جامعة تسينجهوا: الحل السياسى له الأولوية فى معالجة معضلات الشرق الأوسط

شارك فى ندوة جامعة تسينجهوا الصينية دبلوماسيون منهم السيد وو سي كه المبعوث الصيني الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط. وحضر أيضا مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي، ودونغ مان يوان الباحث بالمعهد الصيني للدراسات الدولية.

جامعة تسينجهوا: الحل السياسى له الأولوية فى معالجة معضلات الشرق الأوسط
خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

2:52 م, الأربعاء, 10 يوليو 19

نظمت جامعة تسينجهوا الصينية بالتعاون مع معهد الشعب الصيني للشؤون الخارجية جلسة نقاشية هذا الأسبوع حول الوضع الجيوبوليتيكى والاستقرار فى الشرق الأوسط ضمن فعاليات الدورة الثامنة لمنتدى السلام العالمي التى أقيمت تحت عنوان: “استقرار النظام العالمى: المسؤوليات المشتركة والإدارة المشتركة والمنافع المشتركة” الذى يتناول الأوضاع المتفاقمة بالمنطقة مع سعى دبلوماسيين سابقين وخبراء صينيين وعرب إلى استكشاف سبل مواجهة وتسوية القضايا والمشكلات المتشابكة والمعقدة في المنطقة وماذا يمكن للمجتمع الدولي أن يفعل لحلها.

وشارك فى ندوة جامعة تسينجهوا الصينية دبلوماسيون منهم وو سى كه المبعوث الصينى الخاص السابق لمنطقة الشرق الأوسط.

وحضر أيضا مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق السفير محمد حجازي، ودونغ مان يوان الباحث بالمعهد الصيني للدراسات الدولية.

وشارك أيضا الدكتور عبد الله السعود والسيد تركى محمد السديرى من مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية بالمملكة العربية السعودية.

تفاقم التوترات فى الشرق الأوسط أكثر من أى وقت مضى

ورأى وو سي كه أن الوضع في الشرق الأوسط هذا العام يشهد توترات أشد مقارنة بأى وقت مضى.

وأشار إلى أن القضية الفلسطينية التى تمثل لب الصراع فى الشرق الأوسط تشهد مزيدا من التعقيدات.

وأضاف أن القضية السورية لا تزال قائمة دون حل مع تزايد الوضع فى ليبيا اضطرابا، واستمرار الحرب اليمنية.

وأكد أيضا على اشتداد التوتر فى منطقة الخليج لا سيما التصعيد الأخير بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية.

التحدى لأقصى حد نهج واشنطن وطهران

وتابع وو سي كه، قائلا إن واشنطن وإيران تبنيتا فى الفترة الأخيرة نهج “التحدى إلى أقصى حد”.

واتبع دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة أسلوب الإجراءات الصارمة والضغط الشديد والتهديدات العسكرية.

أما الجانب الإيراني فاتخذ أيضا إجراءات مضادة ويتوقف عن التقيد ببعض التزاماته بموجب الاتفاق النووي وتجاوز إجمالي مخزون اليورانيوم المخصب.

وبلغت النسبة المحددة بموجب الاتفاق النووى في إيران 300 كيلوجرام ولكن إيران تجاوزت هذه النسبة.

وتحاول واشنطن وإيران تجنب الذهاب إلى المواجهة العسكرية ولكنهما يواصلان اختبار “الحدود القصوى” لكل منهما، وهذا أمر فى غاية الخطورة.

مخاوف من التصعيد الأمريكى والإيرانى

وذكر وو سي كه أن البعض يساوره القلق من التصعيد الأمريكي الإيراني وما إذا كان سيتطور لاحقا لصراع عسكرى أم لا.

ورأى أن احتمالية نشوب صراع عسكرى ليست كبيرة ومن المستحيل تقريبا أن تلجأ واشنطن أو طهران إلي هذا الطريق.

ومن السهل إطلاق عمليات عسكرية، لكن صعوبة السيطرة على الوضع بعد ذلك وعواقب أي حرب تنشب واضحة للغاية أمام الجانبين.

ورأي وو سي كه أن السبيل أمام الأطراف المعنية لتجنب وقوع مواجهة عسكرية، هو مناقشة الأسباب الجذرية لهذه المسألة ومعالجتها.

وتتم هذه المعالجة من خلال العودة إلى طاولة المفاوضات وضمان تنفيذ الاتفاق النووى الإيراني لتخفيف التوتر فى الشرق الأوسط.

أما حول القضية الفلسطينية، فقد اتفق المشاركون على أنه لحل القضية الفلسطينية، لابد من ضمان تحقيق المطالب المشروعة للشعب الفلسطينى.

وأكد المشاركون أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية يمثل توافقا مشتركا للمجتمع الدولى.

وأشار وو سي كه إلى أن ورشة العمل، التي نظمتها الإدارة الأمريكية في البحرين حول القضية الفلسطينية في نهاية يونيو الماضي، كانت تهتم بتنمية فلسطين وتحسين معيشة شعبها، لكنها لم تتناول القضايا السياسية، لذلك قاطعها الجانب الفلسطينى.

المجتمع الدولى له رؤية واضحة للقضية الفلسطينية بالشرق الأوسط

وتابع بقوله إن المجتمع الدولي لديه رؤية واضحة تجاه القضية الفلسطينية تتمثل فى إعطاء الأولوية لإيجاد حل سياسي لها.

وأضاف أن الطرح الاقتصادي لن يكون بديلا لحل سياسي، فمن المستحيل التحايل لحل القضية بالشرق الأوسط بطرق أخرى، ولن تقبل فلسطين.

وشاطره الرأى الدكتور حجازى، قائلا: إن هناك إجماعا على أن المشكلة الحالية ليست قضية اقتصادية، بل سياسية.

وأعرب عن ضرورة حماية الحقوق والمصالح المشروعة للفلسطينيين والعمل في الوقت نفسه على إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتفكيك مستوطناته.

وأضاف حجازي أنه لا يمكن لأي اتفاق اقتصادي تلبية مطالب الشعب الفلسطيني، لذلك من الضروري إيجاد حل سياسي للقضية.

وأكد أن إيجاد حل سياسي للقضية يجب أن يتم قبل كل شيء وتحقيق السلام وفق مبدأ حل الدولتين.

كما رأى أن الشرق الأوسط يحتاج ليكون له إعلان مخصص لحل المشكلات من خلال الوسائل السياسية ووضع إطار أمني إقليمي.

وهذه المادة نقلا عن وكالة الأنباء الصينية “شينخوا” وفق اتفاق لمشاركة المحتوى مع جريدة المال.

خالد بدر الدين

خالد بدر الدين

2:52 م, الأربعاء, 10 يوليو 19