يختلف روبوت المحادثة “جروك” (Grok)، الذي أطلقه إيلون ماسك عبر منصة “X”، اختلافًا جذريًا عن روبوتات الدردشة الأخرى مثل ChatGPT وPerplexity، حيث يعتمد على أسلوب ساخر يُحاكي طريقة تفاعل المستخدمين على المنصة. هذا الأسلوب غير التقليدي جعله محور انتقادات واسعة، إذ يرى البعض أن ردوده تحمل طابعًا لاذعًا، وربما مستفزًا، مما أثار تساؤلات حول طبيعة البيانات التي تم تدريبه عليها.
جاء إطلاق “جروك” كجزء من استراتيجية ماسك لتحويل منصة “X” إلى “تطبيق شامل”، وذلك بعد استحواذه على تويتر وإعادة تسميته. ومنذ طرحه، أثار الروبوت جدلًا واسعًا، خاصة مع قدرته على الرد المباشر على تعليقات المستخدمين، وهو ما أتاح له التفاعل مع ملايين المنشورات، وأدى أحيانًا إلى استجابات مثيرة للجدل.
مع تصاعد الجدل، ظهرت ادعاءات تفيد بأن “جروك” قد يكون قد تم تدريبه على رسائل وتعليقات مستخدمي “X”، ما يفسر أسلوبه المشابه لأسلوب المستخدمين وحتى ردوده التي قد تبدو مسيئة أو متحيزة في بعض الأحيان. ويرى البعض أن هذا التدريب المزعوم يجعله أقل موثوقية، حيث يمكن أن تعكس إجاباته تحيزات معينة ناتجة عن البيانات التي استُخدمت لتطويره.
في الهند، استغل المستخدمون إمكانيات “جروك” إلى أقصى حد، مستخدميه للتحقق من صحة المنشورات وتوسيع نطاقها، وهو ما أدى إلى ردود استقطابية أثارت مزيدًا من الجدل. من ناحية أخرى، اعتبر بعض المستخدمين أن وجود روبوت دردشة يعتمد على السخرية قد يشكل تهديدًا للنقاشات الجادة، حيث يمكن أن يؤدي أسلوبه إلى تصعيد الخلافات بدلًا من تهدئتها.
رغم أن “جروك” يستشهد بمصادر عند إنشاء إجاباته، إلا أن بعض التقارير وصفته بأنه غير موثوق نظرًا لاحتمالية تأثره بالبيانات التي تم تدريبه عليها. ويثير ذلك تساؤلات حول مدى ملاءمته لمنصة بحجم “X”، خاصة مع تزايد المخاوف من تأثيره على جودة النقاشات العامة.