رأى جون سعد المحاسب القانونى والخبير فى المجال الضريبى، أن بات فى صدارة القطاعات الواعدة فى السوق المحلية، وهو ما يظهر فى ارتفاع حجم الاستثمارات التى يتم ضخها سنوياً، بجانب إطلاق مشروعات كبرى، تزامناً مع رغبة العديد من المستثمرين فى اختراق القطاع سواء بالتطوير العقارى أو المقاولات.
وقال سعد إن القطاع العقارى يشهد اهتماماً متزيدا من جانب المستثمرين لإنشاء شركات جديدة لخدمة القطاع سواء بنشاط التطوير العقارى أو المقاولات، وهو ما يتزامن مع الطفرة العمرانية التى تتبناها الدولة منذ عدة سنوات بإطلاق مدن عمرانية جديدة فى الوجهين البحرى والقبلى بخلاف الأماكن الشاطئية.
وأوضح فى تصريحات لـ «المال» أنه تلقى فى الفترة الأخيرة عدة طلبات من شركات صغيرة الحجم تعمل فى القطاع العقارى ترغب فى إجراء هيكلة مالية وإدارية لدراسة التوسع فى النشاط والحصول على مشروعات جديدة وزيادة محفظة الاراضى، لإطلاق مشروعات تتناسب مع القوى الشرائية للمواطنين.
كورونا غيرت المفهوم ودفعت المطورين لطروحات الوحدات المتوسطة
ورأى أن تبعات أزمة تفشى فيروس كورونا ألقت بظلالها على القطاع العقارى ودفعت المطورين لطرح وحدات سكنية تتناسب مع دخول المواطنين، بجانب التركيز على الطبقة المتوسطة، تزامناً مع إطلاق نظم طويلة الآجال لسداد أقساط المبيعات.
وأكد أن الدولة المصرية تقوم بمجهودات جبارة فى سبيل الوصول إلى مستوى الدولة المتقدمة، وهو ما يبدو واضحا من خلال المشروعات العملاقة التى تتم على الأرض، ويأتى على رأسها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والعلميين الجديدة، وباقى المشروعات التى تشهدها المدن الجديدة على مستوى الجمهورية.
وأضاف أن الدولة لم تدخر جهدًا وبالتزامن مع هذه المشروعات العملاقة، تقوم فى الوقت ذاته بثورة على العشوائيات التى انتشرت فى مصر خلال السنوات الأخيرة، وتقدم وحدات سكنية آدمية لغير القادرين، وهو ما ساهم فى تنشيط عمل شركات المقاولات وطرح مزيد من الاعمال المتنوعة للتشييد.
البنوك تقدم دعما لافتاً للقطاع سواء لمساندة الشركات أو العملاء
وأشار الى أن القطاع المصرفى يقوم بدور لافت فى دعم القطاع العقارى سواء فى تقديم قروض لدعم شركات التطوير او طرح أنظمة متنوعة للتمويل العقارى لتخفيف التبعات السلبية لأزمة كورونا على القطاع.
وتوقع ظهور مزيد من شركات التطوير العقارى لتنضم لقائمة المتنافسين فى السوق المحلية لرغبة ملاكها فى استغلال السيولة المتاحة بجانب اقتناص الفرص الاستثمارية اللافتة فى ظل معدلات العائد على الاستثمار العقارى التى تقدر بنحو%17.
ولفت إلى أن ملف تصدير العقارات يحتل مكانة متقدمة فى تطوير القطاع العقارى فى ظل توافر اهتمام مؤكد من العملاء الخارجين بشراء وحدات فى مشروعات بداخل مصر، وهو ما يظهر فى دخول شركات استشارات هندسية ومطورين للسوق وإطلاق مشروعات جديدة.
واعتبر أن شريحة كبيرة من شركات التطوير العقارى والمقاولات صغيرة الحجم بامكانها التحول لشركات متوسطة واقتناص مزيد من الأعمال شريطة تطبيق برامج الحوكمة وتدريب العمالة، بجانب التوافق مع المعايير الضريبية.
وتزامناً مع هذا فإن توجه وزارة المالية الحالى هنا هو ضغط الجدول الزمنى المقرر للانتهاء من المشروع القومى لتحديث وميكنة منظومة إدارة الضرائب العقارية، الذى يرتكز على تبسيط ودمج ورقمنة الإجراءات لتعزيز الحوكمة، والتيسير على المواطنين بالتوسع فى الخدمات الإلكترونية من خلال منصة «مصر الرقمية»، بمراعاة تعزيز التعاون مع شركة «إى.تاكس» في إنتاج وتشغيل التطبيقات التكنولوجية للضرائب العقارية.
