نسمة بيومى
يستقبل قطاع البترول عام 2015 بخطط عمل طموحة وحزمة من المشروعات البترولية الجديدة فى مجالات التكرير والاستكشاف وتوصيل الغاز بهدف تحقيق قيمة مضافة ومواجهة تحديات نقص معروض الطاقة وتفاقم معدلات الطلب، ووصف مسئولو «البترول» 2015 بعام «جنى الثمار» متوقعين حدوث طفرة فى مختلف مجالات الصناعة البترولية بعد تحسن واستقرار المناخ الاستثمارى.
وتضم قائمة الكيانات الاجنبية التى تمثل أكبر اللاعبين على الساحة البترولية للعام الجديد شركات «بى جى» و»بى بى» البريطانيتين و«أباتشى الامريكية» و«إينى الايطالية»، حيث تعتزم الانتها ء من تنفيذ 5 مشروعات تنموية جديدة باستثمارات تتجاوز مليارين دولار.
أما فيما يخص اتفاقيات التنقيب فمن المرتقب دخول نحو56 اتفاقية جديدة للبحث عن البترول والغاز فى مصر حيز التفعيل خلال عام 2015 بإجمالى استثمارات يبلغ نحو 12 مليار دولار.
وعلى صعيد المزايدات العالمية للبحث والتنقيب تستعد الشركة القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس» لطرح مزايدة عالمية جديدة بهدف جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية فى انشطة البحث والاستكشاف عن الغاز الطبيعى لتحقيق اكتشافات جديدة فى مناطق البحر المتوسط والصحراء الغربية ودلتا النيل البرية وخليج السويس.
وتعتبر مشروعات توصيل الغاز والبنية التحتية من ضمن قائمة أولويات القطاع للعام الجديد حيث إنه من المستهدف الانتهاء من توصيل الغاز لنحو 850 ألف وحدة سكنية موزعة على جميع أنحاء الجمهورية بنهاية يونيو 2015، وتطوير شبكة نقل المنتجات البترولية للصعيد والمحافظات باستثمارات تتجاوز 500 مليون جنيه.
ويعد تأهب الموانئ المصرية لاستقبال الغاز المستورد أبرز أحداث العام الجديد، فمن المرتقب تسلم أولى شحنات الغاز الجزائرى نهاية الربع الأول من العام الحالى عقب توقيع «البترول» عقد تسلم 6 شحنات من الغاز الطبيعى المسال من الجزائر بكمية 750 ألف متر مكعب اعتبارًا من شهر أبريل حتى سبتمبر 2015 .
1.5 مليار قدم مكعب غاز طبيعى مستهدفة
أوضح تقرير حديث صادر عن وزارة البترول حصلت «المال» على نسخة منه قائمة المشروعات المرتقب دخولها على خريطة الإنتاج والتى تستهدف إنتاج نحو 1.5 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز الطبيعى، بعضها سيضاف إلى إجمالى المعروض الحالى من الغاز البالغ نحو 4.7 مليار قدم مكعب، والجزء الآخر سيتم استغلاله لتعويض التناقص الطبيعى فى إنتاجية حقول الغاز. وتتضمن قائمة المشروعات المرتقب الانتهاء منها وبدء إنتاجها خلال 2015 مشروع حقول رأس البر (المرحلة الثالثة) بالبحر المتوسط التابع للشركة الفرعونية وشركة «بى بى» لإنتاج 180 مليون قدم مكعب يوميا و400 برميل يوميا من المتكثفات باستثمارات تبلغ نحو 265 مليون دولار، ومشروع تنمية حقل غاز القصر التابع لشركة أباتشى الامريكية باستثمارات 311 مليون دولار بهدف تعويض التناقص الطبيعى للحفاظ على معدلات الانتاج فى حدود 450 مليون قدم مكعب يوميا. ويعد مشروع تنمية حقل هيدرا (المرحلة الثانية) التابع لشركة اباتشى من ابرز المشروعات الجديدة باستثمارات تقدر بحوالى 50 مليون دولار للمرحلتين، بهدف زيادة معدلات الانتاج من الابار لتصل إلى 160 مليون قدم مكعب يوميا و7 آلاف برميل متكثفات. ومن جانب آخر تعتزم شركة «إينى» الإيطالية ربط مشروع حقول دينيس وكراون التابعة لها فى البحر المتوسط والبالغة استثماراتها 556 مليون دولار على الانتاج بطاقته الكاملة التى تصل إلى 265 مليون قدم مكعب غاز يوميا، ومشروع تنمية الغاز التابع لشركة «بى جى» لانتاج نحو 450 مليون قدم مكعب.
«
بى جى» تنهى تنفيذ المرحلة التاسعة «أ» بامتياز الدلتا قريبًا
قال المهندس محمد المصرى رئيس مجلس إدارة شركة رشيد للبترول إنه من المستهدف الانتهاء من تنفيذ مشروع المرحلة التاسعة «أ» لإنتاج الغاز من امتياز الشركة فى غرب الدلتا خلال الربع الأول من العام الحالى باستثمارات حوالى 1.6 مليار دولار وبطاقة 450 مليون قدم مكعب غاز و250 برميل متكثفات يوميًا.
وذكر المصرى أن المرحلة تضمنت نحو 9 آبار جديدة، موضحًا أن الشركة انتهت من إعداد كامل الدراسات الخاصة بتنفيذ المرحلة التاسعة «ب» باستثمارات تقدر بحوالى 1.7 مليار دولار لانتاج 400 مليون قدم مكعب غاز يوميا. وتمثل شركة رشيد الكيان المشترك والقائم بالعمليات بين شركة بى جى البريطانية وقطاع البترول المصرى.
بدء مشروع «بى بى» لإنتاج غاز شمال الإسكندرية
ويشهد عام 2015 البدء فى تنفيذ أكبر مشروع من نوعه لتنمية وانتاج الغاز الطبيعى من المياه العميقة بالبحر المتوسط فى حقل شمال الإسكندرية باستثمارات تقدر بنحو 9 مليارات دولار لانتاج نحو 1.2 مليار قدم مكعب يوميا من الغاز،والتابع لشركة «بى بى» البريطانية.
واتفقت شركة «بى بى» البريطانية مع نظيرتها «بى جى» للاستعانة بتسهيلات الاخيرة الانتاجية لبدء إنتاج مشروعها من منطقة شمال الاسكندرية.
توقيع 8 اتفاقيات جديدة باستثمارات 9.4 مليار دولار
ويستعد قطاع البترول حاليا لاستكمال إجراءات توقيع 8 اتفاقيات جديدة للبحث والتنقيب عن الخام والغاز الطبيعى باستثمارات 9.3 مليار دولار، حيث وقع القطاع 50 اتفاقية بترولية للبحث والتنقيب منذ نوفمبر 2013 وحتى الآن باستثمارات تصل إلى حوالى 2.8 مليار دولار.
وبدوره طالب المهندس يسرى حسان المدير الاقليمى لشركة «ايوس بترو» الأمريكية، خبير البترول الدولى، الحكومة ووزارة البترول بإعادة النظر فى التشريعات والاتفاقيات الحاكمة للاستثمار البترولى فى البحث والتنقيب يهدف إلغاء مبدأ اقتسام الانتاج والبدء فى تجربة عقود الخدمات فى الاستكشاف للمستقبل بما سيزيد من معدلات الاستثمار ويجذب شركات جديدة للقطاع.
وشدد على ضرورة الانطلاق والتنقيب خارج حدود البلاد بهدف التخلى عن مبدأ الاحتياج إلى وزارة المالية لتوفير سيولة تمكن القطاع من أداء عمله، موضحا أن إنشاء كيان للتنقيب بالخارج سيزيد من حصة مصر البترولية وسيخلق للبترول عائدًا جديدًا يعيده إلى مكانته كقطاع يدر عوائد للدولة.
وقال إن الشركات الأجنبية ستلتزم بتنفيذ الاتفاقيات الجديدة للبحث والتنقيب دون تراجع أو تأخر، موضحًا أن تراجع أسعار الخام العالمية سيخفض من الميزانية الاستثمارية المرتقبة لتنفيذ التوسعات والمشروعات التنموية، متوقعا وصول إجمالى قيمة الاستثمارات الخاصة بالبحث والتنقيب والتنمية بنهاية العام المالى الجارى إلى نحو 7 مليارات دولار مقارنة بنحو 8 مليارات معلنة من قبل.
580 مليون جنيه استثمارات تطوير شبكة نقل الخام والمنتجات
ويتطلع قطاع البترول لتنفيذ خطة تطوير وتوسعة للبنية التحتية لنقل المنتجات البترولية فى محافظات الصعيد من خلال البدء فى تنفيذ مشروع ازدواج ورفع كفاءة خط انابيب بنى سويف – المنيا لنقل المنتجات البترولية باستثمارات 400 مليون جنيه وبطول 140 كم وقطر 16 بوصة بهدف زيادة الكميات المدفعة إلى شمال الصعيد لتأمين الاحتياجات المتزايدة، فضلا عن تنفيذ مشروعات أخرى لزيادة أطوال الشبكة باستثمارات تبلغ 180 مليون جنيه.
وصول أولى شحنات الغاز المستورد أبريل المقبل
وأكد الدكتور محمد رضا مرحم أستاذ اقتصاديات البترول والطاقة أن أبرز إجراء سيتم اتخاذه خلال العام الجديد ويعد الأمل فى تخليص مصر من عجزها الخاصة فى معروض الغاز وانقطاع التيار الكهربائى هو بدء استيراد الغاز الطبيعى المسال لأول مرة خلال شهر مارس المقبل.
وكان قطاع البترول قد وقع عقد توريد 6 شحنات من الغاز الطبيعى المسال من الجزائر لمصر بكمية 750 ألف متر مكعب اعتباراً من شهر أبريل حتى سبتمبر 2015 بعد توقيعه العقد النهائى لأول سفينة عائمة لاستقبال شحنات الغاز المسال وإعادته إلى الحالة الغازية وتدفيعه فى الشبكة القومية بميناء العين السخنة والتى ستصل فى مارس 2015.
واتفق القطاع على توريد عدد من شحنات الغاز المسال من شركتى «سوناطراك» الجزائرية و«جازبروم» الروسية، كما سيتم خلال عام 2015 اعلان نتيجة المناقصة التى طرحتها شركة «ايجاس» لاستيراد 48 شحنة سنوياً من الغاز الطبيعى المسال لسد الفجوة من الغاز الطبيعى لتوفير احتياجات السوق المحلية.
الأمل فى الحلول غير التقليدية
وتوقع الدكتور تامر أبو بكر رئيس لجنة الطاقة باتحاد الصناعات، تحقيق طفرة فى قطاع البترول على مستوى جميع المجالات خلال العام الجديد، موضحا أن القيادات والمسئولين الحاليين يسعون لمواجهة المشكلات والتحديات التى تراكمت على مدار سنوات عديدة.
وقال أبو بكر إن مواجهة المشكلات تتطلب تطبيق حلول غير تقليدية بهدف جذب شركات عالمية جادة للاستثمار البترولى وتنويع مصادر الطاقة وزيادة المعروض والقضاء على الأزمات الخاصة بالطاقة والتى تواجهها البلاد بشكل دورى.