قال محمد الحسانين، رئيس تكتل شركات السياحة العاملة فى السوق الإسبانية، ورئيس مجموعة «جلاكسيا تورز» للسياحة، إن شركته تستهدف الوصول بحجم أعمالها إلى 100 مليون جنيه، وذلك مع نهاية العام الجارى.
وأضاف – فى حواره لـ«المال» – أن شركته تكبدت خسائر خلال العام الماضى بلغت نحو 5 ملايين و680 ألف جنيه بسبب جائحة كورونا، كما تكبدت أيضا خسائر وصلت إلى 8 ملايين فى عام 2019.
وأشار إلى أن عام 2021 كان أفضل من العام الماضى من حيث حجم الحركة السياحية الوافدة لمصر، أملاً فى الخروج من هذا العام بدون تكبد أى خسائر للشركة.
حجم الأسطول تقلص إلى 11 أتوبيسا من مختلف الأحجام بسبب «كورونا»
ولفت إلى أن شركته كانت تمتلك نحو 32 أتوبيسا ولكن بسبب الخسائر التى تكبدتها وتداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، تقلص حجم الأسطول ليصل إلى 11 حافلة فقط من بينهم 6 أتوبيسات جديدة كان تم التعاقد عليهم قبل أزمة كورونا.
وأشار إلى أنه قام بسداد %50 من قيمة الصفقة عبر تمويل ذاتى والنسبة المتبقية من خلال البنوك، لافتا إلى أنه لا يعتزم شراء أى أتوبيسات سياحية جديدة خلال الفترة المقبلة.
وأكد أنه قام خلال الفترة الماضية بتجديد الأسطول المملوك للشركة إذ تراوحت تكلفة تطوير العربة الواحدة من 50 إلى 70 ألف جنيه حسب حجم الأتوبيس.
وعن خطة الشركة فيما يخص السياحة الخارجية، قال «الحسانين» إن النشاط الرئيسى للمجموعة هى السياحة الوافدة، مضيفا أن أبرز الأسواق التى تعمل عليها «جلاكسيا تورز» من دول إسبانيا، أمريكا اللاتينية، شرق أوروبا، بالإضافة إلى الدول الإسكندنافية والصين.
وأضاف أنه يستهدف التوسع فى أسواق أمريكا الشمالية وكندا خلال الفترة المقبلة، منوها بأن شركته متخصصة فى السوق الإسبانية، كما تعمل فى السوق الإسكندنافية على سياحة الحوافز.
وتابع إنه بعد فتح حركة الطيران بين الدول بدأت الشركة فى جلب رحلات طيران شارتر من دول أوروبا الشرقية إلى المقاصد السياحية المصرية، خلال شهر يونيو الماضى، كما تم جلب سائحين من إسبانيا، مقدونيا، صربيا وبلغاريا.
وأشار إلى أن المجموعة بالتعاون مع تحالف مكون من 7 شركات سياحة مصرية عاملة فى السوق الإسبانية قامت بتسيير رحلات طيران شارتر من إسبانيا إلى الأقصر بهدف تنشيط الحركة السياحية الوافدة لمدن السياحة الثقافية، بدءا من أغسطس الماضى.
وأوضح أن التحالف قام بتدشين برنامج كامل شامل الطيران والإقامة والزيارات، وتضمن رحلة طيران شارتر يوم الإثنين من كل أسبوع من إسبانيا إلى الأقصر، ثم يتم إطلاق رحلة أخرى من أسوان إلى القاهرة للإقامة فيها، وبعد ذلك رحلة العودة إلى إسبانيا، وتصل مدة الإقامة فى البرنامج إلى 7 ليال/ 8 أيام.
بعض الشركات تلقت تساؤلات حول إلغاء الحجوزات بعد المتحور الجديد
وعن توقعاته لحجم تأثير المتحور الجديد لجائحة كورونا (أوميكرون) على حركة السياحة، قال إن هناك مخاوف وقلقا فى جميع أنحاء العالم من المتحور الجديد، قائلاً «بعض الشركات تلقت تساؤلات حول فكرة إلغاء الحجوزات السياحية بسبب التخوف من المتحور الجديد».
ولفت إلى أن السياحة صناعة حساسة وتتأثر بأى متغيرات سواء سياسية أو أوبئة، وهو ما ينعكس على القطاع المصرفى والذى يكون حريصا فى التعاملات المالية مع العاملين فى السياحة.
فى سياق متصل، قال «الحسانين» إن شركته تعمل فى السوق الصينية منذ عام 2006، واصفا إياها بالسوق «المؤلمة» بسبب قيام بعض شركات السياحة المصرية باتباع سياسة حرق الأسعار بشكل مبالغ فيه، رغم أن تكلفة البرنامج للصين مرتفعة، كما أن السائح الصينى حجم إنفاقه مرتفع.
