شهدت الدراما المصرية خلال عام 2019 عدة ظواهر، منها: احتكار جهات إنتاجية معينة لنسبة كبيرة من الإنتاج الدرامي، وتحديد هذه الجهات سقفًا لتكلفة الإنتاج الدرامى بمبلغ لا يتخطى 70 مليون جنيه، ما أدى إلى غياب كبار النجوم، فلم يزد ما تم إنتاجه عن 31 مسلسلًا على مدار العام، كما ابتعد المؤلفون عن الموضوعات السياسية المباشرة، فقد استحوذت شركة سينرجي فيلم على أكبر عدد من المسلسلات، هذا العام، حيث أنتجت وحدها 17 مسلسلًا داخل سباق رمضان، فيما أنتجت 6 مسلسلات فقط من خلال منتجين آخرين خلال الموسم الرمضاني نفسه، كما شهد عام 2019 تقديم 7 مسلسلات أخرى خارج الموسم الرمضاني، جاء جميعها من إنتاج سينرجي أو عن طريق الإنتاج المشترك بينها وبين شركات أخرى.
حنان شومان: الدراما صناعة ثقيلة وتحتاج إلى الحرية
وتعليقًا على أحوال الدراما، هذا العام، أكدت الكاتبة الصحفية حنان شومان أنها ضد أي أحتكار لسوق الدراما المصرية، مؤكدة أن استمرار الاحتكار سيجعل المنتج الدرامى كله فى سياق واحد، وعلينا أن ندرك أن الدراما صناعة ثقيلة، وأنها تحتاج إلى الحرية، مشيرة إلى أنه يتردد أن رمضان المقبل سيشهد تغيرات في هذا الصدد، وأنه سيكون هناك منتج مشارك مع الشركات المحتكرة، ونأمل فى حدوث ذلك.
وأوضحت حنان شومان أن هناك منتجين تم استبعادهم فغابوا عن سوق الدراما، أهمُّهم “العدل جروب”، كما تم استبعاد مؤلفي ومخرجي دراما لهم أهمية، مثل الكاتبة مريم ناعوم، والمخرج محمد أمين راضي وغيرهما.
وأشارت إلى أن هناك كُتاب دراما وجيلًا مهمًّا مختفيًا عن الساحة، ومنهم الكاتب وحيد حامد، وأغلب السيناريوهات الآن قائمة على ورش كتابة، كما أن هناك نجومًا كبارًا لهم أهميتهم غائبين هم أيضًا عن الساحة بسبب ارتفاع أجورهم على السقف الموضوع.
وأكدت أن سوق الإنتاج الدرامى الآن تعانى من “اللخبطة”؛ فكثير من الكتاب والمخرجين والمصورين والفنانين محتارون فيما يقدمونه؛ لأن الإنتاج أصبح يتدخل فى المحتوى والمضمون الدرامي.
وأضافت أن الدراما أيضًا قد تعانى من أن المنتج أحيانًا يفضل النجم الذى يقوم بالبطولة عن العمل نفسه، فأجرُه يكون على حساب العناصر الفنية فى المسلسل، وهذا قد يضر العمل.
وذكرت حنان شومان أن هذا العام لم تبرز أي وجوه جديدة فى الأعمال الدرامية، كما لم يقدم عمل كوميدى يستحق التوقف أمامه.
وحذرت شومان صناع الدراما من أن السعودية أصبحت تنافس مصر بشكل كبير، وعلينا أن نأخذ ذلك فى الاعتبار، مشيرة إلى أنه قد أصبحت هناك هجرة مؤقتة لبعض الفنانين المصريين الذين أصبحوا يظهرون بشكل كبير فى الدراما السعودية، مشيرة إلى أن الهدف من ذلك سياسي أكثر منه ترفيهيًّا، محذّرة من أن ذلك سيؤثر على حال الإنتاج فى مصر.
ولفتت شومان إلى أن سوريا وتركيا ولبنان أنتجوا أكثر من مسلسل جيد جدًّا، وخاصة سوريا، فالمنافسة أصبحت كبيرة، لكن رغم ذلك لم يكونوا هم المنافس الأخطر، بل المنافسة الحقيقية أصبحت مع شبكة “نتفليكس” التى تنافس بأعمال عالمية، فعلينا أن نقف وقفة مع النفس لحل مشكلات الدراما المصرية؛ لأن المنافسة لم تعد محدودة على الدراما التركية والسورية فقط، بل أصبحنا نتنافس مع العالم.
