■ لتجنب %5 غرامات من متوسط إجمالى إيراداتها العالمية يومياً
أعلن محرك البحث العالمى جوجل المملوك لشركة ألفا بيت الأمريكية، أنه سيسمح للشركات الأوروبية المنافسة باستخدام أدواته البحثية على أجهزة أندرويد الجديدة، من خلال خيارات تساعد المستخدمين على انتقاء المحرك البحثى الذى يفضلونه مقابل رسوم مالية لتجنب الغرامات التى يفرضها الاتحاد الأوروبى على شركات التكنولوجيا العالمية التى تحتكر خدماتها.
وذكرت وكالة رويترز، أن هيئة مكافحة الاحتكار بالاتحاد الأوروبى أصدرت تعليمات لشركة جوجل بوقف ممارساتها التى تمنع المنافسة العادلة بين الشركات، وإلا فإنها ستتعرض لغرامات تصل لحوالى 5% من متوسط إجمالى إيراداتها اليومية على مستوى العالم.
تأتى الخطوة من جانب شركة جوجل بعد عام من الغرامة الضخمة التى فرضتها المفوضية الأوربية على عملاق التكنولوجيا الأمريكى، والبالغة 4.34 مليار يورو (4.81 مليار دولار)، لأنه يمنع الشركات المنافسة من تنزيل محرك البحث كروم والتطبيقات البحثية على أجهزة الموبايلات السمارت، والنوتبوك الأندرويد.
وأعلنت جوجل فى بوست على موقعها أن المستخدمين فى أوروبا يمنكهم اعتبار أنه من بداية العام القادم فسيكون استخدام محرك البحث المفضل لهم من أربع خيارات، منها جوجل عندما يستخدمون موبايل سمارت أو جهاز تابلت أندرويد جديد.
ويمكن لمحركات البحث المنافسة تقديم طلب لشركة جوجل للحصول على هذه الخيارات الأربعة فى مزادات منفصلة لكل دولة على حدة، لمساعدة المستهلكين على الحصول على المحركات البحثية التى يريدون تركيبها لأول مرة على أجهزة الأندرويد.
لكن بعض الشركات المنافسة فى أوروبا مثل شركة إيكوسيا لم ترحب بخطط جوجل التى تستهدف توليد إيرادات إضافية من الشركات الأوروبية عندما تحصل على المحركات البحثية من الشركة الأمريكية التى تزعم أنها تتفق مع القواعد الأوروبية، لكنها فى الواقع أنها تنصاع لها فى الظاهر وليس فى المضمون.
وقال كريستيان كرول، المدير التنفيذى لشركة إيكوسيا التى تصف نفسها بأنها محرك بحثى أخلاقى يستخدم الأرباح التى يحققها فى زراعة الأشجار للحفاظ على البيئة و تنقية الأجواء من العوادم الكربونية، إنها إذا اختارت الدخول فى مزاد جوجل و دفعت مبالغ نقدية للحصول على الخيارات البحثية لاستخدامها فإن ذلك سيكون على حساب ملايين الأشجار التى لن تتمكن من زراعتها بسبب انكماش إيراداتها.
وأكدت هيئة مكافحة الاحتكار الأوروبية، أن القواعد واضحة وأن جوجل تحظى بقوة أضخم من اللازم تمكنها من احتكار خدمات المحركات البحثية، ولذلك فإن المستخدمين هم الذين يجب أن يقرروا اختيار الأندرويد المفضل لهم، لاسيما أنه يمثل ثانى أكبر نظام تشغيل فى العالم.
وأعلن ميشال فيكس، الرئيس التنفيذى السابق للمحرك البحثى التشيكى سيزنام وحاليا شريك فى شركة استشارات تكنولوجية، أن تداعيات خطة جوجل الجديدة غير واضحة وأن العديد من الشركات الأوروبية لم تتصل بجوجل حتى الآن، ولذلك يجب الانتظار لمعرفة التفاصيل بالكامل.
وانتقد مارك الهيمز، المدير التنفيذى لشركة كليكز الألمانية المنافسة لجوجل خطة الشركة الأمريكية، لأن المزاد المقترح منها سيجعل الشركات الصغيرة تخسر بينما الشركات الكبرى التى تتمتع بسيولة نقدية ضخمة ستكسب المزاد بسهولة، لكنها قد لا تختار أفضل محرك بحثى مما يجعل المستخدمين هم أكبر الخاسرين، ولذلك يجب أن يركز الاختيار فى المزاد على أفضل الشركات وأفضل المحركات البحثية.
لكن شركة جوجل وصفت عملية المزاد بأنها طريقة عادلة وموضوعية لتحديد الشركات التى سيتم منحها خيارات المحركات البحثية لمستخدمى أجهزة أندرويد، كما أنها ستسمح لشركات المحركات البحثية تقدير القيمة التى سيحصلون عليها من وضع تلك الخيارات على شاشات أجهزتها، غير أن المفوضية الأوروبية تعتزم مراقبة خطة جوجل كلها مراقبة شديدة، لاسيما وأن الشركات التى سيرسو عليها المزاد يمكنها وضع إعلانات فى المساحة العلوية لصفحات المحرك البحثى.
¿ إعداد – خالد بدر الدين