وايضا دراسة السماح بالتقديم الإلكترونى عبر منصة «مصر الرقمية» لطلبات الطعن على قيمة «الضريبة» المترتبة على القيمة الإيجارية «وعاء الضريبة» التي قدرتها لجان الحصر والتقدير وإعطاء أولوية لسرعة إنجاز هذه الطعون في المرحلة الإدارية حتى لا يكون المُكلفون بأداء الضريبة العقارية في حاجة للجوء للمحاكم
حيث أن نجاح تجربة تلقى إقرارات الضريبة العقارية إلكترونياً يدفعهم إلى استكمال مسيرة التحول الرقمى بمصلحة الضرائب العقارية، حيث قدم ٨٤ ألف مواطن إقرارات وحداتهم السكنية عبر منصة «مصر الرقمية» خلال ثلاثة أسابيع فقط هي مدة إتاحة هذه الخدمة حتى نهاية المهلة المحددة لتقديم الإقرارات الضريبية،
يجرى العمل على تشكيل لجان مشتركة بين مناطق الضرائب العقارية وجمعيات المستثمرين بالمحافظات لتذليل أى عقبات قد تواجه المستثمرين فى مجال الضرائب العقارية؛ بما يسهم فى تحفيز الاستثمار، وأن هذا المشروع يتسق مع جهود الدولة نحو التحول إلى الأنظمة الرقمية وتحقيق التكامل بين قواعد البيانات فى منظومة موحدة لتقديم الخدمات المميكنة؛ ويسهم فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية «مصر ٢٠٣٠»، وإرساء دعائم الشفافية، وتعزيز تكافؤ الفرص، وحوكمة الأداء بأعلى درجات الدقة؛ وفقًا لأحدث المعايير والخبرات الدولية، على النحو الذى يُساعد فى توطين الصناعات الرقمية المتطورة عالمياً، ودعم الانتقال إلى الاقتصاد الرقمى.
ويؤدى إلى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين وتيسير الإجراءات، هذا وقد تم الانتهاء من رفع كفاءة 102 مقر للضرائب العقارية، ويجرى حالياً الانتهاء من تطوير 12 مقراً آخر، وقد تم افتتاح ٥ مقرات ضريبية مدمجة خلال العامين الماضيين، بخلاف عدد من المقرات المدمجة التى يتم إنشاؤها بمعرفة مصلحة الضرائب المصرية، ويجرى إنشاء 6 مقرات أخرى مدمجة؛ للتيسير على المواطنين.
وأن العمل بمشروع حصر الثروة العقارية في مصر يجرى على قدم وساق، من خلال إنشاء قاعدة بيانات إلكترونية بكل الوحدات العقارية على مستوى الجمهورية، وتصميم الكشوف الرسمية والإخطار المميكن، من أجل الانتهاء من تسجيل الوحدات العقارية إلكترونياً بالمناطق المختلفة؛ على النحو الذى يسهم فى تيسير الخدمات المقدمة للمواطنين وتعزيز الحوكمة، وأن مصلحة الضرائب العقارية بكل مناطقها تعمل على حصر الثروة العقارية، ومن المنتظر الانتهاء من أعمال الحصر العام من خلال لجان الحصر والتقدير فى ديسمبر المقبلواستعرض آخر تطورات وزارة المالية فى مشوار التحول الرقمى بما يمكن الدولة من دمج الاقتصاد غير الرسمى تحت المظلة الرسمية بشتى الطرق.
وأوضح سعد أن مجلس الوزراء وافق على التسجيل الإلزامى فى منظومة الفاتورة الإلكترونية بمصلحة الضرائب المصرية، على أن يكون فى موعد أقصاه أول أكتوبر المقبل، وأن يتم تطبيقه على وحدات الإدارة المحلية، والهيئات العامة الخدمية والاقتصادية، وغيرها من الأشخاص الاعتبارية العامة.
وأشار الى أن القانون سيمنع عدة جهات حكومية من التعاقد مع أى من الموردين أو المقاولين أو مقدمى الخدمات، من كل قطاعات الاقتصاد القومى، أياً كان نوعها، إلا إذا كان هذا المتعاقد مسجلاً فى منظومة الفاتورة الإلكترونية بمصلحة الضرائب المصرية، وذلك اعتباراً من أول شهر أكتوبر 2021.
