«جلينكور» تراجع علاقاتها بروسيا أسوة بكبرى الشركات في العالم

أقامت شركة جلينكور علاقات تجارية مربحة في روسيا

«جلينكور» تراجع علاقاتها بروسيا أسوة بكبرى الشركات في العالم
أيمن عزام

أيمن عزام

8:08 م, الأربعاء, 2 مارس 22

اتبعت شركة جلينكور، أكبر شركة لتجارة السلع الأساسية في العالم، نهج بعض أكبر الشركات بالعالم، في مراجعة علاقاتها التجارية مع روسيا، إذ تتزايد تداعيات غزو أوكرانيا عبر أسواق السلع العالمية. في حين توقفت شركة جلينكور عن التخارج من استثماراتها، وقالت إنها تُراجع حصصها في اثنتين من كبرى الشركات الروسية، بالإضافة إلى عملياتها التجارية الأوسع في البلاد.

موقف كبرى الشركات في العالم من روسيا

ما يحدث يمثل منعطفًا خطيرًا لشركةٍ طالما كانت تعمل بشكل مريح في ظل الظروف الأكثر صعوبة بالبلدان، وحصل رئيسها التنفيذي السابق على “وسام الصداقة” من جانب الرئيس فلاديمير بوتين.

تزايدت قائمة الشركات التي تقطع العلاقات أو تُراجع عملياتها منذ نهاية الأسبوع الماضي، حيث شدّدت الحكومات العقوبات ضد روسيا وتكثف الضغوط على الشركات لقطع العلاقات.

أعلنت الشركتان العملاقتان للنفط “بريتش بتروليوم” و”شل” بالفعل، خططًا لقطع العلاقات مع الشركاء الروس بعد تعرضهما لضغوط متزايدة من جانب حكومة المملكة المتحدة.

تمتلك شركة جلينكور حاليًّا حصة 10.55% في “إن بلس جروب إنترناشيونال”، التي تملك حصة مسيطِرة بشركة الألومنيوم العملاقة “يونايتد كو روسال إنترناشيونال”، كما أنها تمتلك حصة صغيرة تقلّ عن 1% بشركة النفط الروسية العملاقة “روسنفت”.

قالت “جلينكور”، في بيان لإعلان نتائج أعمالها، الشهر الماضي، إن القيمة العادلة للاستثمارات في تلك الشركات بنهاية عام 2021 بلغت 789 مليون دولار و485 مليون دولار على التوالي.

العلاقات التجارية مع روسيا

قالت الشركة، في بيان، أمس الثلاثاء: “ليس لدينا بصمة تشغيلية في روسيا وانكشافنا التجاري ليس جوهريًّا لشركة جلينكور… نحن نراجع جميع أنشطتنا التجارية في الدولة، بما في ذلك حصصنا في إن بلس وروسنفت”.

وأكدت الشركة أيضًا أنها أدانت تصرفات الحكومة الروسية ضد شعب أوكرانيا.

وأقامت شركة جلينكور علاقات تجارية مُربحة في روسيا، عبر شراء الألومنيوم والنفط من أحد أهم منتجي الموارد الطبيعية في العالم. قامت الشركة بتأمين شراء النفط، بعد أن كانت الحكومة الروسية تسعى جاهدة في عام 2016 لإكمال بيع حصة 19.5% في “روسنفت” للمساعدة في خفض عجز الموازنة.

غلاسينبيرغ، الذي لا يزال ثاني أكبر مساهم في جلينكور، كان عضوًا بمجلس إدارة “روسال” حتى عام 2018، عندما بدأت الشركة تخفيف أو فكّ علاقاتها مع الشركة المنتِجة للألومنيوم وسط موجة سابقة من العقوبات الأمريكية.

الألومنيوم هو إحدى السلع القليلة التي يتم تداولها بواسطة شركة جلينكور، والتي لا تدعم الإنتاج على نطاق واسع من أصولها الصناعية الخاصة.

لطالما كانت جلينكور وروسال شريكتين في هذا المجال، وقد ساعد توريدهما من روسيا على تعزيز مكانتهما كأكبر شركتين لتجارة المعادن في العالم.

وأعلنت شركة روسال صفقة بقيمة 16 مليار دولار لبيع الألومنيوم لشركة جلينكور في عام 2020، مما يسمح لها ببيع حوالي ثلث إنتاجها إلى الشركة التجارية.

وقالت “روسال”، في ذلك الوقت، إن الاتفاق سيستمر حتى عام 2024 مع وجود خيار لتمديده حتى عام 2025. كما أنها تشتري بعض النفط من “روسنفت”، رغم أنها لا تكشف علنًا عن الكميات التي يتم تداولها.

من المرجح أن تضيف مراجعة جلينكور مزيدًا من الاضطرابات إلى سوق الألومنيوم، حيث ارتفعت أسعار المعدِن بالفعل إلى مستوى قياسي.

قالت شركة “إيه بي مولير ميرسك” للشحن إنها تعتزم وقف حجوزات السفن من وإلى روسيا، مما زاد اضطراب الإمداد للمشترين الذين يواجهون بالفعل نقصًا حادًّا.