يهدد جفاف نهر بارانا بتهديد إمدادات فول الصويا للعالم ويلحق أضرارا بالاقتصاد الأرجنتيني الذي يعاني بالفعل من تداعيات فيروس كورونا، بحسب وكالة بلومبرج.
يشق نهر بارانا طريقه قاطعا آلاف الأميال من الغابات المطيرة ومزارع فول الصويا والذرة الشاسعة في أمريكا الجنوبية. وتحول النهر ليصبح بمثابة الممر الرئيسي للتجارة في الأرجنتين.
تهديد إمدادات فول الصويا
وتمر من خلال المياه الموحلة لهذا النهر 80% من صادرات الأرجنتين الزراعية قبل أن تصل إلى المحيط الأطلنطي.
وبحسب وكالة بلومبرج، عندما انخفضت مستويات النهر لتصل إلى أدنى مستوياتها منذ أربعينات القرن الماضي بفعل الجفاف والتغير المناخي تضرر الاقتصاد الأرجنتيني الذي يكافح من أجل التعافي من تداعيات الجائحة.
ووجد تجار الحبوب أنفسهم مضطرين فجأة لخفض أحمال البضائع المحمولة على ظهور السفن خوفا من توقفها داخل الأوحال على ضفاف النهر الضحل والاحتياج بالتالي إلى إضافة أحمال عند بلوغ موانئ بحرية أعمق أو التعاقد على سفن أخرى.
وكلا الاختيارين باهظ التكلفة ومستهلك للوقت مما تسبب في عرقلة تجارة تجلب 20 مليار دولار سنويا على هيئة صادرات.
ويتم كذلك تكبد خسائر من جانب الواردات، إذ أن انخفاض منسوب النهر يتسبب في تقليص الطاقة الكهربائية المولدة من النهر والاحتياج بالتالي لتخصيص المزيد من الأموال لشراء الديزل المستخدم كوقود في محطات توليد الكهرباء.
وقفزت واردات الديزل لتصل إلى أعلى مستوياتها منذ عام 2018 لأن سد ياكريتا الذي يوفر عادة 14% من إجمالي الطاقة الكهربائية المولدة في الأرجنتين بات يعمل عند ثلث طاقته القصوى.
تراجع صادرات الأرجنتين الزراعية له تبعات عالمية، إذ أن البلاد تعد مركز رئيسي لإنتاج الزيوت النباتية والحبوب، وتشغل المرتبة الأولى عالميا كأكبر مصدر لفول الصويا المستخدم في إطعام الماشية ولزيت فول الصويا المستخدم في الطهي والوقود الحيوي. وتعد الأرجنتين كذلك ثالث أكبر مصدر للذرة.
وبسبب سوء الأوضاع في نهر بارانا، أعلنت الأرجنتين حالة الطوارئ المائية في سبع ولايات يوم 24 يوليو، مما سمح للحكومة الأرجنتين اتخاذ إجراءات خاصة لتخفيف تأثير الجفاف على الشركات والأعمال.
وقال مارسيلو الزوندو، الاستشاري الأرجنتيني المتخصص في التجارة ” الأرجنتين تعاني من نقص في العملة الصعبة بما يعني أن خروج دولارات قليلة بغرض استيراد مقادير إضافية من الطاقة يفاقم انعدام اليقين”.