تحتفل، اليوم الاثنين، شركة جوجل الأمريكية، صاحبة أكبر محرّك بحثي فى العالم، بمرور 90 سنة على الممثلة متعددة المواهب والمطربة صاحبة الصوت الحنون شادية، المولودة فى 8 فبراير 1931- والتي تُوفيت يوم 28 نوفمبر 2017 والتى تعدّ من أهم الفنانات في تاريخ السينما المصرية، ولقّبها النقاد والجمهور بدلوعة السينما، والتى قدمت خلال فترة ما يقرب من أربعين عامًا، حوالي 112 فيلمًا و10 مسلسلات إذاعية ومسرحية واحدة.
وكانت المطربة دلوعة السينما قد عرفت في السينما باسم شادية، واختار لها والدها المهندس الزراعي أحمد كمال شاكر اسم “فاطمة”.
واختلفت الآراء في سبب تسميتها، فهناك رأي يقول إن المنتج والمخرج حلمي رفلة هو مَن اختار لها اسم شادية.
واختار حلمي رفلة شادية ليكون لها اسمًا فنيًّا، وذلك بعدما قدمت معه فيلم “العقل في إجازة” خلال عام 1947.
وهناك من يقول إن الممثل يوسف وهبي هو مَن أطلق عليها اسمها عندما رآها أثناء تصوير فيلمه “شادية الوادي”.
وهناك قول يرجح أن الفنان عبد الوارث عسر هو من سماها شادية لأنه عندما سمع صوتها لأول مرة وصفها بشادية الكلمات.
شادية من أبرز نجمات السينما المصرية
وتعد من أبرز نجمات السينما المصرية وأكثرهن تمثيلًا في الأفلام العربية، فضلًا عن قاعدة عريضة بين الجمهور العربي.
ويرى الكثير من النقاد أن الممثلة والمغنية شادية أهم فنانة شاملة ظهرت في تاريخ الدراما العربية، ولا سيما السينما والراديو.
والممثلة شادية التى تزوجت ثلاث مرات ولم تنجب أبناء، لها شقيقة تدعى عفاف عملت ممثلة لكنها لم تستمر طويلًا.
وكانت الزيجة الأولى لشادية من المهندس «عزيز فتحي»، والثانية من الفنان عماد حمدي لمدة ثلاث سنوات، وبعده الممثل صلاح ذو الفقار.
وجرى طلاق الممثلة الشابة شادية من الفنان عماد حمدى بعد زواجٍ دام عامين كاملين من عام 1954 حتى صيف 1956.
ونشرت مجلة روز اليوسف عام 1956 شائعات بأن عماد حمدى يعيش عالة على زوجته شادية بسبب سوء أحواله المالية.
وتزوجت شادية من الفنان صلاح ذو الفقار فى عام 1964، إلا أنها انفصلت عنه بعد 5 سنوات فى عام 1969.
بدأت شادية مسيرتها الفنية من 1947 حتى عام 1984
بدأت شادية مسيرتها الفنية عام 1947 حتى عام 1984، قدمت من خلالها عددًا كبيرًا من الأفلام والمسلسلات والمسرحيات والأعمال الإذاعية.
رشحها أحمد بدرخان لحلمي رفلة لتقوم بدور البطولة أمام محمد فوزي في أول فيلم من إنتاجه، وأول فيلم من بطولتها.
وكان أيضًا أول فيلم من إخراج حلمي رفلة وهو “العقل في إجازة”، الذى قامت ببطولته وحقق الفيلم نجاحًا كبيرًا.
وأدى نجاح هذا الفيلم إلى استعانة محمد فوزي بها في عدة أفلام، منها “الروح والجسد”، “الزوجة السابعة”، “صاحبة الملاليم”، “بنات حواء”.
وحققت هذه الأفلام نجاحات وإيرادات عالية للمنتج أنور وجدي، ومنها ليلة العيد عام 1949، وليلة الحنة فى عام 1951.
الدلوعة نجحت بأدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي
توالت نجاحاتها بأدوارها الخفيفة وثنائيتها مع كمال الشناوي لتحقق نجاحات وإيرادات كبيرة، ليقول كمال الشناوي «إيرادات بَنَت عمارات وجابت أراضي».
