حرق الكساسبة يفتح الباب أمام مشاركة عربية أوسع ضد داعش

أيمن عزام
 
عاد الحديث بقوة عن ضرورة التدخل العربي ضد داعش، بعد واقعة احراق الطيار الأردني وتصعيد الأردن هجماتها على مقار التنظيم، لتعلن المملكة الهاشمية مؤخرا تنفيذ 56 غارة جوية على التنظيم خلال 3 أيام فقط.  

حرق الكساسبة يفتح الباب أمام مشاركة عربية أوسع ضد داعش
جريدة المال

المال - خاص

8:23 م, الأحد, 8 فبراير 15

أيمن عزام
 
عاد الحديث بقوة عن ضرورة التدخل العربي ضد داعش، بعد واقعة احراق الطيار الأردني وتصعيد الأردن هجماتها على مقار التنظيم، لتعلن المملكة الهاشمية مؤخرا تنفيذ 56 غارة جوية على التنظيم خلال 3 أيام فقط.  

حادث إحراق الطيار الأردني سيكون له دور حاسم  في تغيير وجهة نظر الدول العربية بشأن التدخل في الصراع، وهو ما ظهر واضحا في المؤتمر الأمني الذي حضره خبراء غربيون اليوم الأحد، فقد تركزت مطالبات الدول العربية على نقص التسليح الكافي لديها كمبرر لعدم التدخل.
 
وتجسد هذه التحول في الموقف العربي من التدخل فيما روته الجارديان عن وجهة نظر والد الطيار الإردني قبل وبعد حادثة إحراقه على يد تنظيم داعش، وكان والده يعتقد أن تدخل الأردن في الصراع لن يكون أمرا جيدا لأنه لا يصح الدخول في قتال مع مسلمين آخرين، لكنه أصبح متيقنا أن التدخل حتميا ومطلوبا بعد حادثة إحراق ابنه، ولكن بدافع الانتقام هذه المرة.
 
وتستطيع الغارات الجوية الأمريكية تقليص قدرات التنظيم، لكنها لن تستطيع التخلص منه، إلا بقوات برية تهاجم التنظيم في المناطق الواقعة تحت سيطرته.
 
وهناك العديد من الفوائد التي ستنجم عن مشاركة قوات عربية في مواجهة داعش، افضلها على الإطلاق حسب مقال نشرته صحيفة الجاردين هو القيمة الرمزية لهذه المشاركة لأنه تدحض إدعاءات التنظيم بأنه يدافع عن العالم الاسلامي ضد العدوان الغربي، كما أن هذه المشاركة الفعالة ستحث المزيد من العراقيين على المشاركة في الجهود الحالية التي تبذلها الحكومة العراقية لمواجهة تنظيم داعش، بل أنها ستهيئ الأجواء لعودة ” الصحوات السنية” التي لعبت دور جوهري في طرد تنظيم القاعدة من العراق في عام 2006.

وعلى الرغم من إعلان الامارات تعليق مشاركتها في ضربات التحالف الدولي ضد داعش بدعوى عدم جدية عمليات البحث التي نفذتها القوات الأمريكية -البريطانية عن الطيار،  فقد نجحت الأردن في تعويض الانسحاب الاماراتي خصوصا أنها تحتفظ بحدود مشتركة مع كلا من سوريا والعراق.

وطريقة الغرب المثلي، حسب صحيفة الجاردين، في اجتذاب الدول العربية للمشاركة بفاعلية أكبر في قتال داعش هو إبعاد نفسه عن شبهة التعاون مع الرئيس السوري بشار الأسد، خصوصا بعد انتهاج أوباما سياسة التركيز أولا على قتال داعش، ويتعين على الغرب كذلك إقناع القادة السنة بأن مشاركتهم في  قتال داعش لن تصب لصالح إيران.
 
وشارك في المؤتمر مسئولون عرب أكدوا عدم توفر إستراتيجية واضحة في التعامل مع تنظيم داعش، وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري لرويترز على هامش المؤتمر إن مصر تحتاج إلى مزيد من الأسلحة المتطورة والتكنولوجيا حتى تتمكن من تتبع تلك المنظمات واختراقها.

 وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في المؤتمر إنه لا يرى أن هناك استراتيجية واضحة للتعامل مع تنظيم الدولة الإسلامية ومواجهته وكيفية احتوائه والسيطرة عليه وهزيمته والتخلص منه، وأضاف أنه لا ينظر إلى الضربات الجوية على أنها تمثل استراتيجية.

وانتقدت قطر أيضا الجهود الحالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية خاصة في العراق حيث يشعر الكثير من السنة بأن القيادة التي يهيمن عليها الشيعة في بغداد تحرمهم من حقوقهم.

وقال وزير الخارجية القطري خالد العطية في ميونيخ إنه اذا كانت هناك رغبة في أن يقاتل السنة دفاعا عن أنفسهم، لتطهير العراق من الإرهابيين، فلا يتعين فحسب اصدار برنامج بل تنفيذه على نحو ملموس.

وأضاف أن الأمر ما زال يتطلب وضع استراتيجية في العراق من الحلفاء. وقال إنه لا توجد حاليا أي استراتيجية.

وتشارك السعودية والأردن في تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية، وتقول دول اخرى مثل مصر إن المجتمع الدولي لا يساعد على نحو كاف في قتالها ضد جماعات جهادية أخرى مثل أنصار بيت المقدس في شبه جزيرة سيناء.

جريدة المال

المال - خاص

8:23 م, الأحد, 8 فبراير 15