تتبنى شركة «جلاسروك للصوف الصخرى والزجاجي»– إحدى شركات «أسيك للتعدين» التابعة لمجموعة القلعة القابضة للاستشارات المالية –، خطة توسعية خلال العام الجارى على الصعيدين المحلى والخارجى.
وتدرس الشركة إضافة خط إنتاج لمواسير الصوف الزجاجى خلال العام، إلى جانب السعى لمضاعفة كميات التصدير للأسواق الخارجية.
حاورت «المال» أمير نجيب، رئيس مجلس الإدارة «جلاسروك للصوف الصخرى والزجاجي»، للحديث عن الخطة الاستثمارية للعام الجارى، ووضع الصادرات، وأبرز التحديات أمام الشركة فى الفترة المقبلة.
وقال إن الشركة تتبنى رؤية متفائلة لحركة الطلب فى السوق المحلية بشكل عام خلال العام الجارى، وذلك بدعم من هدوء تأثيرات جائحة «كورونا» مقارنة بالسنوات الماضية.
وأشار إلى أن الشركة تُخطط لزيادة طاقتها الإنتاجية خلال العام الجارى، إذ تدرس إضافة خط لإنتاج مواسير العزل من الصوف الزجاجى بتكلفة استثمارية قد تتجاوز 3 ملايين دولار.
ولفت نجيب إلى أن الشركة تمتلك حاليًا خطى إنتاج رئيسيين، أحدهما للصوف الصخرى والآخر للصوف الزجاجى، إلى جانب خطين مكملين، أحدهما مخصص لإنتاج مواد عزل الأجهزة المنزلية والآخر لمواسير الصوف الصخرى.
50 ألف طن حجم الطاقة حاليا بواقع 30 ألف للصوف الصخرى.. و20 ألف لـ«الزجاجي»
وأضاف أن الطاقة الإنتاجية للخطين الرئيسيين تُقدر بنحو 50 ألف طن سنويًا بواقع 30 ألفا للصوف الصخرى، و20 ألفا لنظيره الزجاجى.
وقال إن «جلاسروك» بدأت خلال الفترة الماضية التوجه للتركيز على إنتاج مواد عزل فى صورة الاستخدام النهائى، بما يُناسب استخدامات الأجهزة المنزلية وغيرها، وذلك بغرض تلبية احتياجات السوق المحلية المتزايدة فى تلك الجزئية.
ولفت إلى أن الشركة كانت قد أضافت بالفعل خطًا خلال 2021 لإنتاج مواد عزل الأجهزة المنزلية بمصنع الشركة.
يُذكر أن «المال» كانت قد نشرت أواخر 2021، أن الخط الجديد سيكون مخصصا لإنتاج مواد العزل المستخدمة فى مصانع إنتاج الأجهزة المنزلية كالأفران والبوتاجازات وغيرها من المنتجات التى تحتاج لمواد عزل.
وبشكل عام، قال أمير نجيب إن الأوضاع الاقتصادية فى الأسواق على الصعيدين المحلى والعالمى بدأت فى التحسن منذ أواخر العام الماضى، من حيث حركة البيع والشراء والعودة لتدشين المشروعات وغيرها، وذلك مقارنة بالفترة الأولى من العام ذاته وعام 2020، والذى مثل البداية لجائحة «كورونا».
وتابع: على الرغم من ذلك فإن الأسواق لم تصل فى الوقت الراهن لحالة التعافى الكامل، إذ لا تزال هناك بعض الضغوط الكبيرة التى تقع على عاتق العديد من الشركات وعلى رأسها الكيانات الصناعية.
صعوبة توفير المواد الخام وغلاؤها وتأزم حركة الشحن أبرز التحديات
وقال إن هناك بعض الضغوط التى تواجه الشركة خلال العام الجارى، تتمثل فى صعوبة توفير المواد الخام، وارتفاع أسعارها، إلى جانب استمرار تأزم حركة الشحن والتوريد.
