» وكان آخر أعماله فى الإذاعة «فطوطة فى كأس العالم» عام 2018.
سمير الجمل : انطلاقته في التلفزيون كانت في حكاية ميزو ويعتبر نجما من الحجم العائلي
ويرى الناقد الفني سمير الجمل، أن سمير غانم كان يعوض غيابه في التلفزيون تواجده في الفوازير والمسرح ، وانطلاقته القوية في التلفزيون كانت بمسلسل “حكاية ميزو”، حيث كان يقدم فيه الدور الأساسي والقصة مبنية على شخصية ميزو التي قدمها وكان العمل للكاتب لينين الرملي ، بالإضافة إلى أن كان معه فنانون في بدايتهم الفنية مثل فردوس عبد الحميد وحققت نجومية منه وكذلك نعيمة وصفي وكانت عملاقة من عمالقة المسرح.
ويضيف كان سمير غان معروفا قبل المسلسل ، لكن نجوميته الحقيقية وانطلاقته في التلفزيون من مسلسل حكاية ميزو ومسلسل كابتن جودة.
وأكد الجمل أن السينما أخذت سمير غانم في فترة الثمانينايت والتسعينيات التي كان يقدم فيها حوالي 10 أفلام في السنة وكانت تصف بأفلام المقاولات ولم يكن يدقق فيها طالما فيها ضحك ، وقدم أيضا في أواخر السبعينيات مع عادل إمام وكانت تصب جميع هذه الأعمال الفنية السينمائية في شىء واحد فقط وهو الكوميديا.
وتابع قائلا: إن سمير غانم كان مميزا بشىء مهم للغاية وهو الارتجال على المسرح وكان أستاذهم في هذا الأمر عبد المنعم مدبولي لأن ذلك كان يقتضي الخروج من الرواية الأصلية والارتجال ثم العودة مرة أخرى لها ، وذلك كان يأتي نتيجة التفاعل مع الجمهور يوميا على المسرح ، لافتا إلى أنه في مسرحية موسيقى في الحي الشرقي مع صفاء أبو السعود خرج عن هذا الأمر وصنعت له نجومية إضافية.
وأوضح أن عمله مع ابنته السنين الماضية لم يكن بسبب أنه يتواجد فقط معها ولكنه كنجم كبير له قيمته الفنية وأدواره كانت في المشاهد القليلة معها أو غيرها كان فيها تواجد كوميدي وحضور كبير ، حتى في دوره الذي قدمه في مسلسل يوميات زوجة مفروسة مع داليا البحيري كان مميزا.
ولفت إلى أن تربيته لعائلة فنية كبيرة دلال عبد العزيز وابنتيه دنيا وإيمي حققت له شيئا مهما مشابها لعادل إمام وعائلته حيث عرف الجمهور العائلة جميعها ، فاصبح سمير غانم نجما من الحجم العائلي بسبب ذلك.
محمد العدل : نجومية سمير غانم تحققت بشخصيته الفنية وحكاية ميزو كان عملا مميزا
وأعرب المنتج محمد العدل عن كون مسلسل حكاية ميزو للراحل سمير غانم كان عملا تلفزيونيا مميزا ، لكنه أوضح أن هذا العمل لم يكن هو صانع نجومية ومكانة سمير غانم ، لكن قيام محمد سالم بتقديمه مع الضيف أحمد وجورج سيدهم في الفوازير بالتلفزيون في الستينيات وفرقة ثلاثي أضواء المسرح ذلك صنع نجومية سمير غانم الحقيقية.
وأكد العدل أن الراحل قدم العديد من المسلسلات التليفزيونية للجمهور المصري والعربي ، لكن مكانته لم تكن نابعة من أى دور قدمه أو شخصية معينة سواء في التلفزيوني أو السينما أو المسرح وإنما شخصية سمير غانم الفنية بملامحها وخصوصيتها وبهجته التي يشعها كلما ظهر على الشاشة هو الذي حققه سمير غانم في قلوب الجمهور.
ويضيف أن حكاية ميزو وكابتن جودة ويوميات زوجة مفروسة وغيرها من المسلسلات ، قدم فيها سمير غانم أدوارا رائعة جدا وحققت له بصمات فنية لدى الجماهير العربية.