وتأسياً بعبقرية الرئيس الأمريكى المجنون بوش الذى كان يتلقى – كيهودى مسيحى – رسائل سماوية بما ينبغى عليه فعله وأولاها غزو العراق وتدميره بمقدمة لأحداث هدم البرجين الأمريكيين الشهيرين مع اتهام عربى بشأن قيادة الطائرات التى دخلت فى البرجين تمهيداً لإحداث الغزو والتدمير لدولة عربية كبيرة مثل العراق، مع أن بوش الذى تصادف أن يكون فى زيارة لمدرسة أطفال لم يختلج له جفن عندما أبلغوه بما جري، وهو ما يؤكد أنه كان يعلم بذلك الذى جري، قبل أن يجري، ومن مزايا الرؤساء الأمريكيين أن ما يدفعه الشعب الأمريكى ثمناً لمغامرة عسكرية قادمة لا يهم أحداً بمن فيهم الرئيس المسئول عن حياة كل الأمريكيين، ولكن لأن القادم مهول فلابد أن يكون الدافع للانتقام مهولاً هو الآخر .
ولأننا فى زمن يستحيل فيه بقاء الأسرار – حتى الأسرار المخابراتية – فى مكامنها، فإن ما يتسرب هذه الأيام من معلومات عن المؤامرة الجارى حبكها الآن «لتدمير إيران » يؤكد قرب التنفيذى باخترع «المسببات المصنوعة » التى تجعل الشعب الأمريكى كله يجأر «بالانتقام » لكرامة أمريكا التى غرقت فى الخليج – أو التى يستعدون لإغراقها فى بحيرة الخليج الواسعة التى يخنقها «باب المندب » ، وهى حاملة الطائرات العجوز الشهيرة «انتربرايز » بعد أن انتهت حسابات الجيش الأمريكى والمخابرات الأمريكية من أن إغراق حاملة الطائرات تلك – تخلصاً من عبء تشغيلها بعد أن تخطت عمرها الافتراضى حيث بدأت خدمتها عام 1960 ، وحتى لا يروح الإغراق المقصود «فطيس » فإن السيناريوهات القادمة تتضمن وقوع إغراق مقصود للحاملة الشهيرة بمجموعة من المتفجرات تخدمها صواريخ قادمة من مواقع مجهولة – قد تكون هليكوبترات قتالية بغير علامات، بما يضمن «الإغراق الكامل » فى موقع محدد مسبقاً تسبقه – خلال عملية الإغراق – صيحات عسكرية أمريكية تلصق «التهمة المجهزة مسبقاً » بالجيش الإيرانى الذى سوف يفاجأ بكل نوعيات أحدث الصواريخ – بعضها من الأسطول الخامس، وبعضها قادم من أرض إسرائيل، صاحبة الفكرة العبقرية بلصق التهمة بالإيرانيين ضمن ما يتصورون أنه سوف يمثل مفاجأة عسكرية كاملة للطرف الإيرانى المتوقع لكل الشرور القادمة من الطرفين، والواقف على «أظافره » ليل نهار توقعاً لما يتصورن أن الإيرانيين لا يتوقعونه .
صحيح أن القوة «الأمريكية الإسرائيلية » المشاركة فى العدوان هى قوة قاهرة، إلا أن المجهول الإيرانى الذى فشلت مخابرات البلدين فى معرفة أسراره، سوف يظل – إلى أن يبدأ القتال – مجهولاً يسفر – لخطتها – عن حقيقة ذلك المجهول الذى قد تدفع ثمنه كاملاً إسرائيل المحرضة، كما قد تشارك فى دفع الثمن وحدات قتالية كثيرة من أسطول أمريكا الخامس فى حريق لا يضمن أحد نتائج اشتعاله، وإن كان الشيء المؤكد لتلك الحرب المجنونة والهزلية هو أن الكثيرين – فى مياه الخليج – «سوف يغرقون » مع اشتعال كل آبار البترول بالمنطقة الموعودة التى سوف يساهم تدميرها فى الحريق المشتعل، ليزداد اشتعالاً .. وربك يستر .