ولفت نجيب إلى أن الشركة تستورد غالبية المواد الخام اللازمة لعمليات الإنتاج المتمثلة فى فحم الكوك وطبقات الحماية والتغليف من الأسواق الخارجية بدول جنوب شرق آسيا وأوروبا.
أسعار خامات التغليف ارتفعت %35.. وبنسبة 80 إلى %100 لفحم الكوك بالنصف الثانى من العام الماضي
وأوضح أن زيادة الأسعار مثلت عبئا إضافيا على التكلفة النهائية للشركة، مشيرًا إلى أن أسعار خامات التغليف زادت بمعدل %35 وبواقع 80 إلى %100 بالنسبة لأسعار فحم الكوك وذلك خلال النصف الثانى من العام الماضى.
وفسر بأن أسعار فحم الكوك مرتبطة بأسعار البترول العالمية، التى تواصل ارتفاعاتها منذ فترة، موضحًا أن «جلاسروك» كانت تعتمد سابقًا على توفير الفحم من شركة النصر لصناعة الكوك، ولكن توقف إنتاج الأخيرة دفعها لمحاولة توفير المنتج من الخارج.
وقال إن لجوء «جلاسروك» لاستيراد الفحم من الخارج ضغط على رأسمالها العامل، وذلك بسبب اضطرارها لاستيراد كميات كبيرة تكفى لتأمين الإنتاج والتحوط ضد أزمات تأخر الشحنات وغيرها.
وتابع: الشركة فى فترات تعاملها مع شركة «النصر للكوك» كانت تستورد كميات محدودة نظرًا لتوفر المنتج محليًا.
أمير نجيب لـ«المال»: مفاوضات مع جهات حكومية للسماح برفع سقف التسهيلات الائتمانية
وأوضح أن الشركة تتفاوض حاليًا مع جهات حكومية للسماح برفع سقف التسهيلات الائتمانية الخاصة برأس المال العامل ومراعاة عمليات زيادة الأسعار، بما يسمح للشركة بتوفير مستلزمات إنتاجها.
تجدر الإشارة إلى أن الحكومة المصرية تدرس تصفية شركة «النصر لصناعة الكوك والكيماويات الأساسية» المملوكة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وذلك بعد تكبدها خسائر.
وعلى جانب التعاقدات الخاصة بـ«جلاسروك»، لفت أمير إلى أن الشركة لديها تعاقدات حالية مع العديد من المشروعات القومية بالعاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة وغيرها.
يُذكر أن جلاسروك أعلنت سابقًا أنها وردت مواد العزل من الصوف الزجاجى والصخرى للكثير من المشروعات القومية الاستراتيجية، مثل محطة إنتاج كهرباء غرب القاهرة، ومحطة إنتاج الكهرباء بالوليدية أسيوط، ومجمع النافتا بالوجه القبلى، إلى جانب حى الوزارات والكيان العسكرى وحى الأعمال والبنوك بالعاصمة الإدارية الجديدة، والرقابة الإدارية والأوبرا.
كما أنها أعلنت فى يوليو 2018 عن بدء توريد متطلبات الحى الحكومى بالعاصمة الإدارية الجديدة من الصوف الصخرى العازل، بما يقرب من 400 ألف متر مربع مسطح يغطى 19 مبنى حكوميًّا كمرحلة أولى.
وأوضح أن تلك التعاقدات المحلية تأتى بخلاف التعاقدات الخارجية التى تُجريها الشركة مع كبرى المشروعات الصناعية بدول خارجية.
وقال إن الشركة تُصدر حاليًا حوالى 50 إلى %60 من الإنتاج بخلاف تعاقدات المشروعات الكبرى، موضحًا أن «جلاسروك» تُصدر إنتاجها للعديد من الدول الخارجية بدول أوروبا الشرقية والغربية وجنوب شرق آسيا والهند وأيضًا القارة الأفريقية ودول الخليج، وكانت «المال» قد نشرت سابقًا أن «جلاسروك» تُصدر منتجاتها لحوالى 25 سوقا خارجيا.
