ناقشت الباحثة نيفين حسن بدر، المعيدة بجامعة النيل الأهلية، أطروحتها للماجستير، ظهر اليوم، بكلية التجارة جامعة القاهرة، والتي كانت تحت عنوان: “الإدراك المعرفي للمستهلكين عند تبني منصات البث عبر الإنترنت”، وكانت المناقشة علنية بحضور عدد من الأكاديميين وخبراء قطاع التأمين.
وقامت الدراسة بعرض أحوال الأسواق الآنية شديدة التنافسية، حيث طوّر المنتجون آليات توقعات قوية، يعرف بها الرضا الفوري عند طرح أي منتج أو خدمة، لا سيما بعد أحدث خيارات الترفيه الرقمي التي توفرها خدمات “الفيديو حسب الطلب” (SVOD) والتي تعني streaming Video On Demand service بهدف تقديم رؤية تفصيلية حول عوامل جذب المستهلكين للخدمات الجديدة، ومدى ارتباطها بتقدم مستوى المحتوى المعروض.
وتعني خدمات “الفيديو حسب الطلب” (SVOD) شكلًا من طرق توزيع الشركات المسوقة لمحتويات الفيديو للمشتركين بجميع أنحاء العالم، بدلًا من بث الفيديو المباشر للعملاء في وقت محدد، أو استضافة ندوة عبر الإنترنت، حيث يمكن إنشاء محتوى فيديو مسبقًا وتوزيعه وفقًا لاحتياجات الجمهور المستهدف.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن الجوانب المختلفة لخدمات SVOD، مثل “إستراتيجيات التسعير” و”ميزات المحتوى” و”تقنية النظام الأساسي” و”إستراتيجيات التسويق والاتصالات” و”المشاركة الاجتماعية”، كان لها تأثير كبير على المفاهيم المسبقة للمستخدمين قبل التبديل إلى خدمات SVOD.
وأشارت الدراسة، إلى أن المشاهدين لوسائل البث المتعددة قد بدأوا في التخلي عن البث التلفزيوني التقليدي لصالح خدمات بث الفيديو عبر الإنترنت، ومع ذلك، فإن وفرة وسائل الترفيه المتاحة قد استنفدت نطاق المتعة البشرية، لذلك، يجب أن تفي الموثوقية والقيمة الترفيهية لخدمات البث عبر الإنترنت بالمعايير التي وضعها الجمهور، ولذلك اعتبرت الدراسة “الإدراك المعرفي” لـ”خدمات الترفيه” بمثابة حلقة قد تتأثر بمتغيرات مختلفة في هذا الأطروحة، حيث تتجاوز العملية مجرد تعويد الناس على النوع الجديد من الخدمات الترفيهية التي أصبحت موجودة في كل مكان في الحياة الحديثة بسبب رقمنة “الترفيه”.
وأضافت الباحثة خلال دراستها، أن خدمات SVOD تزود المشاهدين بأشكالهم المفضلة من الترفيه وتجذب اهتمام المشاهدين بنجاح أثناء اشتراكهم، مما يجعل المنافسة قائمة دائمًا بين المؤسسات التي تعتمد على إنشاء المحتوى، بينما يظل المستهلكون مهتمين دائمًا بالترفيه.
وكشفت الأطروحة عن فجوة كبيرة تتلخص في اعتماد العملاء وولائهم لواحد أو أكثر من موفري SVOD، ما يعني رغبة العملاء في الاستمرار في استخدام “البحث القاطع” الذي يدعم قرارهم في الأصل، وهو ما حاولت الباحثة من جرّائه إلى بحث مدى التوسع في الإدراك المعرفي للعملاء في هذا السياق، حيث تكتسب خدمات البث شهرة سريعة، ولكنها تعتبر أيضًا “وحوشًا جديدة”؛ نظرًا لاعتمادها الشديد على خدمات الجهات الخارجية والتكنولوجيا المتطورة.
وعلى هامش المناقشة، قال جمال شحاتة؛ مساعد العضو المنتدب للإنتاج والفروع بشركة إسكان للتأمين، إن القطاع يمكن أن يستفيد من الناحية التسويقية عبر تلك المنصات المنتشرة والتي تناولتها الدراسة، حيث يمكن أن يحصل العملاء على إعلانات منتجات التأمين وتفصيلات الوثائق بمجرد “ضغطة زر” لا تكلفه عناء البحث أو السؤال، لا سيما في ظل عالم متسارع لا يتوقف عن التطور، وذلك هو جوهر الرقمنة التي ينبغي على الشركات الاستعداد لها في الفترة القادمة.
ولفت إلى أن نمو القدرة على تقديم خدمات تأمينية متطورة قد بات مرتبطًا، بصورة وثيقة، بكفاءة وسائل الاتصالات، عبر القنوات التي يستخدمها الجمهور بإنجاز، دون التقيد بمنطقة معينة أو وجود العميل بمقر الشركة للحصول عليها.
ومن جانبه، أشار الدكتور صلاح الدين فهمي؛ رئيس قسم الاقتصاد بجامعة الأزهر والمستشار الأكاديمي لمعهد الجزيرة للحاسب الآلي ونظم المعلومات الإدارية، إلى أن الدراسة قد أشارت إلى جانب مهم يعوزه الاقتصاد في الوقت الراهن، يتلخص في فرض المحتوى الاقتصادي المبسط من خلال منصات الفيديو المنتشرة.
وأضاف أن تعاون تلك المنصات وقطاع التأمين يؤدي إلى تعظيم مبيعات كل منهما، بانتشار التطبيقات والبرامج التي يُعرض من خلالها المنتجات، ولا سيما للفئات المستهدفة بتلك الخدمات بسبل يسيرة وبسيطة، ومن ثم فالعلاقة طردية بين تطبيقات “الفيديو حسب الطلب” ومستوى أداء شركات التأمين الناشطة بالسوق المصرية.
يذكر أن لجنة مناقشة الأطروحة كانت مكونة من الدكتورة عبير عبد الرحمن محروس؛ أستاذ التسويق وإدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة القاهرة، والدكتور محمد حامد الشرنوبي؛ أستاذ التسويق وإدارة الأعمال بكلية التجارة بجامعة القاهرة، والدكتور موريس كاليني؛ أستاذ التسويق بجامعة روان بنيوجيرسي، واختلوا بعد مناقشة الدراسة، وقررت اللجنة قبول الدراسة ومنح الباحثة درجة الماجستير.