محمد سالم
أسدل الستار على قصة أقدم بنك في مصر؛ والذي تأسس قبل البنك الأهلي بنحو 34 عامًا، بعد أن أعلنت مجموعة باركليز البريطانية بيع ذراعها في السوق المحلية “باركليز – مصر” إلى “وفا بنك” المغربي.
لندن .. البداية
تأسس أول فرع لشركة مصرفية في مصر عام 1856 وكان مركزها الرئيسى في لندن ولها فرع في الإسكندرية، وآخر في القاهرة، وكانت تحمل اسم بنك مصر، خلاف البنك الحالى الذى اسسه طلعت حرب عام 1920.
عام 1864 أى قبل 152 عامًا أنشئ بنك جديد في لندن باسم “البنك الإنجليزى المصرى” برأسمال مدفوع 500 ألف جنيه إسترلينى، وفي عام 1867 تغير الاسم إلى “الشركة المصرفية الإنجليزية المصرية”، ثم عاد إلى اسمه الأول في عام 1887، وأخيرًا اندمج مع بنوك أخرى في عام 1925 ليكون “بنك باركليز للممتلكات البريطانية المستقلة، والمستعمرات”.
الخروج الأول من مصر
في 14/1/1957 صدر قرار تمصير البنوك رقم 22، وخضعت البنوك الأجنبية في مصر للحراسة، بعدها تأميم 149 شركة، بقانون رقم 11 لعام 61 منها 17 بنكًا، تمثل كل البنوك القائمة في ذلك الوقت، منها باركليز.
في عام 1975 عادت المجموعة البريطانية إلى السوق مرة أخرى، عبر مشروع مشترك مع بنك القاهرة، حمل اسم القاهرة باركليز الدولى، وفي عام 1999 رفعت المجموعة البريطانية حصتها الى 60%، بينما أعلنت في 2004 عن الاستحواذ على 100% من الشركة، وتغيير الاسم إلى “باركليز – مصر”، يعمل به حاليا 1500 موظفا، عبر 156 فرعًا مركزة في القاهرة، والجيزة، والأسكندرية.
أسباب البيع.. وقيمة الصفقة
أعلنت المجموعة الأم مارس الماضى نيتها التخارج من السوق المصرية، وبعض وحدات الأعمال بإفريقيا وأوروبا؛ بهدف التركيز على مجموعة أعمال أكثر بساطة، في قطاعات التجزئة والشركات والاستثمار.
وقالت وقتها أنه يدرج ذراعه في مصر، وعدد من وحدات الأعمال الأخرى ضمن قطاع “باركليز للأعمال غير الاستراتيجية”، (Barclays Non-Core business)، وهو قطاع أنشئ في مايو 2014 للإشراف على الأعمال التى يعتزم بيعها، أو التخارج منها.
ومنذ ذلك الوقت تلقت المجموعة عددًا من عروض الشراء، فيما انحصرت المنافسة بين بنكى “التجارى وفا” المغربى، و مصرف “الإمارات دبى”، واستطاع الأول اقتناص الصفقة بقيمة تصل إلى 500 مليون دولار.
من المشترى الجديد؟
هى مجموعة مصرفية مغربية تحمل اسم “التجارى وفا” تعمل في عدد كبير من البلدان الإفريقية، والأوروبية، عبر 3500 وكالة، وفرع، تخدم 7.9 ملايين عميل، ويتجاوز رأسمالها ملياري درهم مغربى، وحاولت عام 2013 شراء بنك “باريبا – مصر” قبل أن يباع إلى مصرف الإمارات دبى الوطنى.