توقع عدد من أصحاب محال بيع الهواتف المحمولة ارتفاع أسعار سوق الأجهزة المستعملة تدريجيا مع مرور الوقت بعد سريان قرار الحكومة بفرض %10 جمارك على المحمول تزامنا مع وجود نقص فى قطع الغيار المتوافرة بالأسواق.
وقالوا فى جولة لـ«المال» شملت عدداً من المحال بمناطق وسط البلد وعين شمس ومصر الجديدة ومدينة نصر، إن السوق تعانى حاليا من حالة ركود مع قلة الشحنات وتأخر الإفراج عن الحاويات فى الموانيء، مؤكدين أن العميل سيستغرق فترة زمنية تتراوح بين شهر إلى 3 شهور لتقبل التغييرات السعرية الجديدة فى سوق المحمول بعد إقرار شركات الهواتف قوائمها السعرية رسميا.
وقال أحمد حسن، مسؤول المبيعات فى متجر مستر فون لبيع وصيانة الهواتف المحمولة بمنطقة وسط البلد، إن سوق الهواتف المستعملة اصيبت بحالة ركود بعد تداول أنباء عن ارتفاع أسعار الجديدة، موضحا أن أغلب العملاء فى الوقت الحالى مازال يمتنع عن الشراء أو البيع ترقبا لأى تغير فى حركة الأسعار.
ورجح حسن أن يستوعب العملاء أى زيادات جديدة تطرأ على سوق المحمول فى غضون شهر، لافتا إلى أن شركات الهواتف مازالت تعانى من تخبط شديد مع وجود مؤشرات أولية تؤكد ارتفاع الأسعار بنسبة لا تقل عن %10.
ولفت محمد عمر، صاحب محل بيع هواتف فى منطقة وسط البلد، الى أن الرسوم الجمركية الجديدة على المحمول ستسبب تدريجيا فى ارتفاع أسعار المستعمل أيضا رغم أن حالة السوق الحالية لا تسمح بأى زيادات جديدة خاصة فى ظل انخفاض القوى الشرائية للمستهلكين.
وقال عمر إن أكثر الهواتف المستعملة التى يقبل العملاء حاليا على شرائها تنتمى للعلامتين الصينيتن أوبو وشاومى.
وأضاف على القاضى، صاحب محل جولدن فون لبيع الهواتف المحمولة فى شارع عبد العزيز، أن قرار فرض جمارك %10 على المحمول سيترك تداعيات سلبية على سوق الهواتف الجديدة والمستعملة معا، مشيرا إلى أن بعض التجار اتخذوا نهج الاحتفاظ بالبضائع فى المخازن لحين تثبيت الأسعار.
ورجح القاضى أن تتسبب الزيادة الجديدة فى أسعار الهواتف الجديدة فى خفض نظيراتها المستعملة ومن ثم انتعاش مبيعاتها خلال المرحلة المقبلة فى إطار بحث التجار عن أى ملاذ آمن للخروج من موجة الركود التى تضرب الأسواق.
وتوقع أن يتقبل المستهلكون ارتفاع أسعار الموبايلات والتى لن تقل على حد تقديره عن %15 خلال 3 شهور ما يعادل دورة شرائية كاملة، مشيراً إلى أن الفترة الحالية تشهد اقبالا كبيرا على هواتف سامسونج وأوبو وشاومى المستعملة خاصة مع تقديم الشركات الثلاث خدمات جيدة لما بعد البيع.
وأشار كريم عاشور، صاحب محلات نت وورك لبيع وصيانة اجهزة الهواتف المحمولة فى منطقة مصر الجديدة، الى ان المستهلك يسعى حاليا للاحتفاظ بهاتفه اطول فترة ممكنة حتى قبل اعلان تطبيق الرسوم الجمركية الجديدة على أجهزة الموبايلات، مشيراً إلى أن اسعار الصيانة ارتفعت نتيجة نقص قطع الغيار فى سوق الهواتف.
وتابع قائلا : لم تشهد أسعار سوق المستعمل اى تغييرات حتى الآن بسبب عدم ثبات اسعار الجديدة من قبل الموردين، مشيرا إلى أن طبيعة ظروف السوق حاليا لا تسمح بأى تعديل جديد على الأسعار خاصة وأن المستهلك غير متقبل للمستويات الحالية.
وتوقع ارتفاع سوق المستعمل بعد إعلان الشركات رسميا عن أسعار الجديدة، مشيرا الى أن العملاء سيحتاجون شهرا كحد أدنى لقبول أى تغييرات سعرية مفاجئة على خريطة سوق المحمول.
«أوبو» و«شاومى» الأكثر مبيعا فى «السكاند هاند».. تأخر الشحنات وراء نقص قطع الغيار
وقال إن العميل يقبل حاليا على شراء الهواتف المستعملة التى تتنمى للعلامتين التجاريتين أوبو والآيفون، مشيرا إلى أن أكثر مكونات الهاتف الى تلتق المحال طلبات لصيانتها هى شاشات الآيفون واستبدال البطاريات.
وتابع أن تجار المحمول انقسموا منذ الإعلان عن فرض %10 جمارك على الهواتف الى نوعين الأول اتجه للبيع على نطاق واسع مع تثبيت الأسعار دون تغيير رغم ارتفاع أسعار الشحن العالمى وعدم انتظام سلاسل التوريدات، وآخرون فضلوا تطبيق الزيادات لتفادى أى خسائر محتملة.
وقال عمر حسين، صاحب محل كيان لبيع الهواتف المحمولة فى منطقة مصر الجديدةـ، إن السوق المحلية تعانى من موجة ركود حادة، معتبرا أن العام الحالى يخضع لاعتبارات استثنائية منها ارتفاع أسعار الشحن وتأخير وصول الحاويات فضلا عن تطبيق الرسوم الجمركية الأخيرة التى أقرتها الدولة.
