حذر حسن نصرالله، الأمين العام لحزب الله، المطالبين برحيل كل الطبقة السياسية في التظاهرات التي تعم كل أرجاء لبنان من الفراغ الذي سيؤدي إلى “الفوضى والانهيار”، كما أنه يخاف من وجود من يريد جر لبنان إلى حرب أهلية، وذلك بحسب يورو نيوز.
وقال نصرالله في كلمة بثتها قناة “المنار” الناطقة باسمه: “لا نقبل أن نذهب إلى الفراغ، ولا نقبل بإسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، كما أننا لا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة”.
رافضًا بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية، والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان.
وأضاف نصرالله “نحن نقبل أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب إلى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلًا”.
وتابع “أي حل يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في مؤسسات الدولة، لأن هذا خطير جدا، الفراغ اذا حصل وكما البعض ينادي، سيؤدي، في ظل الوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب والمأزوم…. في ظل التوترات السياسية في البلد والإقليم، الى الفوضى، الى الانهيار”.
ويشارك حزب الله في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل (رئيسها رئيس البرلمان نبيه بري) وحلفاء.
وفور انتهاء نصرالله من الإدلاء بكلمته، انطلقت مواكب سيارة في الضاحية الجنوبية لبيروت وبعلبك رافعة أعلام حزب الله وتعبيرا عن تأييدها لما قاله.
على مواقع التواصل الاجتماعي، مقابل ترحيب مناصري حزب الله بكلام نصرالله، رد آخرون من مؤيدي الحراك الشعبي بانتقادات رافضين “التخوين”، ومؤكدين “الثورة مستمرة”.
وكانت قد شهدت العاصمة اللبنانية بيروت، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، امتدت إلى مدن أخرى، فيما واجه مرافقو أحد الوزراء المتظاهرين بإطلاق النار في الهواء لإبعادهم عن الموكب.
وطالب المحتجون الحكومة والنواب بالاستقالة، وقد اقتربوا في مسيراتهم من مجلس النواب والوزراء، مرددين هتافات مستنكرة لأي محاولة لفرض ضرائب جديدة.
وأضافت أن الاحتجاجات امتدت إلى مدن لبنانية أخرى، إذ قطع محتجون طرقا في شمال لبنان وجنوبه، وفي قرى البقاع.
وخلال اندلاع مظاهرات تجوب شوارع في بيروت، مر موكب وزير التربية والتعليم العالي، أكرم شهيب، مما دفع مرافقوه إلى إطلاق النار في الهواء لإفساح الطريق أمام الموكب.
وعلّق رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي”، وليد جنبلاط، على الواقعة، مطالبا شهيب بتسليم الأشخاص الذي أطلقوا النار في الهواء، داعيا في الوقت ذاته إلى إجراء “تحقيق شفاف”، رافضا الاعتداء على أي كان.