قال حازم شريف، رئيس تحرير جريدة المال، إن جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19» أثرت بشكل كبير على نموذج أعمال الصحف الاقتصادية، وأدت إلى تراجع إيرادات الإعلانات والتوزيع كما تآثرت نسب التحصيل، مؤكدًا أن الاستثمار في إنتاج محتوى رقمي قابل للبيع والتسويق هو الحل الأمثل لإدارة المؤسسات الصحفية الاقتصادية ما بعد أزمة «كورونا».
جاء ذلك خلال «ويبينار» نظمته شبكة الصحفيين الدوليين عن إدارة المؤسسات الصحفية في ظل جائحة فيروس كورونا «كوفيد-19»، اليوم الخميس، وذلك ضمن البرنامج التدريبي للصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة.
وأكد «شريف» أن نموذج الأعمال للصحف الاقتصادية «Business Model» يعتمد بالأساس على تحديد الإيرادات الخاصة بالمشروع، و تكلفة المنتج الذي ستقوم باصداره سواء كان مطبوعة ورقية أو محتوى رقمي، وكيف ومتى ستغطي هذه التكلفة؟ والعائد الربحي الذي سيعود على المساهمين نتيجة لذلك.
نشأة الصحف الاقتصادية في مصر
واستعرض «شريف» نشأة الصحافة الاقتصادية المعاصرة في مصر مع مطلع ثمانينيات القرن الماضي، من خلال مجلة الأهرام الاقتصادي، والتي تميزت بالطابع الرصين المعتمد على الدراسات والأبحاث بالأساس، حيث بدأت في ظل افتقار السوق للمستثمرين وأصحاب الأعمال المهتمين بهذا النوع من الصحافة مع بدايات عصر الانفتاح الاقتصادي في مصر، قبل انطلاق صحيفة العالم اليوم.
وتابع «شريف» أن الصحافة الاقتصادية أتخذت أشكال أخرى فيما بعد من خلال الصفحات والملاحق المتخصصة بالصحف القومية، ثم جريدة العالم اليوم التي مثلت شراكة مصرية سعودية تستهدف مصر والأسواق الخليجية، إلى أن وصلنا لجريدة المال والجيل الجديد من الصحف الاقتصادية في مصر خلال الألفية الثالثة.
تحديات الصحافة الاقتصادية قبل وبعد أزمة «كورونا»
وقال حازم شريف، إن ارتفاع إجمالي تكلفة عناصر صناعة الصحافة، كان من أبرز التحديات التي واجهت الصحافة الاقتصادية في مصر، والتي بلغت في متوسطها 30% عقب تحرير سعر صرف الدولار أمام الجنيه، في ظل عدم استيعاب السوق لزيادات مماثلة في اسعار الاعلانات الورقية وغيرها.
وأضاف رئيس تحرير «المال»، أن ضعف البينة الأساسية التكنولوجية والكوادر المؤهلة والمدربة كان من بين أبرز التحديات على التحول من المحتوى الورقي إلى الرقمي.
وعن حصة المؤسسات الصحفية من سوق الإعلانات في مصر، أوضح «شريف» أن الصحف المصرية تعاني من قلة هذه الحصة، والأسوأ افتقار السوق المصرية لمعايير قياس انتشار الوسيلة الإعلامية بشكل واضح.
وبدأت أزمة «كورونا» تلقي بظلالها على المؤسسات الصحيفة، لتضيف إلى التحديات السابقة تراجع الإيرادات الإعلانية بمتوسط 25%، بالإضافة إلى تراجع نسب التحصيل مع سعي المؤسسات المعلنة إلى الاحتفاظ بالسيولة لديها.
ولكن في المقابل، بدأ جانب كبير من قراء الصحيفة الورقية في التحول والتعود على متابعة المحتوى على المنصات الرقمية، مما ساهم في زيادة هذا الجانب من السوق بشكل كبير، عقب بدء جائحة كوفيد-19.
وأكد حازم شريف أن الجمهور المستهدف للصحافة الاقتصادية قبل أزمة «كورونا» تمثل بصفة عامة في مجتمع الأعمال بقطاعاته المختلفة، ودوائر صنع القرار، والباحثين المتخصصين في مجالات الاقتصاد والمحاسبة والتجارة، بالإضافة للشريحة العليا من الطبقة الوسطى، مثل أصحاب الودائع والمستثمرين في البورصة.
نموذج أعمال الصحف الاقتصادية بعد «كورونا»
وقال «شريف» إن الإعلانات المطبوعة استحوذت على أكثر من ثلثي الإيرادات وفقًا لنموذج أعمال صحيفة اقتصادية قبل أزمة «كورونا»، فيما مثلت الاشتراكات المدفوعة والتوزيع 15%، و20% للمؤتمرات الاقتصادية التي تنظمها الجريدة، ونحو 3% فقط للإعلانات على الموقع الإلكتروني.
ولكن بعد أزمة «كورونا»، بدأت الجريدة في التركيز على شرائح جديدة من الجمهور، تمثلت في جمهور الطبقة الوسطى المهتمة بالادخار والاستثمار، والمهتمين بأسعار الذهب والعقارات والسلع وحركة الأسواق بشكل عام.
وأضاف أن الجريدة بدأت في استهداف جمهور المحافظات المصرية وكذلك الدول العربية من المهتمين بقطاع الأعمال والاستثمار، والذي كان من الصعب أن تصل إليه النسخ الورقية، ولكن الأمر أصبح أكثر سهولة مع تسويق النسخة الرقمية منها PDF، مع تسهيل طرق الدفع الإلكترونية.
ونتيجة لهذه العوامل، سيتجه نموذج الأعمال الخاص بالصحيفة الاقتصادية العام القادم، لتستحوذ إيرادات المحتوى الإلكتروني على 40%، والتي لا تقتصر فقط على اعلانات الموقع الإلكتروني، ولكن تضم إيرادات نسخة الـ PDF من الصحيفة، والإيرادات القادمة من المنصات المختلفة مثل يوتيوب وفيسبوك.
ويرى «شريف» أن تطبيق نموذج الأعمال السابق على الصحف العامة والمتنوعة يتوقف على إمكانية إنتاج المؤسسة الصحفي للمحتوى القابل للبيع، وهو الأمر الذي يميز الصحف الاقتصادية، والتي يلجأ إليها الجمهور لكونها جزءًا من طبيعة عمله.
برنامج حلول مواقع التواصل الاجتماعي بالتعاون مع فيسبوك
وجاءت هذه الجلسة ضمن برنامج حلول مواقع التواصل الاجتماعي، الذي ينظمه المركز الدولي للصحفيين بالتعاون مع مشروع فيسبوك للصحافة، من خلال مجموعة من الجلسات النقاشية التي تبث باللغة العربية عبر تطبيق زووم، بهدف تعزيز المهارات الرقمية للصحفيين في شمال أفريقيا والشرق الأوسط.
كما يتم عرض هذه الجلسات أيضًا من خلال تقنية البث المباشر عبر فيسبوك، من خلال الصفحة الرسمية لشبكة الصحفيين الدوليين، وكذلك عبر ملتقى الصحفيين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
Posted by (IJNet) شبكة الصحفيين الدوليين on Thursday, June 18, 2020