«جابابنتين» مادة دوائية تفتك بعقول المصريين

دول العالم حظرت استخدامها لارتباطها بارتفاع نسب الجريمة .. والقضاء الأمريكى يغرم فايزر 2.9 مليار جنيه كثانى أكبر عقوبة فى تاريخ الصناعة لتسببها فى ارتفاع حالات الانتحار

«جابابنتين» مادة دوائية تفتك بعقول المصريين
أحمد صبحي

أحمد صبحي

9:57 ص, الخميس, 30 ديسمبر 21

ما أن تطأ قدماك أى من المناطق الشعبية فى مصر حتى تجد أن عددا من الأصناف الدوائية، يتم تداولها على نطاق واسع، حتى بات تقديمها؛ نوعا من المجاملة ومظاهر الترحاب، أو كما يردد المتعاطون «هعمل معاك واجب»، ترى ما هى هذه الأدوية؟

التقت «المال» بعدد من الشباب الذين يتعاطون هذه الأصناف الدوائية لمعرفة أسمائها، ولماذا يتعاطونها، وكيف يحصلون عليها، ليتضح أن جميع الأصناف المتداولة تحمل ذات المادة الفعالة والمعروفة باسم «جابابنتين»، ويتم توزيعها فى الصيدليات دون «روشتة»، خاصة وأنها لا تقع ضمن جدول السموم والمخدرات.

عدد من الشباب، الذين التقت بهم «المال»، أكدوا أن هذه الأصناف الدوائية ظهرت بعد دخول عقار «ليريكا – ليرولين» وباقى الأصناف التى يتم إنتاجها من مادة بريجابالين، ضمن جدول السموم والمخدرات فى سبتمبر عام 2019.

«جابابنتين» مادة دوائية لمرضى الصرع

«جابابنتين – نيورنتين» هى مادة دوائية تستخدم فى صناعة العقاقير الطبية لعلاج نوبات الصرع الجزئية وبعض التهابات الأعصاب المزمنة، الناتجة عن الإصابة بالحزام النارى «الهربس»، من خلال تقليل الإشارات العصبية المنطلقة من المخ، بحسب النشرة المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية.

بداية ظهور «جابابنتين»

فى عام 1993 اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية «إف دى إيه»، مادة «جابابنتين»، لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات بما فى ذلك النوبات الجزئية لمرضى الصرع وآلام الأعصاب الناتجة عن إصابة الحبل الشوكى والاستخدامات المعتمدة الأخرى لآلام العضل الليفى ومتلازمة تململ الساقين.

لم يمر كثيرا، حتى باتت الأصناف التى يتم إنتاجها من مادة «جابابنتين» والمعروفة فى الولايات المتحدة بالاسم التجارى «نيورونتين» ضمن الـ 50 صنفاً الأكثر مبيعا وسط اتهامات بالتوسع فى استخدامها خارج التسمية العلمية، وتسببها فى ارتفاع معدلات الجريمة.

قضية ديفيد فرانكلين ضد فايزر

ديفيد فرانكلين هو عالم ميكروبيولوجى أمريكى، رفع فى عام 1996 دعوى قضائية نيابة عن عدد من مواطنى الولايات المتحدة، ضد شركة فايزر «المنتجة لأصناف جابابنتين»، يتهمها بالاحتيال وانتهاك «قانون المنظمات» وهو القانون الذى يستخدم فى محاكمة المافيا أو من شاركوا فى جرائم منظمة.

استند «فرانكلين» فى الدعوى التى أقامها إلى أدلة حول قيام الشركة بتقديم أموال لعدد كبير من الأطباء مقابل الاستشارات والدراسات للتشجيع على وصف دواء «نيورونتين» لمرضى الصداع النصفى واضطراب ثنائى القطب واضطراب نقص الانتباه، وسرعان على ما توالت أكثر من ألف دعوى قضائية ضد «فايزر» تتهمها بتقديم مادة دوائية تتسبب فى ارتفاع نسب الهوس الاكتئابى، ومحاولات الانتحار.

ثانى أكبر عقوبة فى تاريخ صناعة الدواء

8 سنوات هو عمر القضية الأولى من نوعها التى تم تحريكها ضد شركة أدوية، بتهمة الاحتيال وترويج خارج التسمية، لتصدر المحكمة العليا الأمريكية حكمها النهائى، فى أبريل عام 2014، بتغريم “فايزر” مبلغ 430 مليون دولار، وهو ما يعادل حينها 2.967 مليار جنيه، كثانى أكبر عقوبة فى تاريخ صناعة الدواء على مستوى العالم، بعد أن رفضت المحكمة الاستئناف المقدم من الشركة.

