انتقدت جريدة “جلوبال تايمز واسعة الانتشار التي تصدرها صحيفة الشعب الرسمية الصينية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم حكومة الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها من حكومات الدول الغربية.
وأكدت الصحيفة أن تلك الحكومات فقدت قدرتها على استخدام المنطق والفطرة السليمة وحتى التفكير العقلاني بخصوص مبادرة الحزام والطريق .
وأضافت الجريدة في افتتاحيتها بنهاية الأسبوع، أن الحديث عن أمور بعيدة الاحتمال وتبني مثل هذه الآراء لن يكون لها أي تأثير فعلي لأن هذا المبادرة نتاج جهد دولي رائد للقرن الحالى.
وتسعى حكومة بكين لرسم رؤية أوضح عن مبادرة الحزام والطريق ولكنها تستخدم أسلوبا دفاعيا.
و طرح حساب صحيفة الشعب على تطبيق ”وي شات“ سؤالا وجوابا ”للرد بالحقائق“ على المنتقدين.
ومن هذه الأسئلة هل تؤدى مبادرةالحزام والطريق إلى فخ ديون للدول المشاركة؟
وأجابت أن أسباب ديون أى بلد معقدة، فبعضها لديها مشكلات في أسس اقتصاداتها، وبعضها الآخر لها ديون من الماضي.
مبادرة الحزام والطريق عمرها 6 أعوام
ولم يمر على مبادرة الحزام والطريق سوى 6 أعوام ومن غير المبرر تحمل الصين مشكلات ديون المستمرة لهذه البلاد، وفق الصحيفة.
وحاولت الصين تحسين صورة خطتها العملاقة لإحياء طريق الحرير القديم خلال قمة اختتمت اليوم السبت.
وقالت إن عليها أن تبذل المزيد من الجهد لشرح المبادرة ودعم الاستدامة بينما ردت وسائل الإعلام الرسمية على منتقديها.
وجعل الرئيس الصيني شي جين بينج من مبادرة الحزام والطريق أحد ركائز إدارته. لكنها واجهت معارضة في بعض الدول الغربية.
وظهرت هذه المعارضة بسبب مخاوف من أن تؤدي ترتيبات التمويل غير الواضحة إلى ديون لا يمكن سدادها.
كما يرى الغرب أن المبادرة معنية بالترويج للنفوذ الصيني أكثر من اهتمامها بتحقيق التنمية للبلاد التى تمر بها المبادرة.
وردت الصين بشكل غاضب في بعض الأحيان على مثل تلك الشكوك واعتادت أن تصور منتقديها على أنهم متحاملون على الصين.
تحاول هذه الانتقادات احتواء صعود الصين ويتجاهلون في ذات الوقت ما تصفه بكين بالنوايا الطيبة الحقيقية.
المبادرة تهدف إحياء طريق الحرير
وتهدف مبادرة الحزام والطريق لإحياء طريق الحرير لربط الصين مع آسيا وأوروبا وأفريقيا من خلال مشروعات ضخمة للبنية التحتية.
واجتمع شي مع زعماء أجانب، من بينهم حلفاء مقربون مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان.
وقال لهم إن المبادرة يجب أن تكون صديقة للبيئة ومستدامة وإن الخطة ستحقق أيضا نموا عالي الجودة للجميع.
وخلال لقاء مع رئيس الوزراء اليوناني اليكسيس تسيبراس قال شي إن المبادرة تتعلق بالترويج للتعاون الدولي لتحقيق فائدة مشتركة للجميع.
وتحرص الصين على إثبات أن مبادرة الحزام والطريق تحظى بالقبول حتى في دول غربية ومنها إيطاليا.
إيطاليا أول دولة غربية توقع على المبادرة
وكانت إيطاليا أول دولة من مجموعة السبع الصناعية الكبرى توقع على المبادرة الشهر الماضي.
كما حضر قمة المبادرة في بكين وزير المالية البريطاني ووزير الخارجية الفرنسي ووزير الاقتصاد الالماني.
ولكن هذه الدول طالبت الصين بضرورة تطبيق معايير مرتفعة من الشفافية.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمام القمة إن نجاح مشروعات الحزام والطريق سيعتمد على إصرارنا بالوفاء بالتزاماتنا.
وتضم هذه الالتزامات الانفتاح والشفافية والمنافسة العادلة وتحقيق الاستدامة البيئية .
وأكد وزير المالية البريطاني فيليب هاموند على إن نجاح المبادرة يعتمد على وفائها بأعلى معايير الشفافية الدولية وبالحوكمة وبالنزاهة البيئية .
وقالت أونج سان سو كي زعيمة ميانمار، الدولة الصديقة للصين، إن مبادرة الحزام والطريق يجب أن تراعى الحقائق على الأرض.
وأضافت أنه لا يجب أن تتسم المشروعات بالجدوى الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية والبيئية وأن تحظى بثقة ودعم المجتمعات المحلية .
ولم يقدم شي تفاصيل عن أي تمويل جديد للمبادرة غير أنه أعلن توقيع صفقات تفوق قيمتها 64 مليار دولار بالقمة.
وأعلنت قمة الحزام والطريق عن قائمة ضمت 283 مشروعا منها متحف طريق الحرير وتتجاوز المشروعات التقليدية كالسكك الحديدة والموانئ.