وتوقع حسين أن ينعكس ارتفاع اسعار سوق الهواتف الجديدة مباشرة على المستعمل بعد إقرار الشركات القوائم السعرية الجديدة، لافتا الى أنه من الصعب ان يتقبل العملاء الزيادات المقررة فى الوقت الراهن.
و رأى أيمن حلمى، صاحب محل «سيتى فون» بمنطقة أرض الجولف فى حى مصر الجديدة، أن فرض الرسوم الجمركية يسهم بشكل كبير فى ارتفاع أسعار قطع الغيار وسوق الهواتف المستعملة، لافتا إلى أن أكثر الموديلات التى يقبل على العملاء على شرائها حاليا تتمثل فى أوبو وشاوومى وبعض اصدارات الايفون.
وأشار حلمى إلى أن الشاشات هى اكثر القطع التى يقبل العملاء على صيانتها فى الآونة الاخيرة،متوقعا ان تشهد السوق بالتزامن مع احتفالات رأس السنة اقبالا طفيفا من العملاء لشراء الهواتف الجديدة.
وفى سياق متصل، قال أحمد عبد الفتاح، صاحب متجر نو كرديت للهواتف المحمولة وإكسسوارتها بمدينة نصر، إن الرسوم الجمركية الجديدة أثرت على السوق بشكل سلبى حيث أدت إلى توقف حركة البيع، علاوة على قيام الموزعين «بتخزين» البضائع ترقبا لإنتظام حركة الأسواق وإستقرارها عقب الزيادة.
وأضاف أن الموزعين قاموا على سبيل المثال بزيادة أسعار هواتف سامسونج حتى قبل إقرار القائمة السعرية الرسمية من الشركة بنسبة تراوحت بين 15 إلى 20 %.
و تابع عبد الفتاح أن أكثر الهواتف المستعملة مبيعا بالوقت الحالى هى آبل وسامسونج وأوبو وهواوى، فى الوقت ذاته توجد زيادة ملحوظة فى إقبال العملاء على صيانة الشاشات وبالأخص جميع إصدارات هواتف الآيفون رغم ارتفاع أسعارها خلال العام الحالى بنسبة 10 % مقارنة مع 2020.
واستطرد قائلا : قمت بإجراء طلب شراء شحنة 10هواتف سامسونج بقيمة 24 ألف جنيه بزيادة بلغت 3500 جنيه بنسبة ارتفاع تدور بين 15 إلى 20 %.
وقال مهند عبدالله، صاحب محل العالمى فى منطقة عين شمس لبيع الهواتف الجديدة والمستعملة، أن حركة البيع والشراء فى سوق المستعمل شهدت انتعاشاً بنسبة %10 منذ قرار الحكومة فرض رسوم جمركية على أجهزة الموبايلات الجديدة.
وأكد مهند أنه من المتوقع ان تستقر اسعار سوق المستعمل خلال الثلاثة شهور القادمة، مشيرا الى أن قرار فرض الرسوم الجمركية سيحتاج وقتاً لا يقل عن ستة اشهر حتى يستطيع العملاء تقبله.
نمو الطلب على الشريحة السعرية من 2500 إلى 3500 جنيه
وتابع قائلا إن أكثر الموديلات التى يقبل عليها العملاء حاليا تتمثل فى أوبو وشاومى وسامسونج وبالأخص فى الشريحة السعرية التى تتراوح بين 2500 وحتى 3500 جنيه.
وألمح عبدالله الى أن شركات الهواتف بحاجة إلى عروض للموزعين على الكميات لكسر حالة الركود التى تشهدها الأسواق.
وأشار مروان كامل، صاحب محلات المنصورى لبيع الهواتف الجديده والمستعملة فى منطقة جسر السويس، إلى أنه يجب على الشركات طرح حلول لتفادى موجة الهدوء خلال الثلاث أشهر المقبلة كالعمل على وضع عروض للتجار وطرح عروض للشراء أونلاين.
وأضاف كامل أن أكثر الموديلات التى يقبل عليها العملاء حاليا هى أوبو وسامسونج، متوقعا أن تسستمر اسعار الهواتف المستعملة فى الارتفاع نظرا لزيادة الإقبال عليها.
وأضاف محمد الهوارى، صاحب محل الهوارى لبيع وصيانة الهواتف المحمولة فى منطقة عين شمس، أن أكثر الموديلات المستعملة التى تلقى إقبالا خلال هذه الفترة هى أووبو وشاومى وبعض فئات الايفون، كما المح انه من المتوقع ان تستقر حركة البيع والشراء خلال شهرين من تطبيق الأسعار الجديدة.
يذكر أن مبيعات المحمول فى مصر شهدت نموًا بنسبة %13.6 لتصل إلى 13 مليونا و641 ألف جهاز خلال الشهور العشرة الأولى من العام الحالى، مقارنة بنحو 12 مليونا و4 آلاف فى الفترة المقابلة من العام السابق، بحسب تقرير مؤسسة الأبحاث التسويقية GFK.
ووافق مجلس النواب منذ أيام على قرار رئيس الجمهورية بتعديل بعض فئات التعريفة الجمركية متضمنة فرض رسوم بنسبة %10 على هواتف المحمول، وبعد تطبيق هذه الزيادة يصل إجمالى الرسوم المفروضة على الهواتف إلى 34 % بواقع 5 % رسم تنمية ومثلها لجهاز تنظيم الاتصالات و14 % ضريبة قيمة مضافة، ثم 10 % رسوم جمركية.
طارق رمضان عمر ياسر