ونوه بأن التغيرات الكبيرة التى شهدتها الأسواق الخارجية خلال الفترات الماضية غيرت خريطة الصادرات للشركات، بمعنى أنها ساهمت فى فتح أسواق جديدة، وتضرر أخرى.
وأكد أن برنامج دعم الصادرات الذى أقرتهُ الحكومة المصرية مؤخرًا من المفترض أن يُساهم فى دعم الشركات المُصدرة، وبناء عليه توقع أن تتمكن «جلاسروك» من مضاعفة كميات التصدير خلال 2022.
ولفت إلى أن الشركة لديها مخططات للتوسع الخارجى فى عمليات التصدير بدول إفريقيا وبعض الأسواق الأوروبية الأخرى.
يُذكر أن الحكومة المصرية كانت قد أقرت سابقًا برنامجًا جديدًا لدعم الصادرات عقب اعتماد مجلس الوزراء لهُ، سعيًا لتنفيذ خطة لمضاعفة الصادرات والوصول بها إلى 100 مليار دولار سنوياً.
وعلى جانب آخر، قال إن الشركة تتبنى جانب البحث العلمى والتطوير لتحسين المنتجات الخاصة بها لزيادة القدرة على المنافسة العالمية، موضحًا أن منتجاتها حاصلة على شهادات الاعتماد للمواصفات الأوروبية.
وعلى هذا الصعيد، أوضح أن الشركة أتمت مؤخرا تجارب ناجحة لإنتاج المواد العازلة باستخدام مواد متوافقة مع البيئة بنسبة %100 (ECO-Binder Product) وهو ما يلبى الطلب العالمى المتنامى لهذه النوعية من المنتجات كما أنه يدعم بقوة الشركات المحلية المنتجة للأجهزة المنزلية فى عمليات تصدير منتجاتها حيث أصبح استخدام مواد متوافقة مع البيئة شرط أساسى لقبولها فى الأسواق العالمية.
وأكد أن الشركة متفردة فى إنتاج الصوف الزجاجى فى مصر والقارة الأفريقية، لافتًا إلى أنه على صعيد الخطة المستقبلية فإن «جلاسروك» تعتزم مواصلة التوسع بإنتاج مواد عزل الأجهزة المنزلية.
وعلى جانب آخر، قال إن شركات العزل العاملة فى السوق المحلية بشكل عام تحتاج للدعم الحكومى، بالحماية من الإغراق الخارجى، وعلى رأسها منتجات الصوف الزجاجى تركية الصنع، إلى جانب تشجيع استخدام منتجات العزل المصرية فى المشروعات الصناعية بدلاً من نظيرتها المستوردة.
ولفت إلى ضرورة وجود رؤية من الجهات الحكومية لتشجيع استخدام مواد العزل فى البناء وخاصة فى ظل زيادة ظاهرة التغيرات المناخية، والحاجة الكبيرة لترشيد استهلاك الطاقة.
وقال إن مواد العزل فى الوقت الحالى مقتصرة فقط على المنشآت الصناعية والمشروعات الحكومية الإدارية، مقترحًا أن يكون هناك تحرك لدخولها فى المبانى السكنية كونها تساهم فى ترشيد استهلاك الكهرباء وأيضًا تقليل الانبعاثات الكربونية الضارة.
وتُعد «جلاسروك» إحدى الكيانات التابعة لشركة «أسيك للتعدين» وتأسست عام 2012 لتقديم حلول لترشيد استهلاك الطاقة وتحقيق أهداف القطاعين الصناعى والإنشائى فى الاستدامة، وتقدم منتجات الصوف الصخرى والزجاجى، التى تدخل فى العديد من تطبيقات العزل الحرارى والصوتى، إلى جميع المنشآت السكنية والتجارية.
كما تدخل منتجات الصوف الزجاجى والصوف الصخرى فى الأجهزة المنزلية والكبائن المتنقلة وأجهزة التبريد والعديد من التطبيقات الزراعية الحديثة مثل استخدامها كبديل للتربة بما يُعرف بالتربة الهيدروبونيك.