« جونسون أند جونسون » تستدعى 33 ألف عبوة بودرة تلك ملوثة بالإسبيستوس

بعد اكتشاف وزارة الأغذية والأدوية FDA، بقايا كميات من مادة الإسبيستوس المسببة للسرطان

« جونسون أند جونسون » تستدعى 33 ألف عبوة بودرة تلك ملوثة بالإسبيستوس
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

8:28 م, السبت, 19 أكتوبر 19

أعلنت شركة جونسون أند جونسون الأمريكية لمنتجات رعاية وتجميل البشرة، أنها ستستدعى حوالى 33 ألف علبة بودرة تلك للأطفال من السوق بعد أن أكدت وزارة الأغذية والأدوية FDA،أنها اكتشفت بقايا كميات من مادة الإسبيستوس المسببة للسرطان فى تلك البودرة.

وذكرت وكالة رويترز، أن هذه هى المرة الأولى التى تستدعى فيها شركة جونسون أند جونسون علب بودرة يستخدمها الأطفال والنساء على السواء، وأول مرة أيضا تعلن فيها وزارة FDA أنها عثرت على آثار مادة الإسبيستوس فيها،وهو ما أدى لهبوط أسعار أسهم الشركة بأكثر من 6% فى ختام تعاملات نهاية الأسبوع الماضى، ونزل سعر السهم إلى 127.7 دولار، ولا منتجات بودرة التلك سوى بحوالى 1% فقط من إجمالى إيرادات الشركة التى من المتوقع أن تصل إلى 82 مليار دولار هذا العام.

ويعد هذا الاستدعاء الضخم لأحد منتجات جونسون أند جونسون ضربة قوية أخرى للشركة الأمريكية التى تعمل فى مجال الرعاية الصحية منذ أكثر من 130 سنة، لأنها تواجه آلاف الدعاوى القضائية التى تطالبها بتعويضات بمئات الملايين من الدولارات بسبب منتجاتها الضارة، ومنها بودرة تنعيم البشرة، وأدوية الأفيون، والأجهزة الطبية، والعقاقير المهدئة للأعصاب مثل ريسبيردال.

وقال المتحدث الرسمى لشركة جونسون أند جونسون،إن استدعاء هذا العدد الكبير من علب بودرة تلك الأطفال، سيتم بعد التحليل بمعاملالشركة، ويستغرق ذلك 30 يوما أو أكثر.

فى حين أكدت د. سوزان نيكولسون، رئيسة قسم الصحة بهيئة السلامة الطبية التابعة لشركة جونسون أند جونسون، فى مؤتمر صحفى أن نسبة الإسبيستوس التى تم العثور عليها فى عينات علب بودرة الأطفال، مرتفعة جداً بدرجة غير عادية.

وكانت إحدى المحاكم الأمريكية قد أصدرت هذا الشهر حكمها على الشركة بدفع تعويض قدره 8 مليارات دولار لسيدة تعرضت لمضاعفات نفسية وعقلية خطيرة بسبب فشل جونسون أند جونسون فى توضيح الأعراض الجانبية لعقار ريسبيردال،واستأنفت الشركة على الحكم رغم أنها خسرت حوالى 10 مليارات دولار من قيمتها السوقية العام الماضى، بسبب قضايا بودرة التلك.

وتواجه جونسون أند جونسون حالياً 15 ألف قضية تعويض من مستهلكين يزعمون أن منتجات بودرة التلك، ومنها بودرة جونسون للأطفال أدت إلى إصابتهم بأمراض السرطان، لاسيما أن هذه البودرة التى تباع فى السوق الأمريكية منذ عام 2003 تأتى من الصين من خلال شركة التوريد أمريز تلك أمريكا، التابعة لشركة أمريز التى تتخذ من باري مقرا لها، غير أن جونسون أند جونسون و أمريز، أعلنتا أن بوردة التلك الصينية سليمة وآمنة.

ويقتصر استدعاء علب بودرة الأطفال الذى أعلنته الشركة يوم الجمعة الماضى، على المجموعة التى تم إنتاجها وبيعها فى السوق الأمريكية منذ العام الماضى، ولا يشمل كل الإنتاج، خاصة أن وزارة FDA أعلنت سابقا أن عينات بوردة التلك التى اختبرتها منذ شهر كانت خالية تماما من أى آثار لمادة الإسبيستوس.

وبدأت شركة جونسون أند جونسون بعد أن تلقت فى نهاية الأسبوع تقريرا من وزارة FDA يبلغها بوجود بقايا الإسبيستوس تحقيقات موسعة ومراجعة شاملة لسجلات التصنيع، وجمع بيانات حول شبكة توزيع علب بودرة الأطفال وأماكن شحنها،فى محاولة لاكتشاف من أين جاءتتلك البقايا، كما تتعاون مع الوزارة لتحديد نزاهة وصلاحية نتائج اختبارات العينات.

وأكدت الشركة الأمريكية أن نوع الإسبيستوس الذى عثرت عليه وزارة FDA فى العينات ليس من النوع الموجود فى المنجم الذى تأخذ منه جونسون أند جونسون التلك اللازم للبودرة التى تنتجها.

الغريب أن جونسون أند جونسون تعرف منذ عام 1971 على الأقل وحتى 2000،أن بوردة التلك بها آثار من الإسبيستوس، لدرجة أن كبار مدراءها ومدراء مناجم التلك، والعلماء، والأطباء، والمحامين، يتباحثون حول تلك المشكلة منذ ذلك الحين، لكنها لم تعلن للناس، ولا للهيئات الرقابية، بل أكدت أن منتجاتها من بودرة التلك سليمة وآمنة.