وتشمل هذه الأفلام “حمامة السلام” عام 1947، و”عدل السماء”، و”الروح والجسد”، و”ساعة لقلبك” عام 1948، و”ظلموني الناس” عام 1950.
وظلت نجمة الشباك الأولى لمدة تزيد على ربع قرن، كما يؤكد الكاتب سعد الدين توفيق في كتابه تاريخ السينما العربية.
وتوالت نجاحات شادية في الخمسينيات من القرن العشرين، وثنائياتها مع عماد حمدي وكمال الشناوي بأفلام “أشكي لمين” و”أقوى من الحب” و”ارحم حبي”.
جاء صعود شادية الفارق عندما قامت بالاشتراك في فيلم المرأة المجهولة لمحمود ذو الفقار عام 1959، وكانت تبلغ 28 عامًا.
قامت الدلوعة بالتمثيل مع صلاح ذو الفقار في أفلام كوميدية
وقامت بالتمثيل مع صلاح ذو الفقار في أفلام كوميدية، منها “مراتي مديرعام”، و”كرامة زوجتي”، و”عفريت مراتي”، والفيلم التراجيدى “أغلى من حياتي”.
وقدمت شادية مع صلاح ذو الفقار من خلاله شخصيتيْ أحمد ومنى أفلامًا عُرفا فيها كأشهر عاشقين في السينما المصرية.
واشتهرت شادية بروايات الكاتب نجيب محفوظ في فيلم اللص والكلاب وزقاق المدق والطريق وميرامار وشيء من الخوف ونحن لا نزرع الشوك.
وتوالت أعمالها في السبعينات والثمانينات لتختم مسيرتها الفنية فى فيلم “لا تسألني من أنا” مع الفنانة مديحة يسري عام 1984.
ووصف الأديب نجيب محفوظ شادية قبل أن تصبح بطلة مجموعة من أفلامه، بأنها فتاة الأحلام لأي شاب ونموذج للنجمة الدلوعة.
ولكنه قال إنها ليست قريبة من بطلات أو شخصيات رواياته، خاصة أنه تعامل معها عند كتابته سيناريو فيلم “الهاربة”.
لكن كانت المفاجأة له عندما قدمت دور (نور) في فيلم اللص والكلاب للمخرج كمال الشيخ، والذي جسدت فيه دور فتاة الليل.
وكانت نور رائعة عندما ساعدت اللص الهارب سعيد مهران لتتغيرفكرة محفوظ ويتأكد أنها ممثلة بارعة تؤدي أي دور وأي شخصية.
مثلت شادية لأول مرة على المسرح لتقدم ريا وسكينة
وقفت شادية لأول مرة على المسرح لتقدم ريا وسكينة مع سهير البابلي وعبد المنعم مدبولي، لثلاث سنوات بمصر والدول العربية.
هذه المسرحية هي التجربة الأولى والأخيرة في تاريخ المشوار الفني في حياتها على خشبة المسرح، وقد أدت هذه المسرحية بلون كوميدي.
ومثلت شادية أمام عمالقة المسرح، ولم تقلَّ عنهم تألقًا وإمتاعًا، وكانت معهم على قدم وساق كأنها نجمة مسرحية بتجارب عديدة.
ومن المعروف أنها من النوع الخجول في مواجهة الجمهور الذى يختلف عن مواجهتها لجمهور المستمعين بالغناء، ولكنها كانت مبدعة ورائعة.
ولم يوجد فرق بينها وبين عمالقة المسرح الفنان عبد المنعم مدبولي والفنانة سهير البابلي، والذين أقروا بأنهم لم يروا جمهورًا مثل جمهور مسرحية ريا وسكينة؛ لأنه كان جمهورها الذي أتى من أجل عيون شادية الدلوعة.
توفيت الثلاثاء 28 نوفمبر 2017، الموافق 10 ربيع الأول 1439، عن 86 عامًا بعد صراع مع المرض بمستشفى الجلاء العسكري.
وأقامت منظمة الأمم المتحدة للفنون احتفالية كبيرة لإحياء ذكرى مُضي أربعين يومًا على وفاتها، مساء الثلاثاء 9 يناير 2018.
شارك فيها عدد كبير من النجوم، وقام معرض القاهرة الدولي للكتاب بتغيير اسم مخيم الفنون ليحمل اسم الفنانة الراحلة شادية.