التقى المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف يوم السبت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضمن مساعٍ لتحقيق وقف إطلاق النار في غزة، وفقًا لما أعلنه مكتب نتنياهو. عقب الاجتماع، أرسل نتنياهو وفدًا رفيع المستوى، يضم رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي، إلى قطر بهدف “تعزيز” المفاوضات بشأن استعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس في غزة.
وأشارت مصادر إسرائيلية إلى إحراز تقدم في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، والتي تتم بوساطة مصرية وقطرية وأمريكية، للتوصل إلى اتفاق يشمل وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية. ووصفت عائلات الرهائن الإسرائيليين قرار نتنياهو بإرسال الوفد بأنه “فرصة تاريخية”، بحسب منتدى عائلات الرهائن والمفقودين.
وصل ويتكوف إلى العاصمة القطرية الدوحة يوم الجمعة، حيث التقى رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، بحسب بيان وزارة الخارجية القطرية. وذكرت مصادر أمنية مصرية أن الوسطاء المصريين والقطريين حصلوا على تطمينات من ويتكوف بأن الولايات المتحدة ستواصل العمل لتحقيق صفقة عادلة لإنهاء الحرب قريبًا، دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة
شنّت إسرائيل هجومًا على غزة بعد أن نفّذ مقاتلو حركة حماس عملية عبر الحدود في أكتوبر 2023، أدّت إلى مقتل 1,200 شخص وأسر أكثر من 250 رهينة، وفقًا للإحصاءات الإسرائيلية. ومنذ بدء الهجوم الإسرائيلي، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل أكثر من 46,000 شخص في غزة، وسط دمار كبير وأزمة إنسانية خانقة تسببت في نزوح معظم سكان القطاع.
استهداف مواقع مدنية ومخاوف متزايدة
أفادت خدمة الطوارئ الفلسطينية يوم السبت بمقتل ثمانية أشخاص، بينهم امرأتان وطفلان، جراء غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدرسة سابقة كانت تأوي عائلات نازحة في جباليا، شمال غزة. وصرّح الجيش الإسرائيلي أن الضربة استهدفت نشطاء من حماس كانوا يعملون داخل المدرسة، مع اتخاذ “إجراءات لتقليل المخاطر على المدنيين.”
في وقت لاحق، أكدت هيئة الطوارئ في غزة مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين جراء غارتين إسرائيليتين، إحداهما أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص في منزل قرب حي الدرج بمدينة غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه استهدف عنصرًا من حماس في المنطقة في الوقت المحدد.
تأتي هذه التطورات وسط جهود مكثفة من الوسطاء لتحقيق هدنة قبل أن يتولى الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير. وتشير التحركات الدبلوماسية إلى رغبة متزايدة في إنهاء القتال الذي ألحق أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية وأدى إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع.