قالت مجموعة “جولدمان ساكس” إن الأسواق ما زالت تراهن بنسبة 50% على شطب أسهم الشركات الصينية من بورصات الولايات المتحدة، وذلك على الرغم من توصل الدولتين إلى اتفاق مبدئي بهدف تسوية مشكلة استمرت عدة عقود حول تدقيق القوائم المالية.
في مذكرةٍ صدرت يوم الاثنين، أشار إستراتيجيو البنك إلى انخفاض تقديرات السوق لحجم الخطر نزولًا من ذروة بنسبة 95% بلغتها في مارس الماضي، وذلك وفقًا لـ”مقياس شطب الأسهم” لدى المؤسسة المالية، الذي يعتمد على نماذج كمية.
ورغم هذا، ما زالت هناك ما يجب عمله مع استمرار مخاطر شطب الأسهم.
شطب الشركات الصينية من البورصات الأمريكية
تصاعد تداول الأسهم الصينية في الولايات المتحدة وهونج كونج، في الأسبوع الماضي، مع تزايد التوقعات بقرب التوصل إلى اتفاق سيترتب عليه إزالة خطر تنظيمي رئيسي على أسعار الأسهم.
كشف إعلان صادر عن الجانبين، مساء الجمعة الماضي، أن المسئولين الأمريكيين سيصبح بإمكانهم الاطلاع على تقارير تدقيق حسابات الشركات الصينية، وهي خطوة أساسية باتجاه المحافظة على استمرار تداول الأسهم في بورصات الولايات المتحدة.
قال “جولدمان ساكس” إنه في أفضل سيناريو لـ”عدم شطب” الأسهم عند وصول بكين وواشنطن إلى اتفاق نهائي، ربما تشهد الأسهم الصينية المدرجة في الولايات المتحدة ومؤشر “إم إس سي آي تشاينا” ارتفاعًا في القيمة بنسبة 11% و5% على التوالي.
في حال الشطب الاضطراري، يتوقع البنك انخفاضًا بنسبة 13% و6% على الترتيب في قيمة كل من شهادات الإيداع الأميركية، ومؤشر “إم إس سي آي تشاينا”.
توزيع المخاطر
حتى مع استمرار الشكوك التي تحيط بمخاطر شطب الأسهم، مايزال موقف بنك “جولدمان ساكس” إيجابيًّا إزاء أسهم التكنولوجيا وقطاع الإعلام والاتصالات، وفقًا للمذكرة التي أرجعت ذلك إلى تحسن مشكلة القيود التنظيمية وتقييمات الأسهم الرخيصة.
لا يزال مؤشر هانغ سنغ لقطاع التكنولوجيا “هانغ سنغ تك” منخفضًا بنحو 25%، هذا العام إذ تأثرت أسعار الأسهم سلبًا بسبب القلق العام من تباطؤ نمو الاقتصاد الصيني وربحية الشركات التي جاءت مختلطة.
يتفق المستثمرون بوجه عام على أن أسوأ مراحل تضييق بكين على شركات التكنولوجيا عبرت وانتهت، غير أن مشاعر الثقة ما زالت هشَّة، وتتأرجح الأسهم مع كل تطور صغير من جانب الأجهزة التنظيمية.
بغض النظر عن كيفية تقدم المناقشات المتعلقة بمراجعة وتدقيق الحسابات من الآن فصاعدًا، يتوقع “جولدمان ساكس” اتجاهًا طويل الأمد يتمثل في استمرار سعي الشركات إلى إدراج أسهمها في هونج كونج.
قال إستراتيجيو البنك: “رغم أن الاتفاق المتعلق بفحص تقارير التدقيق والمراجعة قد يقلل مخاطر شطب الأسهم الصينية على نطاق واسع، فإن ذلك لا يغير من رأينا بأن الشكوك التي تتعلق بتوترات بين الولايات المتحدة والصين في مختلف المجالات الإستراتيجية المهمة- مثل التجارة والتكنولوجيا وأسواق رأس المال والأزمات الجيوسياسية- سوف تستمر في دفع وتحفيز شهادات الإيداع الأمريكية للشركات الصينية على تنويع مخاطر الإدراج إلى أماكن أخرى خارج الولايات المتحدة”.