وتتولى وزارة المالية تفعيل مجموعة من المنظومات الهامة التى تدخل ضمن خطط الدولة للرقمنة، ومن ضمن هذه الخطط تنفيذ مشروع منظومة الإيصال الإلكترونى المقرر والمنتظر تطبيقه.
وأكد سعد أنه استكمالاً لتلك الجهود أطلقت وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية حملة إعلانية للتوعية، حيث تعد منظومة الفاتورة الإليكترونية من أهم مشروعات التطوير والميكنة التى تشهدها مصلحة الضرائب المصرية حاليًا بما يسهم فى فى تحقيق رؤية مصر للتحول الرقمى فى 2030.
وبحسب سعد ستساعد أيضاً على رفع كفاءة المنظومة الضريبية، ومكافحة التهرب الضريبي، وتحصيل حق الدولة لمصلحة الاقتصاد القومي، وتعظيم الإيرادات العامة وسد عجز الموازنة وخفض حجم الدين، وزيادة أوجه الإنفاق على الصحة والتعليم والارتقاء بالخدمات المُقدمة للمواطنين وتحسين مستوى معيشتهم.
وراى أن توجه مصلحة الضرائب يشمل العديد من الرسائل، حيث سيتم توجيه رسائل لكل من الممولين والمواطنين عن فوائد تطبيق المنظومة، وأن إطلاق منظومة الفاتورة الإلكترونية يعد أحد المشروعات القومية للدولة.
وتابع أن الحملة الإعلانية تتضمن توجيه رسائل للشركات عن أهمية وفوائد انضمام الشركات لمنظومة الفاتورة الإلكترونية، مثل أن الفاتورة الإلكترونية ستسهل إجراءات خصم ضريبة القيمة المضافة وردها، وعدم وجود التقدير الجزافى للضريبة لأن كل الفواتير توجد منها نسخة لدى الشركة ولدى العميل ولدى مصلحة الضرائب، وأن منظومة الفاتورة الإلكترونية ستسهل اجراءات الفحص الدورى والذى سيتم مستقبلا عن بعد، بالإضافة إلى تخفيف أعباء الاحتفاظ بالفواتير الورقية وأرشفتها، وكذلك أن الفاتورة الإلكترونية تضمن أن الجميع سيدفع نصيبه العادل من الضرائب، وستساعد على القضاء على الشركات الوهمية، وأيضا ستساعد على ضم الاقتصاد غير الرسمى فى المنظومة الرسمية.
وتؤكد الرسائل الموجهة ضمن الحملة للشركات أن التكامل مع الفاتورة سينهى المشاكل والمنازعات بشأن التقديرات الجزافية، وبالتالى لن يكون هناك منازعات مع المصلحة، كما أن الشركات ستكون على نفس المستوى ونفس التنافسية فى الالتزام بدفع ضريبة القيمة المضافة.
وفيما يتعلق بالرسائل الموجهة للمواطنين أوضح أنها تتضمن رسائل عن أن منظومة الفاتورة الإلكترونية تعنى تكنولوجيا متقدمة والتى بدورها ستشجع على زيادة الاستثمارات الأجنبية فى مصر، مما يعنى عدم وجود بطالة وتوفير فرص عمل أكثر ورفع مستوى المعيشة.
وكذلك ستضم منظومة الفاتورة الإلكترونية الاقتصاد غير الرسمى للمنظومة الرسمية مما يؤدى إلى زيادة إيرادات الدولة التى يتم الانفاق منها على المستشفيات والمدارس والطرق والكبارى والبنية التحتية.
أما عن منظومة الإيصال الإلكتروني، فترتكز على إنشاء نظام مركزى إلكترونى، يُمكِّن مصلحة الضرائب من متابعة جميع التعاملات التجارية للسلع والخدمات بين الممولين، والمستهلكين «B2C» لحظيًا، والتحقق من صحتها.
ويمكن لمصلحة الضرائب تحقيق الهدف من منظومة الإيصال الإلكتروني، من خلال التكامل الإلكترونى مع أجهزة البيع لدى التجار ومقدمى الخدمات «POS»، عبر تركيب أجهزة مراقبة حركة المبيعات «SDC» بها.
وسوف يشمل إطلاق المرحلة الأولى التجريبية لهذه المنظومة 100 ممول خلال 6 أشهر، والهدف من تطبيق تلك المنظومة، الاسهام فى دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى، والحد من التهرب الضريبى، وإرساء دعائم العدالة الضريبية، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الممولين فى السوق المصرية، واستيفاء مستحقات الخزانة العامة للدولة.
