تعهد بنك جولدمان ساكس الأمريكى بمنح 250 مليون دولار لبرنامج دعم المشروعات الصغيرة نهاية الشهر الجارى ، إضافة إلى775 مليون دولار كان قد خصصها لها منذ بداية تفشى وباء فيروس كورونا فى مارس الماضى فى الولايات المتحدة ليصل إجمالى التزاماته لها إلى أكثر من مليار دولار هذا العام أو ما يعادل ضعف استثماراته فيها فى 2019.
ويحاول جولدمان ساكس مساندة برنامجه الذى يضم 10 آلاف من الشركات المبتدئة الصغيرة لمساعدتها على تنفيذ مشروعاتها الجديدة وسط البيئة الاقتصادية غير المسبوقة التى تختنق بتداعيات مرض كوفيد 19 الذى تسبب فى العديد من الإغلاقات للشركات والمصانع ، وأصاب ما يقرب من 20 مليون شخص فى الولايات المتحدة حتى الآن لتتصدر العالم فى عدد الإصابات.
وقال دافيد سولومون الرئيس التنفيذى ورئيس مجلس إدارة بنك جولدمان ساكس أن الخسائر التى تعرضت لها العديد من الشركات الصغيرة والكبيرة على حد سواء بسبب الوباء يجعل من المهم جدا للبنك أن يواصل جهوده العريقة فى دعم المشروعات الصغيرة من خلال استثماراته فى جيل المستقبل من الشركات الصغيرة التى تعانى حاليا من تداعيات كورونا.
وتضم الالتزامات المالية التى يدعم بها البنك برنامج المشروعات الصغيرة حوالى 750 مليون دولار قروضا طارئة لها من خلال مؤسسات التمويل لمجتمع التنمية CDFIs، وحوالى 25 مليون دولار منح لهذه المؤسسات، والباقى قروص لبنوك تسهل وتسرع عمليات تمويل الشركات الصغيرة.
14 مليار دولار إيرادات «الصغيرة»
ذكرت مجلة فوربس الأمريكية أن جولدمان ساكس بدأ برنامج دعم المشروعات الصغيرة منذ 2010 وقدم تدريبات وتمويلات لأكثر من 10 آلاف رجل أعمال استطاع معظمهم تكوين شركات صغيرة بلغت إيراداتها مجتمعة ما يزيد عن 14 مليار دولار ووظفت أكثر من 200 ألف عامل.
كما يدعم هذه الشركات الصغيرة أيضا مجلس استشارى يتكون من وارين بوفيت المدير التنفيذى ورئيس مجلس إدارة شركة بيركشاير هاثاواى، ومايكل بلومبرج العمدة السابق لمدينة نيويورك ومؤسس وكالة بلومبرج الإخبارية والبحثية، ومارى بارا المدية التنفيذية ورئيسة مجلس إدارة جنرال موتورز أكبر شركة سيارات أمريكية، وغيرهم من رؤساء الشركات العالمية.
«الديجيتال» يواجه كورونا
وجاء فى تقرير للبرنامج عن أداء أعمال أعضائه من الشركات الصغيرة خلال العام الجارى أن %66 منهم أكدوا ارتفاع إيرادات مشاريعهم بفضل ارتفاع استثمارات بنك جولدمان ساكس و%64 منهم وفروا وظائف جديدة بالمقارنة مع %53 و%30 على التوالى العام الماضى.
وأوضح دافيد سولومون أن الشركات التى حققت نجاحا وسط وباء كورونا هى تلك التى تعمل فى الاقتصاد الديجيتال مثل شركات التكنولوجيا المتخصصة فى الكمبيوتر والسوفت وير وتوصيل الطلبات للمنازل مشيرا إلى أن الشركات التى تعرضت لخسائر هى التى تعمل فى مجالات السياحة والطيران والقنادق والمطاعم والتسلية والترفيه والتى اضطرت للإغلاق للحد من تفشى العدوى بالفيروس.
400 ألف كيان توقف عن العمل
وأكد البنك أن هناك أكثر من 30 شركة أمريكية صغيرة تعانى من أزمة مالية واقتصادية وأن أكثر من 400 ألف شركة صغيرة أخرى أغلقت أبوابها ولا تمارس أنشطتها منذ بداية انتشار الوباء داخل الولايات المتحدة فى مارس الماضى وحتى الآن.
وتبين من خلال مسح قام به برنامج البنك الأمريكى أن %52 من أصحاب الشركات الصغيرة استغنوا عن مرتباتهم فى محاولة منهم لجعل أنشطتها تستمر، بينما اضطر %42 منهم إلى تسريح العاملين أو تخفيض المرتبات.
%400 مكاسب الشركات الرقمية
يتوقع جولدمان ساكس أن الشركات الكبيرة أو الصغيرة التى تعمل فى مجالات الديجيتال ستحقق إيرادات تزيد حوالى %400 عن إيرادات الشركات التى لا تعمل فى التكنولوجيا الرقمية ، مع ارتفاع أسعار أسهمها مثل أمازون لمبيعات التجزئة الأونلاين ، وأبل لتكنولوجيا الكمبيوتر والموبايل والساعات السمارت وغيرها.
ويتوقع سولومون المزيد من التحسن فى أداء الشركات الصغيرة خلال العام الجديد مع بدء حقن اللقاحات ضد فيروس كورونا منذ 14 الشهر الجارى ، وتطعيم ما يقرب من 3 ملايين أمريكى حتى الآن ، كمؤشر على قرب انتهاء الركود الاقتصادى وتحسن أنشطة الشركات.
ولكن هذا لايعنى أن جميع الشركات المغلقة ستتمكن من إعادة التشغيل وتعيين جميع العاملين بالسرعة المطلوبة، لكنها قد تستغرق بعض الشهور وهذا هو فائدة برنامج جولدمان ساكس الذى يستهدف دعمه المالى للشركات المتعثرة مساعدتها على استعادة نشاطها أثناء التعافى من الوباء.
وتنتظر الشركات الصغيرة حزمة تحفيز جديدة للتخفيف من تداعيات كورونا لأنها بدون هذه المعونة المالية ستتعرض واحدة من بين كل 20 شركة للإفلاس ، ويترقب القطاع المصرفى الأمريكى ومن بينه بنك جولدمان ساكس نفسه إطلاق برنامج التحفيز الجديد من الإدارة الأمريكية والذى يعطى المنح والحوافز للشركات الصغيرة بشكل أسرع حتى تتمكن من التخلص من أزماتها وتمارس نشاطها من جديد.