شهدت مكتبة الإسكندرية ندوة بعنوان “جوائز ومبدعون”، اليوم السبت، بحضور نورا ناجي؛ كاتبة وروائية، وشيرين فتحي؛ كاتبة وروائية، وبسنت عادل؛ مترجمة، وكريم جمال؛ باحث تاريخي، وقدمها مصطفى عبيد، وذلك على هامش معرض مكتبة الإسكندرية للكتاب في دورته الثامنة عشر.
أشاد مصطفى عبيد بمجهود مكتبة الإسكندرية في إقامة المعرض والندوات التي تنظم على هامشه، مؤكدًا أنها صرح ثقافي عظيم، مؤكداً أن الإبداع مقدم على كل شئ وهو في حد ذاته جائزة.
وقالت نورا ناجي إنها تحب الرواية ومخلصة لها، كما أن شغفها بالقصة القصيرة بدأ منذ الصغر مع أعمال يوسف إدريس، موضحة أن القصة القصيرة لا جمهور لها عدا عدد قليل من كاتبيها، خاصة وأنه في بداية الألفية بدأ الاتجاه إلى القصة الغامضة، وتزايد الإقبال على هذا النوع مع حصولها على جوائز، وأصبح الجمهور يشعر أن هذا النوع هو القصة حتى لا يتعرض للانتقادات.
وتحدثت “ناجي” عن مجموعتها القصصية “ساذجة” التي حصلت على جائزة يحيى حقي عام ٢٠٢٠، التي حاولت فيها الكتابة عن الإنسان وتفاصيل ما يشعر به والذي لا يتحدث عنه الكثير سوى بشكل سطحي، فهي قصص قد تبدو عادية ولكنها عميقة تتوغل في نفس الإنسان.
فيما قالت شيرين فتحي إنها تحب التعمق في الشخصية والتحدث بلسانها، وأن يشاركها القارئ ويفكر مع شخصياتها، موضحة أن الكتابة ليس لها منهج، ويمكن لكاتب القصة أن يكتب رواية والعكس والفيصل في النهاية هو الإتقان.
وأشارت “فتحي” إلى أن بعض الكتاب يكتبون للحصول على جائزة ولكنها لا تحبذ هذا الأسلوب، فالكاتب الجيد يخرج ما يجول في خاطره بصدق دون التفكير فيما يحدث عقب ذلك، مؤكدة أن أسوأ فترات حياتها عندما تنقطع عن الكتابة فهي تمثل لها نوعًا من التوازن والاستشفاء.
بينما قالت بسنت عادل إنها شاركت في تجربة للتبادل الثقافي في أحد الدول الإفريقية “توجو” في عام ٢٠١٦ ووقتها أدركت أنها لا تعرف شيئًا عن الدول الإفريقية، وشعرت حينها بأهمية التعرف عليها، وهو ما دفعها لقبول ترجمة رواية “عميان بافيا” التي تتحدث عن دولة الكاميرون.
وأكدت “عادل” إن ترجمة الكتب الأجنبية تعني التعرف على ثقافات وعادات أخرى، لذا يجب المحافظة على روح النص وعدم ممارسة دور الرقيب.
واختتم كريم جمال الندوة بالحديث عن كتاب “أم كلثوم وسنوات المجهود الحربي”، مؤكدًا أنه كلثومي حتى العظام فهي ليست مجرد صوت طربي ولكنها المعبر عن التاريخ الغنائي العربي، وفي البداية فكر في عرض علاقتها بحكام مصر حيث إنها عاصرت عهدين حاول كل منهما أن يثبت أنها تنتمي إليه، ولكن بالبحث وجد أنها عقب النكسة قامت بجولة كبيرة حول العالم لدعم المجهود الحربي.
وأوضح “جمال” أن هناك كتب كثيرة تتحدث عن أم كلثوم ولكن هذه الكتب مرت مرور الكرام عن مجهودها الحربي، وكان الحل الوحيد لجمع المعلومات عن هذه الفترة هو الأرشيف الصحفي، والذي واجهه صعوبات وتحديات للحصول عليه ولكنه كان يستمتع باكتشاف عالم آخر عن كوكب الشرق.