ارتفاع الميول والسلوك الانتحارى لدى %80 من المتعاطين

بالتزامن مع قضية فرانكلين، سارعت إدارة الأغذية والعقاقير، لإجراء الدراسات والتحليلات على عدد من المتعاطين، بلغ عددهم 199 شخصا، وقالت حينها، إن النتائج أثبتت ارتفاع نسبة الميول والسلوك الانتحارى لدى %80 من الحالات السالف ذكرها.

كما أظهرت التقارير أن صعوبات التنفس الخطيرة يمكن أن تحدث عندما يتم تناول “جابابنتين” من قبل المرضى الذين يعانون من عوامل الخطر التنفسى الموجودة مسبقا، وهو ما تسبب فى وفاة 12 شخصا ما بين 2012 – 2017، لتدخل ضمن الأدوية الخطرة وُوضعت قيود على عملية صرفها للمرضى.

المادة ضمن الأكثر مبيعا فى العالم

رغم الأزمة الكبرى التى واجهتها الشركة المنتجة للمادة، إلا أن التقارير المعنية برصد حركة بيع الدواء على مستوى العالم، أشارت فى تقريرها عام 2017 إلى أن مادة «جابابنتين» كانت ضمن أكثر الأدوية مبيعا فى العالم، حتى أن أكثر من 14 مليون وصفة طبية فى إنجلترا، أوصت باستخدامها فى العام التالى.

العالم يضع المادة ضمن جدول السموم والمخدرات باستثناء مصر

فى عام 2019 وفى ظل ارتفاع معدلات الجريمة، والتوسع فى استخدام المادة استشعرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية خطورة الوضع، وهو ما دفعها لتقديم تحذير لكل دول العالم من خطورة مادة جابابنتين، وتسببها فى ارتفاع عدد الوفيات نتيجة سوء الاستخدام.

أجريت أبحاث ودراسات تجاوزت 70، اطلعت «المال» على 20 منها حول خطورة التوسع فى استخدام مادة «جابابنتين» وتسببها فى ارتفاع معدلات الجريمة والتوصية بتقييد استخدامها، وتحذير إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، حيث استجابت لهم كل حكومات العالم، بما فيها حكومات الخليج والبلدان العربية، ووضعت المادة ضمن جدول السموم والمخدرات، حتى أن بعض الدول حددت أسماء الأطباء المسموح لهم بصرفها، إلا أن الحكومة المصرية لم تقدم على هذه الخطوة بعد.

تحذير إدارة الغذاء والدواء

زيادة الجرعة تدفع المريض لتصرفات غير محسوبة دون أن يشعر

قال الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية العسكرية، المصرية إن مادة «جابابنتين» لها العديد من الاستخدامات تشمل الأمراض العصبية والتهابات الفقرات وبعض أمراض السكر، علاوة على استخدامها داخل مستشفيات ووحدات علاج الإدمان، للمساعدة على عملية سحب المخدرات من الجسم.

وحول التوسع فى استخدامات المادة، اعتبر فرويز أن المادة لا تسبب الاعتمادية، مؤكدا أن حالات الانتحار يكون سببها زيادة الجرعات، لتدهور حالة الوعى، وهو ما يدفع المتعاطى للإقدام على تصرفات غير محسوبة دون أن يشعر.

أشار استشارى الطب النفسى إلى أهمية المادة لاستخدامها فى علاج العديد من الأمراض، لكن فى الوقت ذاته حذر من عمليات التوسع فى توزيعها، معتبرا أن استخدام غير المرضى لها سيتسبب فى عواقب خطيرة، ستدفع عدد من المتعاطين للانتحار.

تسويق المادة برعاية وزارة الصحة

فى أغسطس عام 2019، أصدرت وزارة الصحة المصرية قرارا بوضع مادة البريجبالين ضمن الفقرة «د» من الجدول رقم «3» الملحق بقانون مكافحة المخدرات، وتضاف مستحضراتها إلى الجدول الأول الخاص بتنظيم تداول الأدوية المؤثرة على الحالة النفسية، وهو قرار لم يكن يمثل مفاجأة لشركات الأدوية، والتى بدأت الاستعداد له مبكرا.

