اتجه عدد من الخطوط الملاحية مؤخرا لتدشين خدمات جديدة وثابتة بين مصر ومنطقة حوض شرق البحر المتوسط، والبحر الأسود وخاصة الموانئ التركية، مستغلين ارتفاع أسعار النوالين البحرية من الصين إلى الموانئ المصرية، ليتجه المستوردون لنقل خدماتهم إلى السوق التركية وبعض دول البحر الأسود والموانئ المصرية.
وفى هذا الصدد، أشار اللواء عبد القادر جاب الله، رئيس شركة بورسعيد لتداول الحاويات، إلى أن منطقة البحر الأسود وتركيا أصبحت منافسا رئيسيا للسوق الصينية، وهو ما أدى إلى تركيز عدد من الخطوط الملاحية العالمية لتلبية الطلب على التجارة فى تلك المنطقة، لانخفاض أسعار النوالين البحرية مقارنة بالاعتماد على السوق الصينية.
وأضاف أن السوق التركية تعد من الأسواق التى تتمتع بتكنولوجيا مرتفعة للغاية، مقارنة بالسوق الصينية، بالإضافة إلى رخص المنتجات المستوردة مقارنة بالسوق الآسيوية، خاصة أن الأخير يتحمل أسعار نوالين مرتفعة للغاية، وصلت فى بعض الموانئ إلى نفس سعر البضاعة.
أوضح محمد كامل إبراهيم، الباحث فى شئون النقل الدولى، أن الخطوط الملاحية لا تقوم باتخاذ القرار بالسرعة التى نمر بها السوق من تقلبات فى الأسعار، موضحا أن قرار تدشين خدمة جديدة يتم وفقا لدراسات تستغرق أشهر بل قد تصل إلى سنوات.
وأكد أن النوالين لم تكن العنصر الوحيد فى بدء الخطوط الملاحية تدشين خدمات فيما بين منطقة البحر الأسود ومصر بشرق البحر المتوسط، بل التقارب المصرى التركى مؤخرا وصدور قرارات الإعفاءات الجمركية وحصول المنتجات التركية على تلك الإعفاءات كانت سببا فى هذا الاتجاه.
وفى هذا الصدد، أعلن أكثر من خط ملاحى عن تدشين خدمات جديدة تشمل منطقة حوض البحر المتوسط والتى يقع فيها عدد من الموانئ المصرية.
وأكد مسئولو الخط الملاحى العالمى ميدكون «Medkon Line» عن تدشين خدمة جديدة تسمى خدمة MIA، والتى ستعمل بشكل منتظم بين ميناء إسكندرون ومرسين بتركيا والإسكندرية ودمياط، حيث سيكون جدول الإبحار للخدمة الجديدة (مرسين – إسكندرون – الإسكندرية – دمياط – بيروت).
وأضاف الخط الملاحى العالمى أنه سيتم تدشين الخدمة الجديدة بمعدل سفينة واحدة أسبوعياً وستبدأ أولى رحلاتها إلى ميناء دمياط فى نهاية الأسبوع الأول من نوفمبر.
وفى أكتوبر الماضى أعلن الخط الملاحى الفرنسي CMA CGM عن إطلاق خدمة أسبوعية ضمن الخدمات البحرية القصيرة، والتى بموجبها ستربط شمال اليونان بمصر وجنوب تركيا.
وأكدت الشركة أن الخدمة الجديدة تحمل اسم «GETEX – اليونان مصر تركيا إكسبريس» وبدأت من الأسبوع الأول من أكتوبر الماضى من ميناء سالونيك، ثانى أكبر ميناء للحاويات فى اليونان.
ومن المقرر أن يكون الدوران الكامل للخدمة الجديدة لتضم عدة موانئ هى سالونيك – دمياط – الإسكندرية – الدخيلة – مرسين، وسيكون تردد الخدمة عشرة أيام.
وعلق الخط الملاحى العالمى -CGM CMA قائلاً: “يهدف هذا الخيار المستدام والأفضل فى فئته إلى تعزيز ربط منطقة شمال ووسط اليونان وأوروبا الشرقية إلى مصر وجنوب تركيا والاتصال المباشر والسريع بين جنوب تركيا واليونان مع بوابة إلى دول أوروبا الشرقية”.
وأشارت الشركة الفرنسية إلى أن وقت عبور المحيط من ثيسالونيكى باليونان إلى دمياط سيكون يومين، وإلى مرسين التركى خمسة أيام، بينما ستكون هناك حاجة لثلاثة أيام من مرسين إلى سالونيك اليونانى.
وتوقع محمد كامل إبراهيم زيادة الخطوط الملاحية التى ستقوم بتدشين خدمات جديدة فى تلك المنطقة، خاصة أن معظم الخطوط الملاحية قام مؤخرا بالضغط على الترسانات العالمية لإنهاء التعاقدات الخاصة بتنفيذ بناء سفن جديدة لتستفيد من ارتفاع أسعار النوالين البحرية الناتج عن ارتفاع الطلب على التجارة البحرية.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار النوالين بين الصين ودول البحر المتوسط، سيكون فى صالح منطقة البحر الأسود والتى تتمتع بالعديد من المنتجات، خاصة المنافسة للمنتجات الصينية، خاصة المنتجات التركية، والتى تعد أعلى تكنولوجيا وبأسعار متقاربة، علاوة على إنخفاض اسعار النوالين والتى لا تتجاوز 3 ألاف دولار للحاوية، مقارنة بـ15 ألف دولار لنفس الحاوية القادمة من الصين.