■ بهدف تنشيط الاستهلاك المحلي وتهدئة التوترات التجارية
■ مجموعة يوراسيا: نمو العملاق الأسيوى يضع أمام فريق المفاوضات الأمريكى أجندة غير متوقعة
تعتزم اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح – NDRC، التابعة للحكومة الصينية، تطبيق حزمة تحفيزات لتشجيع المستهلكين على شراء سيارات جديدة، هواتف ذكية، وأجهزة إلكترونية ومنزلية، وذلك بعد ارتفاع مبيعات التجزئة بأكثر من %8.7 خلال مارس الماضى، متفوقة على توقعات المحللين.
وذكرت وكالة بلومبرج أن التحفيزات المرتقبة توضح اتجاه حكومة بكين لبذل المزيد من الجهود لتشجيع الاستهلاك، وتخفيف التهديدات الناجمة عن التوترات التجارية مع إدارة الرئيس دونالد ترامب، وكانت مبيعات التجزئة قد ارتفعت فى مارس الماضى، الذى شهد صعود النمو الاقتصادى خلال الربع الأول من العام الجارى إلى %6.4، متجاوزاً توقعات خبراء الاقتصاد التى توقفت عند %6.2.
وتشمل خطة لجنة NDRC التحفيزية منح دعم للمواطنين الذين يريدون تغيير سياراتهم التى مر عليها عشر سنوات، وشراء أخرى جديدة تعمل بالطاقة الكهربائية، أو الهيدروجينية، أو الهجين، مع خصم ثمنها من ضريبة دخل الفرد، وإعفاء استبدال السيارات المستعملة من ضريبة القيمة المضافة.
وقررت اللجنة أيضا تشجيع البنوك على زيادة القروض الممنوحة لشراء السيارات فى المدن الصغيرة والقرى، وتقديم دعم بحوالى %13 بحد أقصى 800 يوان «120 دولاراً» لمشتريات الأجهزة المنزلية والإلكترونية، خاصة الموبايلات الذكية، وأجهزة الكمبيوتر المتقدمة.
ويأتى ارتفاع النمو الاقتصادى فى الصين خلال الربع الماضى عكس المؤشرات التى اعتمد عليها المحللون فى يناير، عندما توقعوا استمرار هبوط الناتج المحلى الإجمالى خلال العام الجارى، مع استمرار التوترات التجارية مع الحكومة الأمريكية، وتراجع مبيعات السيارات بنسب تراوحت بين 4 إلى %19 منذ يونيو 2018 وحتى مارس الماضى.
كان الرئيس دونالد ترامب، وبقية المسئولين الأمريكيين يراهنون طوال العام الماضى على أن تباطؤ اقتصاد الصين سيجعل حكومة بكين يائسة، ما يدفعها للموافقة على جميع شروطهم، كما سترضى بتوقيع أى اتفاقية مع البيت الأبيض، وأكد مايكل هيرسون، رئيس منطقة الصين وشمال شرق آسيا بمجموعة يوراسيا البحثية، والمسئول السابق بوزارة الخزانة الأمريكية، أن فريق المفاوضات الأمريكى سيواجه أجندة صينية جديدة، ولن يتمكن من فرض شروطه السابقة.
وأدى إعلان لجنة NDRC عن حزمة التحفيزات الحكومية إلى رفع أسعار أسهم شركات السيارات المحلية فى الصين، ومنها BYD، والشركات الأوروبية مثل فولكس فاجن، ومرسيدس، وفوريشيا لقطع الغيار، وإلكترولوكس للأجهزة المنزلية، بأكثر من %1.8 لكل منها.
ويتوقع المحللون استمرار استقرار اقتصاد الصين خلال الربع الجارى على الأقل، مع تطبيق تلك التحفيزات الحكومية، وكذلك مع بدء حكومة بكين زيادة الإنفاق على مشروعات البنية التحتية، ولكن شددوا على أهمية قيام الحكومة بمساندة القطاع الخاص لقيادة النمو المستدام، خاصة أن البطالة زادت على %5 خلال الشهور الثلاثة الأولى من العام الجارى.
ومن المتوقع أن تساعد التحفيزات أيضاً مبيعات الهواتف الذكية التى تنتجها شركات مشهورة، منها هواوى، وأوبو، وفيفو، وتشاومى الصينية، وأبل الأمريكية، والأخيرة هى الشركة الأجنبية الوحيدة التى تدخل ضمن الخمسة الكبار فى سوق الموبايلات الصينية، التى هبطت بحوالى %9.7 خلال الربع الأخير من العام الماضى، لتنزل مبيعاتها الإجمالية إلى حوالى 103 مليون وحدة، بالمقارنة بنفس الربع من عام 2017.