وعدد سعد مزايا منظومة الإيصال الإلكتروني، والتى تحقق العديد من المزايا للممولين منها: تسهيل إجراءات الفحص الضريبى فى أقل زمن ممكن، وإنهاء زيارات الاستيفاء المتكررة، وفحص ملفات إيصالات البيع إلكترونياً، مع إمكانية الفحص عن بعد، وتسهيل عملية إعداد وتقديم الإقرارات الضريبية، ولن تكون هناك حاجة إلى تقديم بيانات إيصالات البيع فى ظل حفظها بقاعدة بيانات مركزية بمصلحة الضرائب، بما يمنحها الحجية القانونية، إضافة إلى حماية المستهلكين وضمان حقهم فى الحصول على خدمة أو سلعة جيدة، مع تسهيل رد البضاعة غير المطابقة للمواصفات.
وعن بدء تطبيق “الإيصال الإلكتروني”، فإن الحكومة المصرية تسير فى طريق التحول الرقمى بما يمكنها من دمج الاقتصاد غير الرسمى تحت المظلة الرسمية للدولة بشتى الطرق فى خطوات تدعم وتقدم مزايا غير مسبوقة سواء لأصحاب الأعمال فى الظل أو الاقتصاد غير الرسمى وفى المقابل إرساء دعائم العدالة الضريبية واستيفاء مستحقات الخزانة العامة للدولة.
التحول الرقمى يرفع الكفاءة ويكافح التهرب الضريبى
وتعتبر آخر خطوات وزارة المالية فى مشوار التحول الرقمى هى إطلاق منظومة الإيصال الإلكترونى كآلية ذكية لضمان وصول ما يدفعه المستهلك من ضرائب على السلع والخدمات إلى الخزانة العامة للدولة لحظياً لزيادة أوجه الإنفاق على تحسين المعيشة إذ تأتى منظومة “الإيصال الإلكتروني” استكمالاً لمنظومة الفاتورة الإلكترونية والتى سوف تتكامل معها فى إطار المشروع القومى لتحديث وميكنة “الضرائب”.
ووفقاً لبيانات وزارة المالية ستتوافق منظومة الإيصال الإلكترونى مع معظم نقاط البيع لدى تجار الجملة والتجزئة الذين يبيعون للمستهلك النهائى حيث أن نحو 1842 شركة انضمت بالفعل إلى منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى منتصف يوليو الماضى.
وذكر أن الوزارة بدأت بالفعل العمل على مشروع منظومة “الإيصال الإلكتروني”، وأن المرحلة الأولى من المشروع ستنطلق فى نهاية ديسمبر المقبل أو يناير 2022، وأن تلك المرحلة ستشهد انضمام نحو 100 ممول.
وحول مزايا مشروع الإيصال الإلكترونى بالنسبة للدولة فإنه يستهدف إنشاء نظام مركزى إلكترونى، يُمكِّن مصلحة الضرائب من متابعة جميع التعاملات التجارية للسلع والخدمات بين الممولين، والمستهلكين لحظياً، والتحقق من صحتها، من خلال التكامل الإلكترونى مع أجهزة البيع لدى التجار ومقدمى الخدمات، عبر تركيب أجهزة مراقبة حركة المبيعات بها، على النحو الذى يسهم فى دمج الاقتصاد غير الرسمى فى الاقتصاد الرسمى، والحد من التهرب الضريبى، وإرساء دعائم العدالة الضريبية، وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الممولين فى السوق المصرية، واستيفاء مستحقات الخزانة العامة للدولة.
لا مخاوف لأصحاب الاقتصاد الموازى من الانضمام للمنظومة
وحول مخاوف أصحاب مشروعات الاقتصاد الموازى من الإنضمام للمنظومة فقال إن هدف منظومة الإيصال الإلكترونى هو مراقبة الأعمال وحركة البيع لتنظيمها وتسهيل حركتها وتمكن أصحابها من الحصول على الدعم الفنى والمادى الكامل.
وأشار إلى أنها لا تمس خصوصية المواطن، ولا تستهدف معرفة مستوى استهلاكه، وأنها تُعد آلية ذكية لضمان وصول ما يدفعه المستهلك من ضرائب على السلع والخدمات إلى الخزانة العامة للدولة لحظيًا، وأن منظومة الإيصال الإلكترونى ستكون متوافقة مع معظم نقاط البيع لدى تجار الجملة والتجزئة الذين يبيعون للمستهلك النهائى، وأن عملية الانضمام للمنظومة ستكون بسيطة، وغير مكلفة.