انطلقت المؤتمرات التى تنظمها شركات الأدوية منذ 13 سبتمبر عام 2013، والتى استعانت فيها بعدد من الأطباء المشهورين فى مجالات “المخ والأعصاب والعمود الفقرى والباطنة ومتخصصين فى مرض السكر”، من أجل الترويج لمادة جابابنتين وتقديم نصائح حول جدوى استخداماتها.

وفى العام 2015 بدأت بعض الشركات بالإعلان عن أصناف من مادة جابابنتين من خلال “امساكيات رمضان”، باعتبارها مسكنات فعالة، وأخرى قدمت خصومات مغرية لتشجيع الصيادلة، حتى أن إحدى الشركات روجت للمادة على هامش مشاركتها فى واحدة من الحملات القومية التى تنظمها الدولة.

وأظهرت تسريبات من تقرير المؤسسة العالمية للمعلومات والاستشارات الدوائية «أى إم إس» المعنى بحركة بيع الدواء فى العام 2019، أن أحد الأصناف التى تحمل مادة جابابنتين جاء فى المرتبة الثانية عشر، ضمن قائمة الأدوية الأكثر مبيعا فى مصر، لتتمكن الشركة المنتجة من الصعود للمركز الثانى ضمن قائمة الشركات الأكثر مبيعا بعدما كانت تحتل المركز السابع.

الصيادلة: ارتفاع الطلب على المادة وسوء الاستخدام بشكل مقلق

على الرغم من الشواهد التى تشير لحالة الانفلات فى توزيع مادة جابابنتين، وتأكيدات أكثر من 40 صيدلياً، تواصلت معهم «المال» حول ارتفاع التوزيع وسوء الاستخدام بشكل مقلق، علاوة على ما أكده 12 ضابطا يعملون فى أقسام الشرطة، بعدد من المحافظات، بوجود عدد من الأصناف مع المتعاطين والخارجين عن القانون، إلا أنها لا تسجل فى محاضر الضبط، حتى أن عدداً منهم قالوا «احنا مش عارفينها بتعمل إيه ولا بياخدوها ليه».

إلا أن الوقوف على حجم المبيعات بشكل دقيق بات أمرا ضروريا، وهو ما يستلزم الحصول على نسخة من التقرير الذى تعده “أى إم إس” عن العام 2021، لكن التقرير لا يقدم إلا للشركات بأسعار ضخمة، فى النهاية حصلت «المال» على نسخة منه بعد رحلة بحث استمرت 10 أيام.

2.5 مليار جنيه مبيعات الأدوية النفسية

كشف تقرير «أى إم إس»، ان من بين 139 صنفاً دوائياً تقدم فى السوق المصرية لأصحاب الأمراض النفسية، 49 صنفاً يحمل مادة «جابابنتين»، موضحا، أن إجمالى مبيعات أدوية الأمراض النفسية منذ أكتوبر 2020 وحتى أكتوبر 2021، بلغت 2.5 مليار جنيه.

تقرير “أي إم إس”

1.5 مليار جنيه إيرادات الشركات حتى أكتوبر الماضى.. و«إيفا فارما وماش ودلتا وفايزر» على قائمة الأكثر مبيعا بإجمالى تقديرى 23 مليون علبة

وأظهرت أرقام المبيعات للأصناف التى تحمل مادة جابابنتين، تحقيق عقار كونفنتين مبيعات بلغت 612.949 مليون جنيه، وجاباماش 315.703 مليون، وجابتين 297.447 مليون، ونيوروجلوبنتين 110.501 مليون.

فيما حقق عقار نيورنتين 67.309 مليون، وشالجاتين 22.755 مليون، وعقار جراليبنتين إكس أر 16.451 مليون، وجابابنتين 16.337 مليون، وجاباليبسى 9.277 مليون، وليبتيكيور 7.688 مليون، واندوبنتين 3.946 مليون، وفاغابانتين 2.277 مليون جنيه، بإجمالى مبيعات 1.482 مليار جنيه.

«إيفا فارما وماش ودلتا» على رأس الشركات الموزعة

وبحسب التقرير فإن ما تم توزيعه من مادة جابابنتين، يتجاوز الـ23 مليون علبة دوائية حتى أكتوبر الماضى، بلغ نصيب شركة إيفا فارما منها 7.974 مليون علبة، فيما جاءت شركة ماش فى المرتبة الثانية بـ4.842 مليون علبة، وشركة دلتا فى المرتبة الثالثة بواقع 3.688 مليون علبة، ولم تتمكن فايزر من بيع سوى ما يقرب من 829 ألف علبة، وهو ما يعود لارتفاع سعره مقارنة بباقى الأصناف والتى تبدأ من 45 جنيها.