وعن مسلسل “ممالك النار” أوضحت شومان أنه نجح فى أن يوصل رسالة قوية ضد تركيا، فأصبحت الدراما سلاحًا سياسيًّا، بدليل أن تركيا أعلنت غضبها لمجرد عرض المسلسل، فعلينا أن ندرك أن الدراما ليست للترفيه فقط، بل هي سلاح مهم للدفاع عن قضايا مهمة، وذلك في كل دول العالم وليس في منطقتنا فقط.
ونوهت شومان بأن الدراما أصبحت تفتقد للموضوعات السياسية، وعلى صناع الدراما أن ينتبهوا لذلك؛ حتى لا يملّ المُشاهد ولا تصبح أداة لتغييب وعي المجتمع.
وعن أحسن ممثلة فى دراما 2019 قالت شومان هى الفنانة حنان مطاوع عن مسلسل “لمس أكتاف”، أما أفضل ممثل فهو خالد النبوى عن “ممالك النار”.
أيمن سلامة: لا أحد يتدخل فى كتابة المحتوى الدرامي
من جانبه أشاد السيناريست أيمن سلامة ببعض الأعمال الدرامية فى عام 2019، منها مسلسلات “ولاد الغلابة”، و”زى الشمس”، و”لمس أكتاف”، و”كلبش 3″، و”قايبل”.
وأكد سلامة أنه كانت هناك بالفعل مسلسلات تم من خلالها تقديم أبطال جدد، مثل الفنانة ياسمين صبرى التى قامت ببطولة مسلسل حكايتى.
وعن ظاهرة ابتعاد مؤلفي الدراما عن الموضوعات السياسية وتزايد مساحة الموضوعات الاجتماعية بشكل أكبر، أكد سلامة أنه لا أحد يتدخل فى أي عمل يقوم بكتابته، موضحًا أن الأعمال الدرامية أصبحت مؤخرًا تحتوى على جميع الموضوعات التى تناقش قضايا المجتمع، وهذا فى حد ذاته سياسة.
وعن أفضل أبطال الدراما في 2019 قال سلامة إنه الفنان أحمد السقا عن مسلسل “ولاد الغلابة”، أما أفضل ممثلة فهى من وجهة نظره الفنانة إنجى المقدم عن مسلسل “ولاد الغلابة”.
خيرية البشلاوى: كتاب الدراما المميزين مستبعدون عن الساحة لصالح ورش الكتابة
أما الناقدة خيرية البشلاوى فأكدت أنه في دراما عام 2019 فإن المشاهدين لم يجتمعواعلى مسلسل واحد، مشيرة إلى أن هذا يرجع إلى عدة أسباب؛ أهمها أن الدولة غائبة ولم تهتم كما ينبغي بالدراما التليفزيونية رغم أنها صناعة مهمة.
وأضافت البشلاوى أن لجنة الدراما لم تشاهد مسلسلات رمضان، وما حدث فى 2019 شاهدنا المسلسلات فى نصف شهر رمضان.
وأشارت البشلاوي إلى أن صناعة الدراما تعاني اضطرابًا فى التمويل ودخول مصادر إنتاج مجهولة، كما أن الدراما لم تسِر على منهج وخطة واضحين، رغم أنها تمثل قوة ناعمة يمكنها أن تحقق رسالة مجتمعية وتوعوية مهمة، وهي قادرة على أن تغير ثقافة المجتمع إلى الأفضل وأن تسهم في حل مشاكل وقضايا كثيرة فى المجتمع، مثل مشاكل الإرهاب والتطرف والتوعية الصحية، وغيرها من المشكلات التي يعانى منها المجتمع المصرى.
وأكدت البشلاوى لأن هناك كتابًا لهم رؤية وتاريخ غير متواجدين على الساحة، أو مستبعدين عنها، وفي المقابل فإن المسيطرين على السوق الدرامية لم يقدموا موضوعات ذات أهمية.
وترجو البشلاوى من صناع الدراما فى 2020 أن يهتموا بتقديم موضوعات تهتم بقضايا ومشكلات وبتنمية المجتمع المصرى.
وعن أفضل فنان فى دراما 2019 قالت البشلاوى هو الفنان أمير كرارة فى “كلبش 3″، أما أفضل ممثلة فهي الفنانة دينا الشربينى فى مسلسل “زى الشمس”.
صفاء الليثى: قاطعت دراما 2019 لاحتكار جهة إنتاجية السوق الدرامية
فيما قالت الناقدة الفنية صفاء الليثى إنها فى عام 2019 قاطعت الدراما التليفزيونية؛ نظرًا لاحتكار جهة إنتاجية معينة السوق الدرامية.