وأكد أن شركته لم تسترد حتى الآن مستحقاتها من الجانب الصينى والتى لا تقل عن 200 ألف دولار.
ولفت إلى أن زيادة حجم الحركة السياحية الوافدة إلى مصر من أى سوق مرتبطة بتطورات جائحة فيروس كورونا.
وعن المكاتب الخارجية، أكد أن شركته تمتلك 3 مكاتب خارجية تابعة لها فى الصين بمدن شنغهاى، بكين وجونزوا ولكن المكاتب متوقفة حاليا بسبب أزمة كورونا، كما تمتلك الشركة مكتبا فى دبى.
وأشار إلى أنه يخطط لفتح مكتب فى المملكة العربية السعودية خاصة فى ظل المتغيرات التى تشهدها المملكة فيما يخص السياحة.
على صعيد آخر، أكد «الحسانين» أن شركته لن تشارك فى موسم العمرة الحالى، متوقعا بدء رحلات العمرة للمصريين خلال شهر يناير المقبل خاصة وأن الضوابط المنظمة للموسم لم تصدر بعد.
تجدر بالإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية قامت مؤخرا بالإعلان عن تفاصيل إصدار تأشيرات العمرة والدخول للمملكة، من جانب الراغبين فى أداء العمرة من كل الدول المسموح لها بالسفر المباشر إلى المملكة، ومن ضمنها مصر.
وأعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية أن الشرط الأول لإصدار تأشيرات العمرة والدخول للمملكة هو أن يكون الشخص مستكملاً لجرعات اللقاح والتحصين، قبل إصدار تأشيرة العمرة، حتى يتمكن من الدخول إلى السعودية لأداء مناسك العمرة، وأن هناك مرتكزات أساسية للضوابط والآليات التنفيذية لاستقبال ضيوف الرحمن.
وأشار إلى أنه تقدم بطلب إلى بعض البنوك المحلية للحصول على قرض دون أن يوضح قيمته وجار استكمال الإجراءات اللازمة، منوها بأن مبادرة البنك المركزى لتمويل رواتب وأجور العاملين بالقطاع السياحى جيدة، متابعا أن شركته استفادت من هذه المبادرة.
كان البنك المركزى المصرى، أطلق 4 مبادرات لدعم القطاع السياحى خلال الأشهر الماضية، وهى: مبادرة إحلال وتجديد فنادق الإقامة والفنادق العائمة وأساطيل النقل السياحى، ومبادرة العملاء غير المنتظمين من الأشخاص الاعتبارية العاملة بقطاع السياحة، ومبادرة تأجيل استحقاقات الشركات العاملة فى قطاع السياحة، ومبادرة تمويل رواتب وأجور العاملين بالقطاع السياحى لمدة ستة أشهر، وتمويل مصروفات الصيانة والتشغيل الأساسية بضمان وزارة المالية.
وأتاح البنك المركزى 3 مليارات جنيه لتمويل سداد مستحقات العاملين بالقطاع السياحى من رواتب وأجور لمدة ستة أشهر، اعتبارًا من تاريخ منح التسهيلات الائتمانية للعملاء، وتمويل مصروفات الصيانة والتشغيل الأساسية.
وبسؤاله عما إذا كانت الشركة تستهدف زيادة أسعار الخدمات التى تقدمها خلال العام المقبل، قال إن هناك إمكانية لزيادة الأسعار دون أن يحدد نسبة الزيادة، مرجعا ذلك إلى ارتفاع تكاليف التشغيل.
وعن الفندق العائم المملوك للشركة، قال «الحسانين» إن هناك تحسنا فى نسب إشغالاته والتى تتراوح حاليا مابين 50 إلى %55 مشيرا إلى أن أبرز الجنسيات الوافدة إليه من إسبانيا، اليابان وبلجيكا.
وحول رؤيته فيما يتعلق بكيفية نجاة السياحة فى ظل أزمة كورونا، قال إنه لابد من التسويق للسياحة المصرية عالميا وليس محليا، بالإضافة إلى ضرورة عمل أحداث مهمة بشكل سنوى مثل التى شاهدناها خلال العام الجارى مثل موكب المومياوات واحتفالية طريق الكباش.
كانت مصر شهدت يوم 25 نوفمبر الماضى، فعاليات الحفل المهيب لافتتاح طريق الكباش بالأقصر، والذى يعد أقدم طريق أثرى فى العالم، وذلك بعد الانتهاء من مشروع تطويره، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسى، والدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، بالإضافة إلى وزير السياحة والآثار الدكتور خالد العنانى، ووزير الآثار الأسبق زاهى حواس وعدد من الوزراء والشخصيات المهمة والسفراء.
كما طالب بضرورة التنسيق ما بين الجهات المختصة وبعضها، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع القطاع السياحى حتى لا يتم إعاقه عمله.