550 جنيها متوسط سعر كيلو الخام

تواصلت «المال» مع العديد من المعنيين بملف الدواء للتعرف على مصدر مادة جابابنتين، وطريقة دخولها لمصر، وأسعارها، لكن الأمر لم يكن يحتاج هذا الجهد، فعدد من المواقع على شبكة الانترنت، ومنها موقع «على بابا» تقدم خدمات البيع، والشحن بكل سهولة، كما أن هناك تنافسية فى الأسعار، فعدد من الشركات تطرح الكيلو جرام بأسعار تبدأ من 20 وحتى 50 دولارا، أغلبها يصل عبر مطار القاهرة الجوى، وتحتاج إلى موافقة من لجنة السياسات الدوائية التابعة لهيئة الدواء المصرية؛ للإفراج عنها.

أغلب الشركات التى تقوم بعرض الخام للبيع تتبع لدولة الهند، وهى المصدر الأكبر لخامات الأدوية، وبلغ متوسط سعر الكيلو جرام من خام جابابنتين، 550 جنيها، ويختلف السعر باختلاف كمية الشحنة المستوردة، إلا أن النتائج أكدت تصدر فيتنام قائمة الدول الأكثر استيرادا للمادة.

الكيلو جرام يحقق مبيعات تقدر بـ14.985 ألف جنيه

تبلغ إنتاجية الكيلو جرام من خام جابابنتين، ما يعادل 10 آلاف كبسولة، بتركيز 100 مل جرام، تكفى لإنتاج 333 علبة دوائية تحتوى على 30 كبسولة، وهو ما يعنى أن الكيلو جرام يحقق مبيعات تقدر بـ14.985 ألف جنيه.

حاولت «المال» التواصل مع لجنة السياسات الدوائية، التابعة لهيئة الدواء المصرية، وهى المعنية بمنح الموافقات على دخول خامات الأدوية عبر الموانئ المختلفة، إلا إن المحاولات باءت بالفشل، لكن مصدر بإدارة اليقظة الدوائية، قال فى تصريحات مسجلة، إن الوزارة استقبلت العشرات من الشكاوى حول خطورة التوسع فى استخدامها.

وأكد المصدر الذى فضل عدم ذكر اسمه، أن هناك أصواتاً تطالب فى الفترة الأخيرة بضرورة الإسراع لوضع مادة جابابنتين ضمن جدول السموم والمخدرات، ووضع قيود على عملية صرفها، لكن حتى الآن لم تتضح الرؤية حول جدوى الاستجابة لهذه النداءات.

هانى سامح: ما يحدث يرتقى للجريمة ونحن أمام نشاط مشبوه

وتعقيبا، على أرقام مبيعات، مادة جابابنتين، قال الصيدلى والمحامى هانى سامح، إن ما يشهده سوق الدواء المصرى فى توزيع مثل هذه المواد هو أمر بالغ الخطورة، معتبرا أن ما يحدث يرتقى للجريمة المنظمة، والتى يجب أن تتصدى لها الدولة، خاصة وأن دول العالم وضعت قيوداً على استخدامها.

وأكد، سامح لـ«المال»، أن الأرقام التى يتم رصدها من خلال تقرير «آى إم إس»، لا تشمل الكميات التى يتم توريدها للمستشفيات ومراكز الإدمان ومخازن الأدوية، وهو ما يعنى أننا أمام نشاط مشبوه، خاصة وأنها مرتبطة بشكل مباشر بارتفاع معدلات الجريمة.

واعتبر، أن السبب الرئيس فى انتشار هذه المادة هو شركات الأدوية، وضعاف النفوس من الصيادلة والدخلاء الذين يديرون عدد كبير من صيدليات مصر خلال السنوات الأخيرة، مضيفا، «دائما ما يبحث طرفى هذه المعادلة عن الثراء دون النظر لأى اعتبارات أو عواقب».

التوسع فى الاستخدام

ذهب عدد كبير من الأطباء للتوسع فى استخدام مادة «جابابنتين»، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتشمل علاج انسحاب الكوكايين من الجسم، والخمور، وآلام الغضاريف والعمود الفقرى، والتهاب أعصاب السكرى وغير السكرى، والصداع، وهو ما أكده %90 من الصيادلة الذين تواصلت معهم «المال».

