قالت شركة الاستشارات نايت فرانك إن أسعار العقارات السكنية في دبي ارتفعت خلال الربع الثانى مع نمو الطلب عقب الجائحة، لكن متوسط الأسعار مازال أقل 26% عنه في أحدث ذروة للسوق قبل ست سنوات، بحسب وكالة رويترز.
وقال رئيس أبحاث الشرق الأوسط لدى نايت فرانك، فيصل دوراني، إن متوسط أسعار الصفقات ارتفع نحو 1% في الربع الثاني من العام الحالى، إثر ارتفاع نسبته 0.5 % في الربع الأول.
محلل: الأسعار الحالية أقل نحو 17% عن آخر ذروة للسوق قبل ستة أعوام
وقال دوراني “أكبر انتعاش تشهده المنازل الأكبر حجما، الفيلات، إذ أن الأسعار الحالية أقل نحو 17% عن آخر ذروة للسوق قبل ستة أعوام” مقارنة بأسعار كانت تقل 26.3% عن الذرى السابقة في 2014-2015.
وقالت نايت فرانك إن 128 عقارا يتجاوز سعره 20 مليون درهم إماراتي (5.4 مليون دولار)، بقيمة إجمالية تبلغ 691.2 مليون دولار ، تم بيعها بين يناير ويونيو 2021، وهو أعلى مستوى منذ 2015 حين تم بيع 137 عقارا.
تضفي الزيادة شيئا من الحيوية الجديدة على السوق العقارية التي منيت بهبوط حاد للأنشطة في ذروة الجائحة بعد أن عانت من تراجع على مدار خمسة أعوام قبل ذلك.
والزيادة البالغة 1% من أبريل إلى يونيو هي الأسرع في ربع عام منذ صيف 2014.
وأبلغ دوراني رويترز أن مكاسب ملموسة لم تُسجل لربعين متتاليين منذ الربعين الأول والثاني من 2014.
وقال دوراني في تقرير “قوة الدفع التي بدأت تتكون في نهاية العام الماضي مستمرة ونرى ارتفاعا بطيئا لكن مطردا في قيم الصفقات”.
إقبال على شراء العقارات الممتازة في دبي
وبدأ الاقبال على شراء العقارات الممتازة في دبي، مثل الفيلات الفارهة والشقق المطلة على الشاطئ، في الجزء الأخير من العام الماضي.
ويريد المشترون مساحات أكبر خلال الجائحة، مستغلين انخفاض الأسعار لأقل مستوى في عشر سنوات فضلا عن تمويل ميسر وفتح الاقتصاد مبكرا رغم الوباء.
ورغم أن أسعار العقارات المميزة تشهد زيادة، يستمر فائض المعروض في الضغط علي مبيعات الشقق وقيمتها في الإمارات.
تضرر اقتصاد دبي، المعتمد على التجارة والسياحة وسمعتها العالمية كمركز إقليمي لخدمات الأعمال، من جائحة كوفيد-19 العام الماضي مع استغناء الشركات عن وظائف.
وغادر الإمارة عدد كبير من العاملين الأجانب الذين كان وجودهم ضروريا لدعم الطلب في القطاع العقاري الذي يسهم بنسبة 7.2 % من الناتج المحلي الإجمالي.
سوق العقارات في دبي يتعافى من أزمة استمرت 6 سنوات
يخرج سوق العقارات في دبي من أزمة استمرت ست سنوات على أيدي مستثمرين دوليين أثرياء هربوا من إجراءات الإغلاق المرتبطة بفيروس كورونا في بلادهم ليقودوا في الإمارة الخليجية عمليات شراء بمبالغ ضخمة لوحدات سكنية فارهة.
وتُعتبر الفلل الفاخرة من أكثر الوحدات استقطابا للزبائن في السوق العقاري مؤخرا في دبي حيث يبحث المشترون الأوروبيون بشكل خاص عن وحدات سكنية في جزيرة نخلة جميرا الاصطناعية، فضلاً عن العقارات الواقعة في ملاعب الجولف.
وقال المدير المسؤول في شركة “بروبرتي مونيتور” الاستشارية زان زوتشينكي لوكالة فرانس برس إن سوق العقارات في دبي الذي شهد تراجعا منذ عام 2014، دخل في سبات مع انتشار فيروس كورونا العام الماضي وإغلاق دبي لأبوابها.
زيادة ملحوظة في بيع وشراء العقارات الفاخرة التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين درهم (2.7 مليون دولار)
عدا سنوات من السبات وتلاشي أسهم قطاع العقارات، تبرز مؤخرا الزيادة الملحوظة في بيع وشراء العقارات الفاخرة التي تتجاوز قيمتها 10 ملايين درهم (2,7 مليون دولار)، مع توقيع 90 صفقة في أبريل مقارنة بحوالي 350-400 على أساس سنوي، وفقًا لشركة “بروبرتي مونيتور”.
وتم بيع قصر في جزيرة النخلة مقابل 111,25 مليون درهم، وهو أعلى سعر تم التوصل إليه منذ سنوات في المنطقة التي تضم 16 “سعفة” تصطف على جانبيها البيوت والسيارات الفارهة.
والعقار الأعلى سعراً حاليا في السوق هو عبارة عن فيلا حديثة مستوحاة من الطراز الإيطالي تقع في نهاية إحدى السعف يحيط بها شاطئ خاص، وقد جرى عرضها مقابل 100 مليون درهم.
وبعد التراجع في السوق العقاري خلال ذروة انتشار الوباء، يأمل المطوّرون في أن يشعر أحد الأثرياء بالإغراء لشراء الوحدة التي تضم مسبحا وسينما.