الاكتتابات الأولية في الشرق الأوسط ستظل الأنشط في السعودية حتى في الوقت الذي تحث فيه الإمارات المزيد من الشركات على التحول للملكية العامة، وفقاً لبنك “جولدمان ساكس”.
نشاط الاكتتابات الأولية في الشرق الأوسط
وصف جون ويلكينسون، مدير أسواق الأسهم الناشئة في البنك بلندن، عام 2021 بأنه عام “عام بارز” للخليج العربي، وأدت الطروحات الأولية لشركات “أكوا باور”، التابعة لـ “إس تي سي”، ومجموعة تداول السعودية القابض، وكذلك العديد من الطروحات في أبوظبي إلى تعزيز قيمة إصدارات الأسهم في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا؛ حيث وصلت إلى حوالي 23 مليار دولار.
قال ويلكينسون إن أغلب أسهم الطروحات الهامة سجلت أداءً قوياً بعد الطرح ما أشعل المزيد من الاهتمام من المستثمرين الدوليين.
وقال في مقابلة، إن السعودية لا تزال “أكبر محرك لأسواق الأسهم في الشرق الأوسط.. ومع ذلك نرى أن شركات أبوظبي تصبح أكثر نشاطاً، ومن الواضح أن التصريحات من حكومة دبي ستقود أحجام التداول في الإمارات من الآن فصاعداً”.
شهدت الرياض أكبر عدد من الإدراجات مقارنة بمنافسيها الخليجيين العام الماضي، وحصل اقتصاد السعودية، الأكبر في الشرق الأوسط، على دفعة من ارتفاع أسعار النفط إلى أكثر من 85 دولاراً للبرميل ومن تخفيف الحكومة لعمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا، وارتفع مؤشر “تداول” بنسبة 8% العام الجاري، ما يجعله أحد أفضل المؤشرات أداءً في العالم، وفقا ببيانات وكالة بلومبرج.
منذ التداعيات الأولية لفضيحة الاحتيال والرشوة للصندوق السيادي الماليزي، برز بنك “جولدمان ساكس” كأكبر قائد لطروحات الأسهم عبر منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا لثلاث سنوات متتالية، حتى مع مغادرة بعض كبار المصرفيين، وفي عام 2021، تقدم البنك الذي يتخذ من نيويورك مقراً له على “جيه بي مورجان تشيس آند كو” و”مورجان ستانلي” في حصته بقيمة الطروحات بالمنطقة.
علاقات تاريخية بالمملكة
عزز “جولدمان” تواجده بالسعودية سريعاً منذ عام 2017 عندما عين إياس الدوسري كرئيس للخدمات المصرفية الاستثمارية، وساعده ذلك على اللحاق بالمنافسين، بما في ذلك “إتش إس بي سي” و”جيه بي مورجان تشيس”، اللذان يتمتعان بعلاقات تاريخية أعمق في المملكة.
كان “جولدمان” مدير الاكتتاب في الطرح العام الأولي القياسي لـ”أرامكو” عملاقة النفط بقيمة 29 مليار دولار في عام 2019، كما كان مستشاراً في العديد من الإدراجات البارزة في الرياض وأبوظبي في عام 2021، بما في ذلك شركة “إس تي سي” و”أدنوك” للحفر و”فيرتي جلوب”.
طرح شركات في دبي
الآن تريد شركات أخرى أن تتبع نفس مسار التحول للملكية العامة. حيث قالت حكومة دبي في نوفمبر الماضي إنها تهدف لطرح 10 شركات حكومية للاكتتاب العام ضمن محاولة لإنعاش أحجام التداول واللحاق بنشاط أسواق الرياض وأبوظبي.
ومن بين الاكتتابات الأولية قيد التنفيذ شركة المرافق الرئيسية للإمارة المرصعة بناطحات السحاب، وهي هيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا”، وشركة رسوم الطرق التابعة للإمارة “سالك”، ويمكن أن تعيد تلك الطروحات تشكيل المؤشر العام لسوق دبي المالي، والذي تهيمن عليه حتى الآن شركات العقارات وشركات الاتصالات والبنوك.
قال ويلكينسون: “هناك رغبة في جعل أسواق الأسهم أكثر تمثيلاً للاقتصاد.. هناك تركيز كبير على النمو السكاني والاستثمار، وهم يركزون على الاستقرار والنمو طويل الأجل في مركز الأعمال في الشرق الأوسط”.