مراكز الإدمان تستقبل حالات منذ 6 اشهر

تواصلت «المال» مع أحد الأطباء فى مستشفى الأمل للطب للنفسى للاستفسار عن استقبال مراكز علاج الإدمان لمرضى يتعاطون مادة جابابنتين، والذى أكد أن الشهور الـ6 الأخيرة شهدت استقبال العديد من الحالات، دون الإفصاح عن عددها.

وأكد المصدر الذى طلب عدم ذكر اسمه، أن سهولة الحصول على مثل هذه المواد هو أمر خطير، يتسبب فى نتائج غير جيدة، معتبرا، أن المادة لابد وأن تعامل معاملة المواد المخدرة، خاصة وأن سوء استخدامها، يعمل على تغيير كهرباء المخ، وشهدت الفترة الأخيرة إقدام عدد كبير من غير المرضى على إستخدامها.

وحذر من التوسع فى إستخدام مادة جابابنتين، لأنها ستتسبب فى زيادة الأمراض العقلية والنفسية إذا ما تم صرفها لاستخدامات لغير الغرض المصنوعة له، مشيرا إلى أن المتعاطين يشعرون بالنشوة فى بداية تعاطيها، لكن عند نقطة معينة سيحدث تغير فى السلوك والانفعالات، ويتحولون إلى مرضى.

وحول استخدام المادة داخل مراكز علاج الإدمان، قال: نستخدم المادة مع حالات معينة من مرضى الصرع، كما نلجأ لها مع عدد من الحالات التى تخضع لبرامج العلاج من الإدمان، بتركيزات قليلة، ولفترة محددة، من أجل ضبط الحالة النفسية للمريض.

وأكد، أن علاج المتعاطين لمادة جابابنتين، يختلف بمدة التعاطى، وربما يحتاج إلى 6 أشهر، علاجات دوائية، لأن أغلب المتعاطين لها، لديهم تاريخ مع أنواع أخرى من المخدرات، مشددا على ضرورة متابعة الأسرة لأبنائها لإمكانية التدخل فى وقت مناسب.

«المادة فى قفص الاتهام»

فى 21 ديسمبر عام 2019، أقدم شاب يدعى «م.ى» على القفز من الطابق الثامن من شرفة غرفته بمنطقة العجوزة، وكشفت تحقيقات النيابة حينها، أن المتوفى كان يعانى من مرض الصرع، ويتناول أدوية من شأنها زيادة حالة الاكتئاب، وهو ما دفعه للانتحار.

وفى العام التالى 2020 وتحديدا فى 12 فبراير، حرر قسم شرطة ساقلتة التابع لمحافظة سوهاج، جنوب مصر، محضر بانتحار “عبد الرحمن. م. أ “ 11 سنه، تلميذ فى الصف الخامس الابتدائى بحبل أعلى سطح منزله، الكائن بنجع آدم- قرية العوامية، وكشفت التحقيقات حينها، أن التلميذ يعانى من مرض الصرع، وكان يتناول حبوب تسببت فى إقدامه على الانتحار.

وفى 14 أغسطس 2021، أقدم «م. أ.م» شاب فى العقد الثالث، مقيم قرية أبو فوده مركز شربين التابعة لمحافظة الدقهلية على الانتحار بتناوله “قرص غلة”، وجاءت تحريات المباحث حينها لتؤكد أن المتوفى كان يمر بأزمة نفسية بسبب معاناته من مرض الصرع.

انتحار.. تعبيرية

احصائيات

بحسب تصنيف مركز «ناميبو» لقياس معدلات الجرائم بين الدول، تحتل مصر المركز الثالث عربيا والـ 24 عالميا فى جرائم القتل.

أكدت دراسة صادرة عن جامعة عين شمس، أن جرائم القتل العائلى وحدها باتت تشكل نسبة الربع إلى الثلث من إجمالى جرائم القتل.

حدد المركز القومى للبحوث الجنائية والاجتماعية، %92 من هذه الجرائم تُرتكب بدافع العرض والشرف، فضلا عن العوامل الاقتصادية التى أصبحت من بين أبرز أسباب تضاعف معدلات القتل العائلى.

حدد الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء 92.400 ألف شخص مصابين بمرض الصرع فى العام 2019، فيما ارتفع العدد ليصل لـ 102 ألف فى العام 2020، وقدر إجمالى ما تم إنفاقه فى العامين لعلاج المرضى بما يقرب من 900 ألف جنيه فقط.